مصر تُعزز تعاونها المائي مع جنوب السودان

وزير الري المصري يلتقي نظيره الجنوب سوداني أمس (من صفحة «مجلس الوزراء المصري» على فيسبوك)
وزير الري المصري يلتقي نظيره الجنوب سوداني أمس (من صفحة «مجلس الوزراء المصري» على فيسبوك)
TT

مصر تُعزز تعاونها المائي مع جنوب السودان

وزير الري المصري يلتقي نظيره الجنوب سوداني أمس (من صفحة «مجلس الوزراء المصري» على فيسبوك)
وزير الري المصري يلتقي نظيره الجنوب سوداني أمس (من صفحة «مجلس الوزراء المصري» على فيسبوك)

عززت مصر تعاونها المائي مع جنوب السودان، في وقت يستمر «التعثر» لمفاوضات «سد النهضة» الإثيوبي، الذي تقيمه أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويثير توترات مع مصر والسودان. وقال وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، أمس، إن «التعاون مع جنوب السودان يسهم في تحقيق التنمية المستدامة». في حين أكدت «الخارجية الإثيوبية» التزام أديس أبابا باستئناف مفاوضات (السد). وتطالب مصر والسودان، بإبرام اتفاق «قانوني ملزم» مع إثيوبيا ينظم قواعد ملء وتشغيل السد، وأن تمتنع أديس أبابا عن اتخاذ أي إجراءات أحادية؛ لكن المفاوضات التي جرت على مدار 10 سنوات بشكل متقطع، فشلت في الوصول إلى اتفاق. والتقى وزير الري المصري، وزير الموارد المائية والري بجنوب السودان، ماناوا بيتر، والوفد المرافق له الذي يقوم بزيارة للقاهرة، وتم مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وسبل تعزيز العلاقات المصرية - الجنوب سودانية في الفترة القادمة. ووفق «مجلس الوزراء المصري» أمس، فقد أشار «الوزير المصري بالعلاقات الوطيدة التي تربط البلدين»، مؤكداً أن «التعاون بين البلدين يمتد لسنوات طويلة تم خلالها تنفيذ العديد من المشروعات التنموية التي تعود بالنفع المباشر على مواطني جنوب السودان، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطنين».
وأوضح عبد العاطي أن «وزارة الري المصرية قامت بإنشاء 6 آبار جوفية بنطاق مدينة جوبا بجنوب السودان، كما تم تركيب وحدة رفع لنقل مياه الأنهار للتجمعات السكانية القريبة من المجاري المائية بمدينة واو، وإنشاء بعض الأرصفة النهرية لربط المدن والقرى الرئيسية بجنوب السودان ملاحياً، فضلاً عن مشروع تطهير المجاري المائية بحوض بحر الغزال والذي سوف يسهم في خلق فرص عمل وتطوير أحوال الصيد وإنشاء مزارع سمكية وحماية القرى والأراضي الزراعية من الغرق نتيجة ارتفاع مناسيب المياه أثناء الفيضانات، بالإضافة لمساهمة (الري المصرية) في إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع سد (واو) المتعدد الأغراض». وبحسب بيان «مجلس الوزراء المصري» أمس، فقد «تم خلال الاجتماع متابعة موقف المشروعات الجاري تنفيذها والبرامج الزمنية للمشروعات المخطط تنفيذها بما يعود بالنفع على مواطني البلدين».
وجدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء أول من أمس، مطالب بلاده بـ«ضرورة التوصل إلى اتفاق (قانوني ملزم) بشأن قواعد ملء وتشغيل (السد)»... وتتخوف مصر ومعها السودان (دولتا مصب النيل) من نقص المياه والسلامة، خاصة أنهما يعتمدان على مياه النيل بشكل رئيسي. إلى ذلك، أعربت إثيوبيا «عن التزامها باستئناف المفاوضات الثلاثية بشأن (سد النهضة) برعاية الاتحاد الأفريقي». وقال وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ديميكي ميكونين، خلال لقائه وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، أمس، إن «إثيوبيا أجرت عملية التعبئة الثانية لـ(السد) وفقاً لإعلان المبادئ الذي تم توقيعه من قبل الأطراف الثلاثة في عام 2015». وأعلنت الحكومة الإثيوبية، قبل أسبوع، انتهاء الملء الثاني لـ«السد» الذي تبنيه بداعي توليد الكهرباء، في خطوة أثارت غضب مصر والسودان. والشهر الماضي، قالت مصر إنها تلقت إخطاراً رسمياً من إثيوبيا بأنها بدأت ملء خزان السد للمرة الثانية. وأكدت القاهرة أنها «ترفض بشكل قاطع هذه الخطوة».
في السياق نفسه، دعت «الخارجية الإثيوبية» أمس، الجزائر إلى «لعب دور في تصحيح التصورات بشأن سد النهضة لدى جامعة الدول العربية»، على حد قولها، مؤكدة «نوايا إثيوبيا في الاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل».
وكان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قد دعم في يونيو (حزيران) الماضي، الحقوق المائية للقاهرة والخرطوم، داعياً حينها مجلس الأمن الدولي لبحث أزمة السد. فيما رفضت إثيوبيا «تدخل جامعة الدول العربية في (سد النهضة)».



الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
TT

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)

يواجه آلاف المرضى بالسرطان في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خطر الموت نتيجة غياب الرعاية الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الدعم، في ظل اتهامات لقادة الجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وتعطيل مراكز علاج ودعم الحالات المصابة بالمرض.

وأرجعت مصادر طبية في المحافظة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي كانت تقدم مجاناً من منظمات دولية وجهات خيرية، إلى مساعي الجماعة الحوثية للاستفادة من التمويل الموجه للمرضى، والحصول على إيرادات مالية من الأدوية والتدخل الدائم في العمل الإغاثي الطبي، وفرض قرارتها على الجهات الممولة، وإدارة شؤون المستشفيات والمراكز الصحية.

ووجّه فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب نداء استغاثة جديداً، هو الثالث خلال الأشهر القليلة الماضية، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع لها، ومدّه بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعلاج المرضى.

أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

وأعلن فرع مؤسسة مكافحة السرطان، في بيان له، تسجيل 753 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان في إب خلال العام الحالي، موضحاً أن معظم المرضى الذين يتوافدون حالياً على مركز الأمل لعلاج الأورام، وهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، لا يتحصلون على الرعاية الطبية؛ بسبب شح الإمكانات.

زيادة في المصابين

واشتكى فرع المؤسسة في بيانه من أن التزايد المستمر في أعداد المصابين بالمرض يُحمّل المؤسسة ومركز الأورام تبعات كثيرة في الوقت الذي يعانيان قلة الإيرادات والافتقار للدعم الثابت؛ ما يجعلهما غير قادرين على توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات التشخيصية والصحية للمرضى.

وناشد البيان الجهات ذات العلاقة والمنظمات ورجال الأعمال، بإسنادهم بالدعم من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى.

مبنى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في إب (فيسبوك)

وذكرت مصادر طبية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، شهدت مئات الإصابات الجديدة بالمرض، بالتزامن مع معاناة كبيرة لأكثر من 6 آلاف مصاب من مختلف الأعمار.

موارد محدودة

اشتكى عدد من المرضى من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية، لافتين إلى أنهم يواجهون خطر الموت جراء فشل الجماعة الحوثية في إدارة المرافق الصحية وعبث قادة الجماعة بالموارد والمساعدات والإتجار بها في السوق السوداء.

وبيَّنوا لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لا يزالون يعانون مضاعفات كبيرة وظروفاً حرجة في ظل سياسات حوثية خاطئة تستهدف جميع مؤسسات ومراكز مكافحة السرطان في المحافظة وأثرت سلباً على تلقيهم الرعاية الطبية.

يقول عبد الله، وهو شاب من مدينة العدين غرب المحافظة، وقدِم إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان لعلاج والدته التي تعاني سرطاناً في الحلق، إنه تردد على فرع المؤسسة لأكثر من 3 أيام؛ أملاً في الحصول على الرعاية الطبية لوالدته، لكن دون جدوى.

قادة حوثيون يفرضون وجودهم في افتتاح مركز لمعالجة الأورام في إب اليمنية بتمويل من فاعلي خير (إعلام حوثي)

ويعبّر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالحزن والأسى وهو يرى والدته تصارع المرض، بينما يعجز حتى اللحظة عن تأمين جرعة العلاج الكيماوي لها وبعض الأدوية الأخرى؛ بسبب انعدامها في فرع المؤسسة، وارتفاع تكلفتها في العيادات الخارجية والصيدليات التي تتبع أغلبها قيادات حوثية.

ويشير عاملون في فرع المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان في إب خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة مكافحة السرطان، لا يزال يُقدم كل ما يمكن من خدمات مجانية للمرضى، رغم تكرار الاستهداف الحوثي له ومنتسبيه، معتمداً على القليل جداً من التبرعات المقدمة من بعض الجهات وفاعلي الخير.

وطالب العاملون المنظمات الدولية والمعنيين بسرعة إنقاذ مرضى السرطان الذين يواجهون خطر الموت ويتجمعون يومياً بالعشرات أمام المراكز والمؤسسات والمستشفيات في المحافظة، أملاً في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

القطاع الصحي في اليمن يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

وأقرَّت الجماعة الحوثية سابقاً بارتفاع عدد مرضى السرطان بعموم مناطق سيطرتها إلى نحو 80 ألف مريض.

وأطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، نداء استغاثة، بعد بلوغ أعداد المرضى المسجلين لدى فرع المؤسسة بالمحافظة وقتها 6060 حالة.

وقبل ذلك بأشهر أطلق الفرع نداء استغاثة مماثلاً، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع له، والذي يواجه الإغلاق الوشيك نتيجة نقص الدعم وغياب التمويل.