مقترح ألماني لإنشاء صندوق حكومي لدعم رقمنة الصناعة

نمو في إنشاء توربينات الرياح

TT

مقترح ألماني لإنشاء صندوق حكومي لدعم رقمنة الصناعة

اقترح المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية، إنشاء صندوق تكنولوجيا حكومي بمليارات اليورو لدعم التغيير الرقمي والبيئي في الصناعة.
وجاء في المقترح الذي طرحه المعهد بمناسبة الانتخابات العامة المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل أنه من أجل توفير قوة دفع فعالة لتحول الصناعة، يجب على الحكومة الألمانية تخصيص ما يُقدر بنحو 30 مليار يورو لهذا الغرض.
وبحسب المعهد، تعتبر الصناعة التنافسية والمبتكرة ذات أهمية مركزية، خاصة بالنسبة لألمانيا كدولة مصدرة، حيث تمثل الصناعة أكثر من 80 في المائة من الصادرات الألمانية. وجاء في مقترح المعهد: «التحديات الرقمية والبيئية هائلة وستتطلب استثمارات بالمليارات خلال السنوات القادمة».
ورغم ذلك يرى المعهد أنه لا يجب توجيه أموال الصندوق للمصالح الاقتصادية فحسب، بل يجب أن يشمل أيضا تغطية متطلبات اجتماعية واسعة النطاق.
وأدرج المعهد تحت مفهوم المجالات التكنولوجية كلاً من الإلكترونيات الدقيقة وخلايا البطاريات والهيدروجين الأخضر والمنصات الرقمية والتصنيع الإضافي. وأشار المعهد أنه يجب أيضاً تصميم المشاريع بطريقة لا تقتصر الاستفادة منها على بعض الشركات فقط.
في الأثناء، وجهت الأوساط الصناعية الألمانية انتقادات لقرار الولايات المتحدة بعدم رفع قيود دخول المسافرين من أوروبا ودول أخرى إليها في الوقت الحالي.
وقال المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية، يواخيم لانج، الثلاثاء في برلين: «مع حظر الدخول، تضر الحكومة الأميركية نفسها والآخرين»، مضيفا أن التأخيرات في إنتاج وتسليم وتنفيذ المشاريع الاستراتيجية أدت إلى إعاقة استئناف قوي للنشاط الاقتصادي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، يوم الاثنين: «بسبب متغير دلتا، سنبقي قيود السفر الحالية في هذه المرحلة». وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن قرار وشيك بشأن هذا الموضوع عندما زارت المستشارة أنجيلا ميركل واشنطن في منتصف يوليو (تموز) الجاري، وهو ما أثار الآمال لدى كثيرين نحو تخفيف مرتقب للقيود.
وقال لانج: «لا تعاني فقط العديد من الشركات الألمانية النشطة في الولايات المتحدة مع موظفيها من القيود، ولكن أيضاً جميع المشاركين في شبكة الإنتاج هناك، مثل الموردين والشركاء والعملاء»، موضحاً أن الشركات الألمانية، خصوصاً مع الشركات التابعة لها في الولايات المتحدة، تواجه حالياً مشاكل كبيرة في إرسال موظفيها إلى الولايات المتحدة أو ضمان عودتهم إلى هناك، رغم رفع الاتحاد الأوروبي قيوده على المواطنين الأميركيين.
ورغم ذلك، تتوقع معظم المجالات في القطاع الصناعي في ألمانيا أن تستمر صادراتها في الارتفاع في الأشهر المقبلة.
فقد أعلن معهد «إيفو» للبحوث الاقتصادية أمس الثلاثاء في ميونيخ، أنه رغم تدهور مناخ الأعمال بين الشركات المصدرة إلى حد ما في يوليو الجاري، لا يزال اقتصاد التصدير يعمل بشكل جيد للغاية بوجه عام.
وانخفض مؤشر إيفو لتوقعات التصدير من 25 إلى 24.5 نقطة، وهو لا يزال عند مستوى عال. وقبل عام كان المؤشر لا يزال في المنطقة الحمراء. ووفقاً للمعهد، تتوقع جميع القطاعات تقريباً زيادة في الصادرات، لا سيما قطاعات الكهرباء وصناعة الآلات وصناعة الأغذية. ويتوقع قطاع السيارات نمواً معتدلاً.
في غضون ذلك، أضافت شبكة الكهرباء الألمانية 240 توربين رياح برياً جديداً بإنتاج يُقدر بـ971 ميغاوات خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، بحسب بيانات القطاع، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وذكر اتحاد طاقة الرياح (BWE) واتحاد (VDMA Power Systems) للطاقة أن الزيادة في الإنتاج تمثل زيادة بنسبة 62 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لكنها لا تزال غير سريعة بما يكفي لتلبية أهداف الطاقة المتجددة التي حددتها الحكومة. وخلال هذه الفترة تم إغلاق 135 توربيناً للرياح بما يعادل إنتاجية قدرها 140 ميغاواط.
وسلط قطاع الطاقة الضوء على إجراءات التخطيط والترخيص المطولة ونقص الأراضي اللازمة لإقامة التوربينات كعقبات أمام المزيد من التوسع.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.