مؤسس «ستايلبوب» ماريو إيموث: الرجل أكثر إخلاصًا في التسوق من المرأة

قوة الموقع تكمن في طرحه منتجات بعد عرضها مباشرة تلبية لرغبات زبون غير صبور

ماريو إيموث الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي الموقع ....  من عرض «فالنتينو» و بنطلون من الجينز من «ديسكوارد2» ... نظارات من «توم فورد» و من عرض «ديسكوارد2»
ماريو إيموث الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي الموقع .... من عرض «فالنتينو» و بنطلون من الجينز من «ديسكوارد2» ... نظارات من «توم فورد» و من عرض «ديسكوارد2»
TT

مؤسس «ستايلبوب» ماريو إيموث: الرجل أكثر إخلاصًا في التسوق من المرأة

ماريو إيموث الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي الموقع ....  من عرض «فالنتينو» و بنطلون من الجينز من «ديسكوارد2» ... نظارات من «توم فورد» و من عرض «ديسكوارد2»
ماريو إيموث الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي الموقع .... من عرض «فالنتينو» و بنطلون من الجينز من «ديسكوارد2» ... نظارات من «توم فورد» و من عرض «ديسكوارد2»

منذ نحو 10 سنوات، لم يكن أحد يتصور أن يتحول التسوق الإلكتروني إلى طقس عادي، يهدد كيان التسوق التقليدي في المحلات الكبيرة. ورغم أن معظم هذه المحلات تصدت لهذا الخطر بإطلاق مواقع خاصة بها، فإنها لا تزال تجد منافسة كبيرة من مواقع ناجحة، تخصصت في المنتجات المترفة تحديدا، مثل «نيت أبورتيه»، و«ستايلبوب» Stylebop. ما يُحسب لهذين الاسمين، أنهما كانا من الأوائل، ما ساعدهما على التميز والفوز بحصة كبيرة في السوق بفضل ولاءات الزبائن. فالتجارب تؤكد أن الزبون عندما يطمئن إلى حسن الخدمة ويحصل على ما يرغب فيه بأقل جهد، يظل وفيا للأبد.
وهذا ما أكده ماريو إيموث، أحد مؤسسي «ستايلبوب»، الموقع الألماني المولد، الذي يوجد مقره الرئيسي في ميونيخ. صحيح أنه قد لا يكون في شهرة «نيت أبورتيه»، إلا أنه حقق في 10 سنوات فقط، وهو عمره الحالي، ما لم يحققه من هم أقدم منه. فالأرقام تفيد بأنه يستقبل الآن أكثر من 3 ملايين زائر على مستوى العالم، ويوفر 250 ماركة، ويتلقى ما لا يقل عن 300.000 طلب، من 100 بلد.
الأرقام أيضا تفيد أنه يحقق الأرباح عاما تلو العام، بمعدل نمو 40 إلى 50 في المائة، وهو ما يمكن اعتباره إنجازا بالنظر إلى أن الموقع لا يزال ملكا عائليا يديره الأخوان ماريو وثورستون إيموث. هذه الاستقلالية مهمة، ويعتبرها ماريو سلاحا قويا، يمنح الموقع الحرية في اختيار المناسب والاستثمار في المنتجات والأسماء التي يؤمنان بها وفريقهما. ويعيد ماريو الفضل في تميز الموقع، إلى أنه كان أول من بدأ تقليدا يتمثل في عرض قطع أزياء وإكسسوارات مباشرة بعد ظهورها على منصات العرض. احتاج الأمر إلى إقناع المصممين لكنهم أدركوا أهميته وتسارعوا إلى تلبيته.
رغم كل النجاح الذي يحققه الموقع، يشير ماريو إلى أن الطريق لا يزال محفوفا بالمصاعب وهناك الكثير من التحديات التي تواجهه بشكل يومي. يشرح: «كوننا من الأوائل، وليس هناك نموذج مشابه نستفيد من تجاربه أو نحتذي به، يحمل كل يوم تحديات جديدة نتعلم منها، ونتغلب عليها أحيانا بالاعتماد على حسنا الفطري، عندما يعجز العقل عن إيجاد حل».
في لقاء خاص مع ماريو كان هذا الحديث عن البدايات وثقافة التسوق الإلكتروني على مدى 10 سنوات:
* كيف بدأت علاقتك بالموضة؟
- كنت دائما مهتما بالموضة، لكني مع مرور السنوات، أصبحت أكثر إلماما بها، بعد تعرفي على مجموعة من المصممين وبيوت الأزياء. وهذا ما شجعني في عام 1997. أنا وأخي ثورستن، على افتتاح محل متخصص في المنتجات المترفة بميونيخ، أطلقنا عليه اسم «ساراجو» SARAJO. لم نصدق كيف أصبح المحل، في وقت وجيز، وجهة لكل من يريد تصاميم مبتكرة لمصممين شباب، من أمثال مارك جايكوبس و«سيلين» وغيرهما. هذا المحل كان بمثابة البذرة التي انطلقنا منها إلى مجال التسوق الإلكتروني فيما بعد.
* أنت تشير إلى موقع «ستايلبوب» StyleBop، الذي بدأتماه في وقت كان فيه التسوق الإلكتروني في بدايته، إلى ماذا تعيد نجاحكما في اختراق هذا المجال وإقناع الزبائن به؟
- لا بد أن أشير إلى أنني أنحدر من عائلة تتخصص في الخدمات اللوجستية، وهو ما ساعدني وأخي كثيرا، لأننا دمجنا هذه الخبرة مع التجربة التي اكتسبناها في مجال المنتجات المترفة في محل «ساراجو». كل هذه العناصر تكاثفت لتلعب دورها في تشكيل «ستايلبوب.كوم» وتحولنا من التسوق التقليدي إلى التسوق الإلكتروني.
* ما يميز الموقع عن غيره، توفره على قطع بمجرد عرضها على منصات عروض الأزياء، وهو ما يروق لزبائن ليس لديهم الصبر للانتظار، كيف استطعت أنت وثورستن، إقناع المصممين بذلك؟ وهل كان الكل مستعدا، ولديه الإمكانات لإنتاج هذه القطع مباشرة بعد العرض؟
- في البداية كان الأمر صعبا لأنه لم يكن مسبوقا، إلا أن المصممين فهموا أهمية هذه الخطوة في عصر أصبح يعتمد على صور إنستغرام ووسائل التواصل السريعة. هم أيضا رتبوا أوراقهم بسرعة، وأخذت عملية الإنتاج مسارها لتلبي متطلبات السوق وتغير ثقافة الموضة. ربما تكون تشكيلة «موسكينو» من البوب آرت في العام الماضي، أكبر مثال على هذه الثقافة، فرغبة الزبون في «الإشباع الفوري» والحصول على قطعة رأوها على التو إما على منصة العرض أو على إنستغرام أو الإنترنت أو تويتر، كانت قوية ولم يكن ممكنا انتظاره لها عدة أشهر لأنها تتحول في نظره إلى موضة قديمة. كل هذا كان لا بد أن يؤخذ بعين الاعتبار ويفسر رؤيتنا.
* أتفق معك أن التسوق الإلكتروني أصبح جزءا من الحياة اليومية، بالنسبة لشرائح كبيرة من الناس، نظرا لسهولته ولما يقدمه من تنوع وخيارات، لكن في زحمة المواقع، كيف تنجح في الإبقاء على ولاء الزبون، وكيف تستقطب زبائن شباب من أسواق جديدة؟
- بتقديم الجديد دائما ودراسة ثقافة السوق وتغيرات المجتمع. فقبل الدخول إلى أي سوق، نقوم بأبحاث وتحليلات كثيرة نحدد من خلالها ثقافة هذا الزبون ومتطلباته الجغرافية والثقافية. هذه هي مهمة المشترين، الذين يحرصون على أخذ هذه النقاط بعين الاعتبار قبل طلب أي تشكيلة وعرضها على الموقع، وهو ما أثبت نجاحه في جذب الزبائن إلى حد الآن.
* يفرض عليك عملك حضور الكثير من عروض الأزياء، ما العروض التي أثارت انتباهك أكثر هذا الموسم؟
- عرض «فالنتينو»، بلا شك، لأن الدار قدمت تشكيلات رائعة للرجل والمرأة على حد سواء، تتميز بحرفية عالية وتفاصيل منفذة باليد وتصاميم ذكية فضلا عن أقمشتها المترفة.
* ما أهم التوجهات لربيع وصيف 2015 بحسب متابعتك لهذه العروض؟
- القطع المنفصلة المنقوشة والمطرزة التي قدمتها دار «فالنتينو» كانت رائعة. حتى القطع البسيطة مثل البنطلونات والجاكيتات كانت تحاكي الـ«هوت كوتير» في تفاصيلها، لهذا أعتقد أن كل ما هو منقوش ومطبوع سيكون قويا.
* ما نصيحتك لرجل الأعمال الذي ليس لديه الوقت للتسوق؟ ما القطع التي تقترحها عليه؟
- أنصحه باختيار إطلالة غير موسمية تناسب أسلوبه الخاص حتى تبقى معه طويلا، وهذا يعني قطعا كلاسيكية منفذة بحرفية عالية. أقترح مثلا بدلة من «جيل ساندر» وقميص من «بريوني». بيد أن كل هذا لا يعني شيئا إذا لم تكن القطعة على المقاس وبخامة جيدة.
* من خلال تجربتك على مدى 10 سنوات، كيف تختلف الطرق التي تتسوق بها المرأة على الإنترنت عن تلك التي يعتمدها الرجل؟
- المرأة أكثر عفوية وتعتمد على عاطفتها عندما تتسوق، بينما يميل الرجل إلى التفكير مليا قبل أن يختار أي قطعة، حتى وإن كان في أمس الحاجة إليها. لكن رغم أن المرأة تشتري وتصرف أكثر منه إلى حد الآن على الأقل، لا بد أن أشير إلى أن الرجل أكثر إخلاصا منها، لأنه يعود دائما ويشتري المزيد بمجرد أن يكتسب الثقة ويشعر بالطمأنينة.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.