مشاحنات حادة في {النواب} الأميركي على خلفية «اقتحام الكابيتول»

بيلوسي ترفض تعيينات جمهورية في اللجنة والجمهوريون ينسحبون

TT

مشاحنات حادة في {النواب} الأميركي على خلفية «اقتحام الكابيتول»

اشتعلت نيران الخلافات الحزبية في الكونغرس وطفت على سطح المشاحنات السياسية التي ولّدها البت بعضوية لجنة التحقيق بأحداث الكابيتول. فبعد عملية شد حبال طويلة نجم عنها تعيين 5 جمهوريين في اللجنة التي أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن تأسيسها، قررت رئيسة المجلس رفض عضوية نائبين جمهوريين من الموالين الشرسين للرئيس السابق دونالد ترمب. فاستعملت بيلوسي نفوذها كرئيسة للمجلس ونقضت تعيين كل من النائبين جيم بانكس وجيم جوردان على خلفية مواقفهما الرافضة للمصادقة على نتيجة الانتخابات، ووجود شكوك بضلوعهما في التنسيق لاقتحام الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني)، محور تحقيق اللجنة. وبمجرد أن أعلنت بيلوسي عن قرارها هذا سارع زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي، الذي عيّن الجمهوريين في اللجنة، إلى سحب كل الأسماء الخمسة المطروحة، بما فيها الأسماء التي وافقت عليها رئيسة المجلس. فاتهمها بـ«كسر المؤسسة» قائلاً «هذا انتهاك فاضح للسلطة، ومن الواضح أن هذه اللجنة خسرت كل مصداقيتها وشرعيتها...»، لكن منتقدي مكارثي وهو كذلك من مناصري ترمب الأوفياء، يقولون، إن هدفه كان منذ البداية القضاء على مهمة اللجنة وتشتيت الانتباه عن القضية الأساسية التي يتم النظر بها وهي أسباب الاقتحام، وتسليط الضوء على مسائل أخرى كعدم جهوزية شرطة الكابيتول وأعمال الشغب في البلاد بعد مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد.
وقد ساعدت تصريحات النائب الجمهوري جيم جوردان الديمقراطيين في الدفاع عن قرار زعيمتهم، فقد قال بعد تعيينه في اللجنة «لا أعتقد أننا سننظر في القضية الأساسية مثلاً لماذا لم يكن هناك حضور أمني مناسب في الكابيتول خلال هذا اليوم... وهناك شخص واحد فقط يستطيع الإجابة عن هذا... شخص واحد».
يقصد جوردان بهذا رئيسة مجلس النواب؛ إذ يتهمها الجمهوريون الداعمون لترمب بالتقاعس عن حماية المبنى الأمر الذي أدى إلى اقتحامه. لكن تصريحات من هذا النوع هي التي أدت إلى دفع جوردان خارج اللجنة، وهو ما دعمه الديمقراطيون وبعض الجمهوريين، أمثال ليز تشيني التي عينتها بيلوسي في لجنة التحقيق. فقد أعربت تشيني عن تأييدها قرار بيلوسي، معتبرة أن مواقف النائبين كافية كي تضعهما على لائحة الشهود أمام اللجنة فقالت «مواقف النائب جوردان مثلاً كافية لجعله غير أهل لتسلم مقعد في اللجنة، فهو تعهد بتكريس جهوده لمواجهة بيلوسي، ولا يتعامل مع وقائع التحقيق، لكنه يراه كمسرح سياسي بحت».
وانتقدت تشيني وهي من الجمهوريين الذين صوّتوا لصالح عزل ترمب على خلفية أحداث الكابيتول، مواقف مكارثي زعيم الأقلية، مضيفة «يجب أن يكون هناك تحقيق غير حزبي وجدّي للتوصل إلى الحقيقة مهما كانت. وفي كل مرة يحاول زعيم الأقلية منع الأميركيين من فهم ما جرى...».
وفي ظل هذه المشاحنات والتوترات الحزبية، يعني قرار مكارثي سحب الجمهوريين من عضوية اللجنة بأنها ستكون مؤلفة من 8 أعضاء فقط، 7 منهم ديمقراطيون مقابل جمهورية واحدة وهي ليز تشيني؛ الأمر الذي سيسهّل من الانتقادات الجمهورية للجنة بأنها حزبية. لكن الديمقراطيين يذكرون بأن الحزب الجمهوري وقف بوجه تشكيل لجنة مستقلة من الحزبين عندما طرح الأمر للتصويت في الكونغرس، ما دفع ببيلوسي إلى السعي لتشكيل لجنة مؤلفة من أعضاء الحزبين.
ومن المقرر أن تعقد لجنة التحقيق أولى جلساتها في الـ27 من الشهر الحالي، حيث ستستمع إلى إفادات عناصر شرطة أصيبوا خلال الاقتحام.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.