لماذا يعض الرابحون في الأولمبياد ميدالياتهم الذهبية؟

اللجنة المنظمة لدورة طوكيو حذرت من أنها «ليست صالحة للأكل»

اللاعبة الروسية صوفيا بوزدنياكوفا تحتفل بالميدالية الذهبية للمبارزة بالسيف لفردي السيدات في أولمبياد طوكيو (أ.ب)
اللاعبة الروسية صوفيا بوزدنياكوفا تحتفل بالميدالية الذهبية للمبارزة بالسيف لفردي السيدات في أولمبياد طوكيو (أ.ب)
TT

لماذا يعض الرابحون في الأولمبياد ميدالياتهم الذهبية؟

اللاعبة الروسية صوفيا بوزدنياكوفا تحتفل بالميدالية الذهبية للمبارزة بالسيف لفردي السيدات في أولمبياد طوكيو (أ.ب)
اللاعبة الروسية صوفيا بوزدنياكوفا تحتفل بالميدالية الذهبية للمبارزة بالسيف لفردي السيدات في أولمبياد طوكيو (أ.ب)

أصبح من المألوف على منصة التتويج الأولمبية أن يقوم الرياضي الفائز، بعد أن سمع نشيده الوطني ورؤية علمه مرفوعاً عالياً، أن يقاوم بقضم ميداليته الذهبية.
ودفع تكرار هذا السلوك اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020 للتعليق عليها، وتنبيه الفائزين بالميداليات بأنها «ليست للأكل».
وذكر حساب أولمبياد طوكيو 2020 الرسمي في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» الأحد: «نريد تأكيد أن ميداليات طوكيو 2020 ليست صالحة للأكل».
وتابع الحساب في رسالة للفائزين: «ميدالياتنا مصنوعة من مواد معاد تدويرها من أجهزة إلكترونية تبرع بها الجمهور الياباني. لذلك، ليس عليك أن تعضها... لكننا نعلم أنك ستظل تفعل ذلك».
https://twitter.com/Tokyo2020/status/1419689316679229443
ومن بين الرياضيين الذين عضوا ميدالياتهم في أولمبياد طوكيو لاعبة فريق الولايات المتحدة الأميركية أناستاسيا زولوتيك، والتي فازت بالميدالية الذهبية في التايكوندو بوزن 57 كيلوغراما. والسباح الأميركي رايان مورفي، بعد أن احتل المركز الأول في نهائي 100 متر ظهر رجال، والغطاس البريطاني توماس دالي.

*لاعبة التايكوندو الأميركية أناستاسيا زولوتيك (أ.ب)

ويطرح هذا السلوك تساؤلات حول سبب شعور الرياضيين بالحاجة إلى عض ميداليته، وتشير صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إلى أن عادة عض الميداليات كانت تهدف للتحقق من نقاء الذهب، حيث تترك الأسنان أثرا على المعدن المرن القابل للطرق.
وبحسب الصحيفة، يعتقد أن الميداليات الأولمبية الذهبية تحتوي على ما يزيد قليلا عن واحد في المائة من الذهب، والباقي يتكون من الفضة والنحاس.
لكن يبدو أن هناك سببا آخر من ظاهرة عض الميداليات وهي اللحظة المميزة للفوز والتقاط الصور، حسب الصحيفة.

*الغطاسان البريطانيان توماس دالي (يسار) وماتي لي (أ.ب)

ويقول المؤرخ المتخصص بالألعاب الأولمبية ديفيد واليشينسكي لشبكة «سي إن إن» إن لقطة عض الميدالية بات محط اهتمام المصورين في هذه البطولة، وإنهم ينظرون لها كلقطة مميزة.
وتم صناعة ميداليات أولمبياد طوكيو 2020 من المعادن المستخلصة من الهواتف المحمولة المعاد تدويرها، والأجهزة الإلكترونية التي تبرع بها الجمهور الياباني.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».