تشيني تحذر من تكرار أحداث «الكابيتول» مع بدء التحقيقات بها

وزارة العدل تسمح باستجواب مسؤولين سابقين في إدارة ترمب

جانب من جلسة الاستماع إلى إفادة 4 من عناصر الشرطة الذين تعرّضوا للضرب في اقتحام الكابيتول (أ.ب)
جانب من جلسة الاستماع إلى إفادة 4 من عناصر الشرطة الذين تعرّضوا للضرب في اقتحام الكابيتول (أ.ب)
TT

تشيني تحذر من تكرار أحداث «الكابيتول» مع بدء التحقيقات بها

جانب من جلسة الاستماع إلى إفادة 4 من عناصر الشرطة الذين تعرّضوا للضرب في اقتحام الكابيتول (أ.ب)
جانب من جلسة الاستماع إلى إفادة 4 من عناصر الشرطة الذين تعرّضوا للضرب في اقتحام الكابيتول (أ.ب)

حذّرت النائبة الجمهورية، ليز تشيني، أمس، من خطر حصول اعتداءات مشابهة لأحداث اقتحام الكابيتول كل 4 سنوات، وذلك في حال عدم النظر جدياً في أسباب الاقتحام وخلفياته. وحثّت تشيني في أول جلسة عقدتها اللجنة الخاصة بالتحقيق باقتحام الكابيتول على تخطي الخلافات الحزبية لمصلحة البلاد.
واستمعت اللجنة إلى إفادة أربعة من عناصر الشرطة، الذين تعرضوا للضرب من قبل المقتحمين في السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي. وروى هؤلاء تجربتهم في يوم الاقتحام أمام لجنة طغى عليها الطابع الديمقراطي بامتياز، وذلك بعد مقاطعة أغلبية الجمهوريين لها.
وعلى الرغم من الإفادات الحامية وشرائط الفيديو، التي عرضت مشاهد عنيفة ومؤثرة لليوم المذكور، فإن الأضواء سُلّطت على شخصين هما ليز تشيني وآدم كيزينغر، النائبان الجمهوريان الوحيدان حتى الساعة، اللذان حصلا على مقاعد في اللجنة.
فبعد رفض رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، طرح زعيم الأقلية الجمهورية كيفين مكارثي اسمين جمهوريين لعضوية اللجنة، وسحب مكارثي للأسماء الخمسة التي طرحها إثر ذلك، اعتمدت بيلوسي على ترشيح تشيني وكيزينغر، المعارضين للرئيس السابق دونالد ترمب، الأمر الذي خلف زوبعة في صفوف الحزب الجمهوري.
فقد شنّ مكارثي، أحد الداعمين البارزين لترمب، هجوماً مكثفاً على النائبين، ووصفهما بـ«جمهوريي بيلوسي»، وذلك في انتقاد لافت للنظر ونادر من رئيس حزب لأعضاء حزبه. لكنه يدل على الجراح التي لم تندمل بعد في صفوف الجمهوريين، والتي ظهرت بجلاء بعد أحداث الكابيتول. ولوّح مكارثي باحتمال معاقبة النائبين عبر تجريدهما من مناصبهما في لجان الكونغرس المختصة، إثر دعوات المحافظين من الحزب لتوبيخهما.
ولم تلقَ اتهامات مكارثي وتهديده بمعاقبة تشيني وكيزينغر آذاناً صاغية لدى النائبين، اللذين صوتا لصالح عزل ترمب؛ إذ وصفا تصريحات زعيمهما بـ«الطفولية». وقال كيزينغر بهذا الخصوص «نحن ننفذ مهمة بغاية الأهمية، ونسعى للحصول على أجوبة بشأن أسوء اعتداء على الكابيتول منذ الحرب في عام 1812. يمكن لمكارثي نعتي بأي وصف يريد».
وانضمت تشيني، التي خسرت منصبها القيادي في الحزب الجمهوري بسبب معارضتها العلنية لترمب، إلى زميلها كيزنيغر في موقفه هذا، وقالت «هذه ليست لعبة. هذا أمر في غاية الجدية. وبعض الأشخاص في حزبي، بمن فيهم الزعيم مكارثي، يستمرون بالتصرف وكأن ما نقوم به أمر حزبي. هذا مؤسف. هذا مخجل».
ويجد مكارثي نفسه في موقف لا يحسد عليه، ذلك أن التركيز الكبير على تشيني وكيزينغر سلب منه استراتيجيته القائمة على تسليط الضوء على بيلوسي، وتصوير اللجنة الخاصة بالتحقيق على أنها لجنة حزبية منحازة. لكنه لم يستسلم، بل كرّس جهوده لتحميل بيلوسي مسؤولية التقاعس عن حماية المبنى يوم الاعتداء. وقال مكارثي في مؤتمر صحافي عقده قبل بدء الجلسة الأولى للتحقيق «ما لن تسمعوه من لجنة بيلوسي المزيفة هو لماذا كان الكابيتول معرّضاً للاعتداء في ذلك اليوم. ولماذا لم يكن الحرس الوطني هناك؟ ولماذا لم يكن الانتشار الأمني مناسباً؟».
وتجنب مكارثي أسئلة الصحافيين الذين سألوه عما إذا كان الرئيس السابق يتحمل جزءاً من المسؤولية عبر تحريض مناصريه، وتجاهل هذه الأسئلة كلياً؛ حرصاً على عدم حصول مواجهة جديدة بينه وبين ترمب، قد تكلفه مقعده كزعيم للأقلية، وأمله بانتزاعه الأغلبية من الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وفي حين تتبادل الأطراف الاتهامات والإهانات، ظهر تحرك مثير للجدل من قبل مجموعة من الجمهوريين الداعمين لترمب، والمشككين في نتائج الانتخابات، عقدت مؤتمراً صحافياً أمام وزارة العدل الأميركية لتطالب وزير العدل، ميريك غارلاند، بشرح تفاصيل معاملة السجناء، الذين تم اعتقالهم إثر أحداث الكابيتول». وهذه المجموعة، وعلى رأسها النائبة مارجوري غرين، لا تخفي دعمها لمناصري الرئيس السابق من الذين اقتحموا المبنى.
يأتي هذا في حين أعطت وزارة العدل الضوء الأخضر لمسؤولين سابقين في إدارة ترمب لتقديم إفادتهم أمام لجنة التحقيق بأحداث الكابيتول، وذلك في قرار قد يفتح الباب أمام تحديات قضائية بين الوزارة والرئيس السابق في حال قرر صدّ إفاداتهم.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.