تركيا ترفض بيان مجلس الأمن حول قبرص

TT

تركيا ترفض بيان مجلس الأمن حول قبرص

أكدت تركيا رفضها التام لبيان مجلس الأمن وتصريحات صادرة عن دول عدة حول شمال قبرص وإعادة فتح منتجع فاروشا في مدينة فاماغوستا الواقعة على الحدود الفاصلة بين شطري الجزيرة القبرصية. واعتبرت أنقرة أن البيان وتلك التصريحات «تتعارض مع الحقائق القائمة في جزيرة قبرص، وتستند إلى مزاعم لا أساس لها». وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس (السبت) رداً على بيان مجلس الأمن بشأن قرار إدارة شمال قبرص المتعلق بالمرحلة الثانية لفتح منطقة فاروشا السياحية المعروفة في تركيا باسم «ماراش» والمغلقة منذ عام 1974: «نرفض رفضاً تاماً التصريحات التي تتعارض مع الحقائق في الجزيرة وتستند إلى مزاعم لا أساس لها، ونشارك بشكل كامل الإجابات التي قدمتها «جمهورية شمال قبرص التركية» (غير معترف بها إلا من جانب تركيا) حول هذه التصريحات». واعتبرت الخارجية التركية أن بيان مجلس الأمن والتصريحات الصادرة عن بعض الدول (منها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا واليونان وقبرص ومصر) تستند إلى ادعاءات لا أساس لها، مثل عدم انتماء «ماراش» (فاروشا) إلى أراضي قبرص التركية، واعتزام الأخيرة مصادرة الممتلكات في المنطقة وإسكان مستوطنين فيها خلافاً لحقوق الملكية. وأضافت أن «ماراش منطقة تابعة لقبرص التركية، وأُعلنت في وقت سابق منطقة عسكرية ولم يتم فتحها للسكن في الوقت المحدد كبادرة حسن نية من قبل سلطات هذا البلد، وأن جميع القرارات التي اتخذتها سلطات قبرص التركية بخصوصها هي في إطار احترام حقوق الملكية والتوافق الكامل مع القانون الدولي». ونفى بيان الخارجية التركية ما وصفه بـ«المزاعم» التي تقول إن فتح فاروشا يشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن. وأضاف البيان أنه «كما قال الرئيس رجب طيب إردوغان؛ هذه الخطوات لن تحدث مظالم جديدة في (ماراش)، وسيتم القضاء على المظالم القائمة بما يعود بالفائدة على الجميع». ورأى البيان أن بدء مفاوضات جديدة للتوصل إلى حل عادل ودائم لقضية قبرص لن يكون ممكناً إلا بتسجيل السيادة المتساوية والوضع الدولي المتساوي للشعب القبرصي التركي. ودعا البيان مجلس الأمن إلى «التخلص من الدعاية المضللة للثنائي قبرص واليونان، ودعم الخطوات التي اتخذتها (قبرص التركية) وفقاً للقانون بشأن ماراش واقتراحها البناء والواقعي المقدم في جنيف». وقالت الخارجية التركية، في بيانها، إن «الاتحاد الأوروبي الذي ضم قبرص (الرومية) إلى عضويته بطريقة مخالفة للقانون، يقول بلا حياء إن قرار فتح ماراش (سياسي)». واعتبر البيان أنه «لا قيمة للحديث عن القانون اليوم من قبل الاتحاد الأوروبي وبعض بلدان القارة التي دعمت انتهاك القانون خلال فترة ضم الجانب الرومي (جمهورية قبرص) إلى عضوية الاتحاد»، مضيفة أن «محاولة هذه الشريحة إعطاء درس لتركيا حول القانون هي (غرابة) بكل معنى الكلمة». وتابع: «ندعو هذه الشريحة والمجتمع الدولي إلى مواجهة الحقائق على الجزيرة مرة أخرى، ووضع حد للظلم الذي ارتكبوه ضد الشعب القبرصي التركي واحترام إرادته، ومساواته في السيادة ووضعه المتساوي المكتسب منذ عام 1960».
وكان مجلس الأمن الدولي، عبر في بيان له الليلة قبل الماضية، عن تنديده بعزم أنقرة والقبارصة الأتراك معاودة فتح منتجع فاروشا المهجور، بشكل جزئي، داعياً إلى التراجع فوراً عن هذا القرار. وشدد المجلس في بيانه، على ضرورة الكف عن التحركات أحادية الجانب التي بدأت تركيا تتخذها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020، بصورة لا تتسّق مع قراراته، بل على العكس قد تتسبب في تصعيد التوتر في الجزيرة، وتضر باحتمالات التوصل لتسوية.
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، في بيان أمس، رفض الحزب التام للبيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن افتتاح فاروشا، قائلاً إنه اعتمد على «مزاعم الجانب اليوناني العارية عن الصحة».
وأضاف تشيليك أن تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، حول قبرص التركية، خلال زيارته الأخيرة إلى هناك في عيد الأضحى تستند إلى قوانين وحقائق معاشة على أرض الواقع بالجزيرة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».