لبنان يطلع الأمم المتحدة بعد سقوط بقايا صاروخين إسرائيليين على أراضيه

TT

لبنان يطلع الأمم المتحدة بعد سقوط بقايا صاروخين إسرائيليين على أراضيه

طلب الرئيس اللبناني ميشال عون، إعلام الأمانة العامة للأمم المتحدة باستمرار «انتهاك السيادة اللبنانية من قبل القوات الإسرائيلية، لا سيما لجهة استخدام الأجواء اللبنانية من أجل استهداف الأراضي السورية»، وذلك بعد وقوع أضرار مادية صباح أمس في بلدتين لبنانيتين نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الصاروخي لسوريا.
وطلب عون من نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، إبلاغ مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي، ضرورة إعلام الأمانة العامة للأمم المتحدة باستمرار انتهاك السيادة اللبنانية من قِبل إسرائيل.
وكانت بقايا صاروخين إسرائيليين سقطت في بلدتَي لحفد قضاء جبيل (جبل لبنان) والمجدل في الكورة (شمال لبنان)، ما أدى إلى حالة ذعر لدى المواطنين.
وذكر شهود عيان أن الصاروخ في لحفد أحدث حفرة بعمق نحو 20 متراً، ولم يكن بعيداً جداً من المنازل والمباني السكنية في المنطقة.
وكانت وسائل إعلام رسمية سورية أكدت أن الطيران الإسرائيلي شن هجوماً صاروخياً على منطقة القصير في محافظة حمص بالقرب من الحدود اللبنانية، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن صواريخ استهدفت مواقع عسكرية لـ«حزب الله» اللبناني فجر الخميس، ودمرت مستودعات أسلحة.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، أمس، عن سماع أصوات صواريخ تعبر فوق محافظة عكار خلال القصف الإسرائيلي المعادي لمطار الشعيرات في حمص، وأن دوي الانفجارات هزّ مناطق حدودية عدة في عكار.
ودانت عكر الاعتداءات والخروقات التي قامت بها إسرائيل، معتبرة أنها تشكل خرقاً فاضحاً للسيادة اللبنانية وللقرارات الدولية وتهدد الأمن والاستقرار والسلم في لبنان، وخروجاً عن القواعد المعمول بها وفق القرار الدولي 1701، ما يحتم على الدولة اللبنانية التحرك الفوري وعلى إسرائيل أن تتحمل العواقب بعد تماديها.
واعتبر النائب عن قضاء جبيل زياد حواط أن الله أنقذ أهالي لحفد الجبيلية والجوار من كارثة جراء سقوط صاروخ مجهول المصدر في البلدة، مشيراً في تغريدة له إلى أنه يتابع مع القوى الأمنية بهدف الكشف السريع عما حصل بالتحديد.
من جهته، اعتبر أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» (نواب القوات اللبنانية) النائب السابق فادي كرم أن الله حمى أهل الكورة من مصيبة كبيرة، آملا في التخلص من عواقب النيران التي سمّاها «العدوة – العدوة».
وفي الإطار نفسه، اعتبر المسؤول عن العلاقات الدولية في «التيار الوطني الحر» طارق صادق أن لبنان ليس بمنأى عن صراعات المنطقة، داعياً الجميع إلى التحلي بالمسؤولية والإسراع في تشكيل حكومة لا تنأى بنفسها عن صراعات المنطقة، بوجود عدو إسرائيلي ينتهك بحر لبنان وجوه وبره.
من جهة أخرى، أوقفت دورية من مديرية مخابرات الجيش شخصين من الجنسية السودانية كانا قد تسللا خارج الحدود اللبنانية عبر السياج التقني مقابل بلدة رميش اللبنانية، أعادتهما القوات الإسرائيلية نحو لبنان.
وأوضحت قيادة الجيش، في بيان لها، أنه بعد إعادة المتسللين إلى لبنان بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».