باسيل يرفع «العقدة الميثاقية» بوجه ميقاتي... ويشاكس «حزب الله» بنواف سلام

«القوات» وجنبلاط يتخليان عن تسمية سلام لرئاسة الحكومة

الرئيس ميشال عون مستقبلاً السفير البريطاني ايان كولارد في القصر الجمهوري (دلاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً السفير البريطاني ايان كولارد في القصر الجمهوري (دلاتي ونهرا)
TT

باسيل يرفع «العقدة الميثاقية» بوجه ميقاتي... ويشاكس «حزب الله» بنواف سلام

الرئيس ميشال عون مستقبلاً السفير البريطاني ايان كولارد في القصر الجمهوري (دلاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً السفير البريطاني ايان كولارد في القصر الجمهوري (دلاتي ونهرا)

تتسارع في لبنان الاتصالات السياسية استباقاً للاستشارات النيابية الملزمة، المقررة الاثنين المقبل، لاختيار الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، لعدم اتفاقه مع رئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيلتها.
وقال مصدر لبناني متابع للاتصالات الجارية، إن الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، سيكون يوم الاثنين المقبل رئيساً مكلفاً، إذا جرت الاستشارات وفق هذه الصيغة، فينال ما بين 60 و65 صوتاً، فيما ينال السفير السابق في الأمم المتحدة نواف سلام نحو 20 صوتاً إذا ما سماه «التيار الوطني الحر» المؤيد للرئيس عون، كما أعلن في وقت سابق. غير أن هذه الصيغة ستؤدي - وفقاً للمصدر - إلى أن التكليف ممكن، لكن التأليف سيكون مستحيلاً، بسبب اعتراض الرئيس ميشال عون على اسم ميقاتي.
وبعودة ميقاتي إلى بيروت اليوم، ستنتقل المفاوضات معه، من صيغة مفاوضات الهاتف، إلى المفاوضات المباشرة، بما يسمح بتوضيح الصورة. وقال مصدر مطلع على مواقف «حزب الله» إن التفاوض مع ميقاتي جدي، وإن الأخير يخوص في «تفاصيل حكومتين»، وليس مجرد الحكومة الحالية، بل يتخطاها إلى الحكومة التي ستلي موعد الانتخابات في مايو (أيار) المقبل. ويريد ميقاتي من خلال هذه الصيغة نزع صفة الانتخابات عن حكومته ليتمكن من التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومع المجتمع الدولي للحصول على مساعدات تعيد بعض التوازن إلى الوضع المالي للبنان.
وفي المقلب الآخر، كان لافتاً توجه «التيار الوطني الحر» لتسمية السفير سلام، فيما تخلت عن تسميته كتلة «القوات اللبنانية»، كما أعلن رئيس الدكتور سمير جعجع، أمس، وكتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها تيمور جنبلاط، كما أكدت مصادر قريبة من جنبلاط لـ«الشرق الأوسط».
ووصفت المصادر المطلعة على موقف «حزب الله» توجه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، لتسمية سلام بأنه «مشاكسة للحزب، ولن تنال الرضا الأميركي في الوقت عينه». وكشفت المصادر عن اجتماع عقد بين باسيل وقيادة «حزب الله»، أول من أمس، أبلغ فيه باسيل الحزب صراحة معارضته تكليف ميقاتي. وقالت المصادر إن باسيل حذر من أن عدم تصويت كتلة «التيار الحر» لميقاتي، كما «القوات»، كما أعلن، فسيكون الأخير قد سمي رئيساً للحكومة من دون كتلة مسيحية أساسية. وهو ما يدفع رئيس مجلس النواب نبيه بري، لإيجاد حل له قبل موعد الاستشارات.
وأكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد اجتماع كتلة الحزب أمس أن الكتلة لن تسمي أحداً في الاستشارات النيابية، مشيراً إلى أن لا حل في الوقت الحاضر إلا بالذهاب لانتخابات نيابية مبكرة، لا سيما أنه من رابع المستحيلات الوصول إلى أي إصلاح أو تغيير في النهج طالما أن الثنائي رئيس الجمهورية ميشال عون ميشال و«حزب الله» ممسك بالسلطة.
ورداً على سؤال عن أن حزب «القوات اللبنانية» أيد في السابق السفير نواف سلام، فلماذا لم يعمد إلى تسميته في هذه الاستشارات، قال جعجع: «لأننا قمنا منذ عام بتسميته، حيث كان لدينا بعض من الأمل أنه من الممكن أن يكون هناك احتمال ما في مكان ما لتحسن الأوضاع في ظل التركيبة الموجودة حالياً، ومع مبادرة دولية كبيرة جداً، وهي المبادرة الفرنسية، إلا أنني في الوقت الراهن ليست لدينا أي قناعة أنه من الممكن أن نصل إلى أي نتيجة أياً يكون رئيس الحكومة، لا إن كان السفير نواف سلام مع احترامي له ولا مع غيره، باعتبار أنه في نهاية المطاف من يسحبون الخيوط من وراء الكواليس هو أنفسهم ولن يتغيروا».
وفي الإطار نفسه، أشارت مصادر مقربة من «التيار الوطني الحر» إلى أن التيار حسم أمس وخلال اجتماع للهيئة السياسية قراره بتسمية السفير نواف سلام.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.