انتقادات إعلامية أميركية لانتهاكات إسرائيل تستبق زيارة بنيتhttps://aawsat.com/home/article/3103706/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D9%82-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D9%8A%D8%AA
انتقادات إعلامية أميركية لانتهاكات إسرائيل تستبق زيارة بنيت
عائلة تنتظر ترميم منزلها الذي هدمه القصف الإسرائيلي على غزة (أ.ب)
لليوم الثاني على التوالي، تعرضت إسرائيل لانتقادات على خلفية تعاملها مع الفلسطينيين، في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بنيت، الشهر المقبل. وحظي تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» الذي يتهم إسرائيل بأنها انتهكت القانون الدولي خلال حرب الأيام الـ11 الأخيرة في غزة، فيما «يبدو أنه يرقى إلى جرائم حرب»، بمتابعة لافتة من وسائل الإعلام الأميركية على تقرير المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها. يأتي ذلك بعد يوم واحد من تقرير آخر نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، ينتقد إسرائيل في قضيتي المواجهة مع شركة «بن أند جيري» الأميركية للمثلجات وفضيحة التنصت، وسياساتها القمعية تجاه الفلسطينيين. وهو ما سلط الضوء على نوع الملفات التي يعتقد على نطاق واسع، أنها قد تكون على طاولة المحادثات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية الجديدة، في ظل تنامي الانتقادات التي تتعرض لها من طيف واسع من السياسيين الأميركيين، خصوصاً من «تقدميي» الحزب الديمقراطي، الذين يضغطون على الرئيس بايدن لاتخاذ مواقف أكثر حزماً من سياسات إسرائيل وممارساتها ضد الفلسطينيين. صحيفة «واشنطن بوست» قارنت في تعليقها على تقرير المنظمة، بين الادعاءات الإسرائيلية والفلسطينية، حول عدد القتلى من الجانبين، لكنها أشارت إلى أنه بينما تم اعتراض معظم الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة بواسطة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية»، لم يكن لدى ما يقرب من مليوني فلسطيني في غزة أماكن قليلة للفرار إليها. وأضافت أن إسرائيل تسيطر تقريباً على جميع المعابر من قطاع غزة وإليه، وهو الذي يواجه أزمات إنسانية متعددة ومتفاقمة، بما في ذلك النقص الحاد في المياه النظيفة والكهرباء، فضلاً عن الافتقار إلى الفرص الاقتصادية. كما أن معظم سكان غزة لا يستطيعون المغادرة، بسبب القمع الذي تمارسه حركة حماس على أي معارضة داخلية. وأضافت الصحيفة أنه سبق لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اتهمت الإسرائيليين والفلسطينيين بارتكاب انتهاكات، بما في ذلك جرائم حرب على ما يبدو. وأشارت إلى تقريرها الأخير الذي أصدرته في أبريل (نيسان) الماضي، يتهم إسرائيل بارتكاب «جرائم الفصل العنصري والاضطهاد» ضد الفلسطينيين في الأراضي التي يحتلها الجيش الإسرائيلي وداخل إسرائيل. ونقلت عن عمر شاكر، مدير الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية في المنظمة، قوله إنه على مر السنين «وثّقنا نمطاً من القوة المفرطة، وهجمات غير متناسبة وعشوائية لم تصب هدفاً عسكرياً واضحاً، وهو ما يجعل المساءلة أمراً بالغ الأهمية».
الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.
وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.
وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.
انتهاكات مروّعة
وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».
ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.
وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.
ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.
وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.
وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.
وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.
إقبال على الهجرة
يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.
لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.
وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».
وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.
وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.
ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.