ابن كيران يشيد بالأجهزة الأمنية المغربية ويوجه رسائل للخارج والداخل

عبد الإله ابن كيران (الشرق الأوسط)
عبد الإله ابن كيران (الشرق الأوسط)
TT

ابن كيران يشيد بالأجهزة الأمنية المغربية ويوجه رسائل للخارج والداخل

عبد الإله ابن كيران (الشرق الأوسط)
عبد الإله ابن كيران (الشرق الأوسط)

بعث عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام السابق لحزب «العدالة والتنمية» (مرجعية إسلامية)، برسائل سياسية عدة للخارج والداخل، من خلال كلمة بثها عبر حسابه في «فيسبوك» مساء أول من أمس (السبت)، حول قضية اتهام المغرب بالتجسس باستعمال البرنامج المعلوماتي «بيغاسوس»، الذي أنتجته شركة إسرائيلية.
أولى رسائل ابن كيران تأكيده أن اتهام المغرب في قضية التجسس يظهر أن المغرب «مستهدف»، وقال متوجهاً لمن يستهدفونه إن «هؤلاء لا يعرفون المغرب بعمقه التاريخي ولا مكانته بين الأمم»، منبهاً إلى أن هذا الاستهداف «سيتكرر بشكل مستمر»؛ لأن، حسب قوله، «كل الدول أصبحت مستهدفة؛ بما فيها الصين والولايات المتحدة»، ومذكراً باتهام ألمانيا الولايات المتحدة بالتجسس عليها.
أما الرسالة الثانية من ابن كيران فتتعلق بإشادته بالأجهزة الأمنية المغربية؛ ضمنها المديرية العامة للأمن الوطني، والمديرية العامة لمراقبة التراب المغربي (مخابرات داخلية)، اللتان يترأسهما عبد اللطيف الحموشي، والمديرية العامة للدراسات والمستندات (مخابرات خارجية)، التي يترأسها محمد ياسين المنصوري؛ إذ وصفهما بأنهما «أولاد الناس». وأشار ابن كيران إلى أن ادعاء وسائل إعلام دولية أن الأجهزة الأمنية المغربية تتجسس على العاهل المغربي الملك محمد السادس «مجرد كذب»، متسائلاً عن أهداف هذه الحملة. وقال: «من يدعي أن أجهزة المخابرات تتجسس على الملك؛ فهو كذاب ولا يخبرنا بأي معلومة، ولكن الخوف هو: ما المراد بهذه المعلومة؟». وأضاف أن من يدعي ذلك «لا يفصح لنا عن هدفه، وما الذي يريد أن يقول لنا بالضبط».
وفي معرض إشادته بالحموشي، وصفه ابن كيران بأنه أحسن من تولى الملف الأمني، مشيراً إلى أن الفترة التي ترأس فيها الجهاز الأمني كانت الأفضل. وزاد قائلاً: «لا أقول إنها مثالية، فلا بد من أن تكون فيها أخطاء؛ إذ إن طبيعة الاشتغال على الجانب الأمني تفرض ذلك، بحيث يعدّ مجالاً فيه هوامش أخطاء، لكن لا يجب أن نظلمهم، ولا بد من أن نعطي لكل ذي حق حقه». وزاد موضحاً أن الأجهزة الأمنية أحياناً تخطئ؛ «لأن الأنظمة التي تشتغل بها لها منطقها الخاص».
وشدد ابن كيران على أن الحموشي يتمتع «بثقة الملك»، وقال إنه من أكثر الناس «وفاءً وتديناً».
من جهة أخرى، وجه ابن كيران رسالة إلى الرأي العام المغربي بخصوص عمل الأجهزة الاستخباراتية، وقال إن التجسس عالمياً «أمر لا يتوقف، والتجسس الخارجي يعتبر من صميم العمل الاستخباراتي في العالم كله». فالأجهزة الأمنية؛ يقول ابن كيران، «تشتغل بالأساس من أجل حماية أمن البلدان من أي تهديدات ولا تنتظر حتى تقع الكوارث». وأوضح ابن كيران أن المغرب حين يكون مستهدفاً؛ فإن المغاربة يقفون مع بلدهم، وقال: «حتى لو لم تعجبنا بعض القرارات؛ فإننا نلزم الصمت ونقف مع بلدنا».
من جهة أخرى، قال ابن كيران إن «المغرب مستهدف من قبل حكام جيران»، في إشارة إلى قادة الجزائر؛ الذين قال عنهم إنهم «لم يريدوا أن يراجعوا أنفسهم، ويروا أن الطريق التي هم سائرون فيها لم تؤد إلى أي نتيجة».
ودعا ابن كيران «حكام الجزائر» إلى «أن يراجعوا أنفسهم»، مشيراً إلى أنه «لم يكن هناك مشكل مع حكام الجزائر حين كان لها حكام وزعماء». وأضاف: «كان زعماء الجزائر حين يقفون في مأزق يقصدون المغرب وملك المغرب، ويطلبون المساعدة منه، وكان المغرب يستجيب، وفي بعض المرات يدخل في حروب ينهزم في بعضها، ويؤدي الثمن غالياً؛ لأننا كمغاربة لا نرى أن هناك فرقاً بيننا وبين الجزائريين، فهم إخوتنا؛ (مسلمون وعرب وأمازيغ)، بل لنا نفس الحمض النووي».
، قبل أن يشير إلى أن الحال تغيرت «للأسف الشديد مع حكام الجزائر خلال مرحلة ما بعد الاستقلال».
وتحدث ابن كيران عن قضية الصحراء، وقال إن ملوك المغرب سيروا قضيتها، وإن المغرب استرجعها وسيظل فيها.
وانتقد ابن كيران المنظمات الدولية، وقال مخاطباً أبناء بلده: «علينا أن نفتح أعيننا. لا منظمة تدافع عن أي هدف يتعلق بحقوق الإنسان أو النساء أو الأطفال تقوم بذلك بطريقة عشوائية. هذا غير صحيح. هناك حسابات وترتيبات»، مشيراً إلى أنها «تسكت هنا عن القتل بالكيماوي، وإذا بكى طفل هناك تقيم الدنيا ولا تقعدها».
وخصص ابن كيران حيزاً مهماً من مداخلته لانتقاد من يهاجم حزب «العدالة والتنمية»، قبل أن يركز حديثه على طبيعة وتاريخ المغرب وتوجهاته، مركزاً على الدين الإسلامي واللغة العربية والملكية.
وقال ابن كيران إن الملكية «نظام اختاره المغاربة منذ قرون طويلة، ولذلك ظلوا يجتمعون على ملكهم ويحبونه».
وذكر ابن كيران أن المغرب «يتميز باجتهاد إسلامي خاص، حيث إنه لم يتبع الشرق، ونهج مذهباً سنياً معتدلاً ومجاهداً بطابع خاص»، محذراً من «التفريط في الدين في ظل ظهور دعوات تطالب بتفسخ الأخلاق والقيم والأسرة، وهو ما يهدد استقرار البلاد ويضر بها».
وقال ابن كيران: «الإسلام واللغة العربية والملكية من ثوابت المغرب. المغاربة يحبون ملكهم ولديهم أسباب. الملكية مؤسسة عليها البقاء على الدوام، دورها التحكيم والدفاع، كضامن للسير العادي للمؤسسات، كما أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد إلى جانب الأمازيغية، وهو ما ينبغي الحفاظ عليه، في مقابل دعوات تغليب الفرنسية، والتي يمثل انتشارها إضراراً بالدين، حيث تنقطع الصلة بالقرآن الكريم وتراث المسلمين والمحيط الذي نشكل امتداداً طبيعياً له».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».