كريستال بالاس يراهن على ثورة الشباب بقيادة باتريك فييرا

المدير الفني الفرنسي تنتظره مهمة صعبة باعتماد الهجوم والخروج من خطط روي هودجسون البراغماتية

فييرا مدرب كريستال بالاس الجديد يراقب لاعبيه في معسكر الإعداد قبل انطلاق الموسم الإنجليزي
فييرا مدرب كريستال بالاس الجديد يراقب لاعبيه في معسكر الإعداد قبل انطلاق الموسم الإنجليزي
TT

كريستال بالاس يراهن على ثورة الشباب بقيادة باتريك فييرا

فييرا مدرب كريستال بالاس الجديد يراقب لاعبيه في معسكر الإعداد قبل انطلاق الموسم الإنجليزي
فييرا مدرب كريستال بالاس الجديد يراقب لاعبيه في معسكر الإعداد قبل انطلاق الموسم الإنجليزي

قال المدير الفني الفرنسي باتريك فييرا في مقابلة مع صحيفة «ليكيب» الفرنسية في أبريل (نيسان) الماضي: «بالطبع أتحدث مع آرسين فينغر عبر الهاتف، ومن بين أول الأشياء التي قالها لي؛ لن تكون مديراً فنياً حقيقياً حتى تتم إقالتك من منصبك!»
وفي 14 أغسطس (آب) المقبل، سيكون قد مر 25 عاماً على اليوم الذي انتقل فيه لاعب خط الوسط الفرنسي المولود في السنغال، الذي يعد أحد أعظم لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق، إلى آرسنال. ومن المفارقات أن هذا التاريخ أيضاً سيكون هو اليوم الذي سيبدأ فيه فييرا السير على خطى معلمه، المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر، ليتولى مسؤولية أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز مديراً فنياً.
وبعد يوم واحد من بداية آرسنال لمشواره في الموسم الجديد أمام برنتفورد الصاعد حديثاً من دوري الدرجة الأولى، سيكون فييرا في النفق المؤدي إلى ملعب «ستامفورد بريدج» لمواجهة حامل لقب دوري أبطال أوروبا، تشيلسي.
وبعد 8 أشهر من إقالة فييرا من تدريب نيس بعد أن قاده لاحتلال المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز في الموسم السابق الذي تم إلغاؤه قبل نهايته بـ3 أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا، فإن تصميمه على أن يكون مديراً فنياً ناجحاً قد أقنع مالك نادي كريستال بالاس، ستيف باريش، بأن يعهد إليه بمهمة ضخمة تتمثل في خلافة روي هودجسون على رأس القيادة الفنية للفريق.
وإلى جانب العمل على الحفاظ على مكانة كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز، من المتوقع أن يعتمد فييرا على فلسفة هجومية جديدة ترتكز على تطوير اللاعبين الشباب، وهي الفلسفة التي أدت بالفعل إلى التعاقد مع مدافع المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً، مارك غويهي، من تشيلسي، بالإضافة إلى المهاجم المتميز مايكل أوليس من ريدينغ.
إنها ليست مهمة سهلة على الإطلاق، خاصة عندما نعرف أن كريستال بالاس تحت قيادة هودجسون كان الفريق الأكبر سناً بفارق كبير عن باقي الأندية الأخرى، كما انتهت عقود عدد كبير من اللاعبين بنهاية يونيو (حزيران) الماضي. وكان اللاعب القوي جويل وارد، بخلاف ويلفريد زاها، هو الوحيد المتبقي من الفريق الذي صعد للدوري الإنجليزي الممتاز عبر ملحق الصعود في عام 2013، الذي تم تمديد تعاقده مع النادي لمدة عامين، ويمكن أن يحذو غاري كاهيل حذوه، لكن رحيل أندروس تاونسند إلى إيفرتون يعد بمثابة إشارة على الطريق الذي يود فييرا أن يسير فيه.
لقد بدأ فييرا مسيرته التدريبية في أكاديمية مانشستر سيتي للناشئين، قبل أن ينضم إلى نادي نيويورك سيتي الأميركي بعد أن لم تنجح محاولاته لتولي القيادة الفنية لنادي نيوكاسل خلفاً لآلان بارديو. ويدين فييرا بالكثير لمدربه السابق أرسين فينغر الذي تعلم منه كثيراً حول أهمية الاعتماد على اللاعبين الشباب وتطوير قدراتهم.
وقد يكون تعيين سعيد أيجون، الذي عمل مؤخراً مع فريق باريس سان جيرمان تحت 17 عاماً، مدرباً للتطوير هو أفضل صفقة عقدها فييرا حتى الآن. بدأت مسيرة أيجون التدريبية عندما كان يبلغ من العمر 16 عاماً فقط، وقد صنع لنفسه اسماً كبيراً كأحد أفضل المدربين الشباب في فرنسا، بعد أن عمل مع لاعبين مثل كينغسلي كومان، وبريسنل كيمبيمبي، وكريستوفر نكونكو في باريس سان جيرمان. وعمل في السابق في نادي باريس لكرة القدم وأوكسير، ومؤخراً في تحليل المباريات على شاشة التلفزيون الفرنسي.
ترك أيجون باريس سان جيرمان العام الماضي بعد أن شعر بالإحباط بسبب عدم اعتماد الفريق الأول على اللاعبين الشباب. لكن فييرا اقترب من أيجون في بداية العام عندما كان الاثنان عاطلين عن العمل لمعرفة ما إذا كان الأخير مهتماً بالانضمام إلى الطاقم التدريبي له عندما تسنح له الفرصة. وفور حصوله على فرصة تدريب كريستال بالاس قام فييرا بتكرار العرض على أيجون البالغ من العمر 37 عاماً، رغم أن الأخير كان عليه إجراء مقابلة شخصية مع مالك النادي الإنجليزي للحصول على منصبه.
وقال أيجون عند تعيينه: «نحن بحاجة إلى مواصلة هذا العمل مع اللاعبين الشباب الذين ينضمون إلينا والذين ستكون لديهم احتياجات مختلفة عن الكبار في الفريق. إنه دور قريب من قلبي للغاية في ضوء مسيرتي، ومهم للغاية بالنسبة لباتريك فييرا، الذي أثبت في كل مكان كان فيه أنه قادر على الاعتماد على الشباب ومساعدتهم على اللعب بشكل أفضل».
وفي جزء من لندن يعج بالمواهب ويمكن مقارنته بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، يمتلك أيجون وفييرا فرصة جيدة لبناء فريق قوي، خاصة أن أكاديمية كريستال بالاس للناشئين قد صُنفت العام الماضي ضمن «الفئة الأولى»، كما أقام النادي الصيف الماضي كثيراً من المرافق الجديدة بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني على طول الطريق من مركز تدريب الفريق الأول في بيكنهام.
وقد تم إعداد فيلم وثائقي من 6 أجزاء عن كريستال بالاس بعنوان «الأكاديمية»، بتكليف من القناة الرابعة، وسيتم تصويره خلال العام المقبل، ومن المأمول أن يسير مزيد من اللاعبين الشباب على طريق المدافع تيريك ميتشل، الذي وقّع عقداً لمدة 4 سنوات مع النادي في أبريل الماضي بعدما قدّم موسماً رائعاً تحت قيادة هودجسون.
وقد شارك 12 لاعباً من أكاديمية الناشئين في تدريبات الفريق الأول لكريستال بالاس استعداداً للموسم الجديد، وهي التدريبات التي تضمنت بعض الحصص الصارمة في ملعب «سانت جورج بارك» تحت قيادة المدرب المساعد الجديد، كريستيان ويلسون، الذي عمل مع فييرا أيضاً في مانشستر سيتي ونيويورك ونيس.
ومع ذلك، إذا كان المستقبل يبدو مشرقاً، فإن الذكريات السيئة لتجربة المدير الفني الهولندي فرانك دي بور لا تزال في ذاكرة عشاق ومحبي كريستال بالاس.
وبعد الفترة القصيرة التي قضاها أتيليو لومباردو في عام 1998، ترك المدير الفني الهولندي والأجنبي الوحيد في تاريخ النادي ذكريات لا تُمحى، على الرغم من قيادته للفريق في 4 مباريات فقط بالدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن تتم الاستعانة بهودجسون لإعادة التوازن للفريق ببراغماتيته المعتادة.
وسيحتاج فييرا، الذي تولى قيادة كريستال بالاس بعدما رفض المدير الفني السويسري لوسيان فيفر المهمة في اللحظات الأخيرة، إلى الجمع بين خبرات اللاعبين الكبار الذين ما زالوا في صفوف الفريق مثل زاها، الذي يبدو أكثر سعادة مما كان عليه لبعض الوقت، على الرغم من فشله في الانتقال لنادٍ أكبر كما كان يرغب، وبين اللاعبين الشباب حتى لا يفقد السيطرة على الأمور بسرعة.
وقال فييرا فور توليه المسؤولية: «إنها فترة حاسمة لنادي كرة القدم. ما أريده حقاً هو وضع فلسفة يفهمها اللاعبون جيداً وتمكنهم من التعبير عن أنفسهم داخل الملعب. هناك كثير من المواهب في هذا النادي، وستكون مسؤوليتي هي مساعدتها على العمل بشكل جيد». ولا يوجد أدنى شك في أن المدير الفني الفرنسي الكبير آرسين فينغر يتمنى كل التوفيق للاعبه السابق في هذه المهمة الصعبة، ولن يتأخر عنه إذا طلب النصيحة.


مقالات ذات صلة

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي «هش»

قال بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه «هش» بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف في المباراة التي تعادل فيها مع فينورد 3-3 في دوري أبطال أوروبا.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.