«أولمبياد طوكيو»: إمبراطور اليابان يقر بأن إقامة الألعاب «مهمة غير سهلة مطلقاً»

شعار «أولمبياد طوكيو 2020» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)
شعار «أولمبياد طوكيو 2020» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)
TT

«أولمبياد طوكيو»: إمبراطور اليابان يقر بأن إقامة الألعاب «مهمة غير سهلة مطلقاً»

شعار «أولمبياد طوكيو 2020» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)
شعار «أولمبياد طوكيو 2020» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)

أقر إمبراطور اليابان ناروهيتو، اليوم (الخميس)، عشية انطلاق «أولمبياد طوكيو» بالصعوبات الكبيرة التي رافقت تنظيم الألعاب في خضم فيروس «كورونا»، مؤكداً لرئيس «اللجنة الأولمبية الدولية»، الألماني توماس باخ، أنها «مهمة غير سهلة مطلقاً»، وفق ما أفادت به الصحافة المحلية.
قام باخ بزيارة القصر الإمبراطوري عشية حفل الافتتاح الذي من المرتقب أن يعلن خلاله الإمبراطور رسمياً انطلاق الألعاب، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت وكالة «كيودو» المحلية عن ناروهيتو قوله لباخ؛ باللغة الإنجليزية، إن «إدارة الألعاب تزامناً مع اتخاذ كل الإجراءات ضد (كوفيد19) مهمة غير سهلة مطلقاً».
وتابع: «أريد أن أحيي كل أولئك الذين شاركوا في تنظيم الألعاب للجهود التي بذلوها في مختلف المنشآت».
سيحضر الإمبراطور (61 عاماً) حفل الافتتاح الجمعة مع نحو 950 شخصاً فقط من كبار الشخصيات والمسؤولين؛ بسبب القيود الصارمة المتعلقة بالوباء والتي تمنع وجود الجماهير، حيث ستغيب زوجته عن الاحتفال.
واضطر رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا الشهر الماضي إلى نفي الادعاءات بأن ناروهيتو «قلق» من أن الألعاب الأولمبية قد تتسبب في تفشي «كوفيد19». من المتوقع أن يعلن ناروهيتو افتتاح الألعاب، لكن تقارير أفادت بأنه قد يتجنب استخدام كلمة «احتفاء» نظراً للوضع الوبائي القائم.
ويعدّ الإمبراطور؛ الذي وصل إلى العرش عام 2019، العراب الفخري لـ«أولمبياد طوكيو». وأعلن الإمبراطور أكيهيتو، والد ناروهيتو، افتتاح «أولمبياد ناغانو» الشتوي عام 1998، فيما افتتح جده الإمبراطور هيروهيتو «ألعاب طوكيو الصيفية» عام 1964 و«سابورو الشتوية» عام 1972.


مقالات ذات صلة

«طواف فرنسا»... بوغاتشر يتصدّر الترتيب العام بعد المرحلة الثانية

رياضة عالمية تادي بوغاتشر لدى تتويجه بصدارة سباقات فرنسا للدراجات الهوائية (إ.ب.أ)

«طواف فرنسا»... بوغاتشر يتصدّر الترتيب العام بعد المرحلة الثانية

اعتلى تادي بوغاتشر صدارة الترتيب العام لسباق فرنسا للدراجات بفضل هجوم متأخر في المرحلة الثانية، الأحد، لكنه ربما تفاجأ من السهولة التي لاحقه بها يوناس فينغارد.

«الشرق الأوسط» (بولونيا)
رياضة عالمية نواه لايلز (أ.ف.ب)

الأميركي لايلز يتأهل للمنافسة بسباق 200 متر في «ألعاب باريس»

ضمن العداء الأميركي نواه لايلز المنافسة على لقبي سباقي السرعة في أولمبياد باريس الصيفي هذا العام بعد تسجيله أسرع زمن هذا العام وهو 19.53 ثانية وفوزه بالسباق.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية كان متوقعاً أن تحلّ بطلة العالم الحالية بين أوّل 3 عداءات على الأقل (أ.ف.ب)

تبخّر حلم الأميركية ريتشاردسون بثنائية أولمبية في سباقي السرعة

تبخّر حلم نجمة ألعاب القوى شاكاري ريتشاردسون بإحراز ذهبيتي السرعة في أولمبياد باريس، بعد حلولها رابعةً في سباق 200 م ضمن التصفيات الأميركية السبت في يوغين.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية تتوقع السلطات الفرنسية أن تكلف أولمبياد باريس نحو 9 مليارات يورو(رويترز)

فاتورة استضافة أولمبياد باريس باهظة التكلفة... والمكاسب «نفسية»

تُواجه فرنسا فاتورة باهظة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، إلا أن مسؤولين بارزين يعدُّون أنّ المكاسب قد تكون نفسية أكثر منها اقتصادية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية فرحة الدراج الفرنسي رومان بارديه بفوزه بالمرحلة الأولى لسباق فرنسا للدراجات (إ.ب.أ)

بارديه يفوز بالمرحلة الأولى من سباق فرنسا للدراجات

فاز رومان بارديه بالمرحلة الأولى لسباق فرنسا للدراجات، اليوم السبت، ليتصدر الترتيب العام لأبرز سباقات الدراجات في العالم للمرة الأولى في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (ريميني)

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
TT

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

قبل 16 عاماً، فقد عثمان الكناني بصره فألمّ به خوف من فقدان صلته بكرة القدم التي يهواها منذ صغره. لكن إصراره على عدم الاستسلام دفعه إلى توظيف شغفه في تأسيس أوّل فريق للمكفوفين في العراق وإدارة شؤونه.

ويقول الرجل الذي يبلغ حالياً 51 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما فقدت بصري، عشت سنة قاسية، نسيت فيها حتى كيفية المشي، وأصبحت أعتمد في كل شيء على السمع».

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

في عام 2008، فقد المدير السابق لمكتبة لبيع الكتب واللوازم المدرسية، البصر نتيجة استعمال خاطئ للأدوية لعلاج حساسية موسمية في العين، ما أدّى إلى إصابته بمرض الغلوكوما (تلف في أنسجة العصب البصري).

ويضيف: «ما زاد من المصاعب كان ابتعادي عن كرة القدم». ودام بُعده عن رياضته المفضّلة 8 أعوام.

شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف (أ.ف.ب)

لكن بدعم «مؤسسة السراج الإنسانية» التي شارك في تأسيسها لرعاية المكفوفين في مدينته كربلاء (وسط) في 2016، شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف، حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف.

وظلّ يلعب مع هذا الفريق حتى شكّل في عام 2018 فريقاً لكرة القدم للمكفوفين وتفرّغ لإدارة شؤونه.

ويتابع: «أصبحت كرة القدم كل حياتي».

واعتمد خصوصاً على ابنته البكر لتأمين المراسلات الخارجية حتى تَواصلَ مع مؤسسة «آي بي إف فاونديشن (IBF Foundation)» المعنيّة بكرة القدم للمكفوفين حول العالم.

يتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً (أ.ف.ب)

وكانت «الفرحة لا توصف» حين منحته المؤسسة في عام 2022 دعماً ومعدات من أقنعة تعتيم للعيون وكُرات خاصة.

ويوضح: «هكذا انطلق الحلم الرائع».

ويؤكّد أن تأسيس الفريق أتاح له «إعادة الاندماج مع الأصدقاء والحياة»، قائلاً: «بعد أن انعزلت، خرجت فجأة من بين الركام».

4 مكفوفين... وحارس مبصر

وانطلق الفريق بشكل رسمي مطلع العام الحالي بعدما تأسّس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين في نهاية 2023، وتشكّل من 20 لاعباً من محافظات كربلاء وديالى، وبغداد.

ويستعد اليوم لأوّل مشاركة خارجية له، وذلك في بطولة ودية في المغرب مقرّرة في نهاية يونيو (حزيران).

ويتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد، مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً. ومن بين اللاعبين 10 يأتون من خارج العاصمة للمشاركة في التمارين.

يصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب (أ.ف.ب)

ومدّة الشوط الواحد 20 دقيقة، وعدد اللاعبين في المباراة 5، منهم 4 مكفوفون بالكامل بينما الحارس مبصر.

وخلال تمارين الإحماء، يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم.

وتتضمّن قواعد لعبة كرة القدم للمكفوفين كرات خاصة، ينبثق منها صوت جرس يتحسّس اللاعب عبره مكان الكرة للحاق بها.

ويقوم كلّ من المدرّب والحارس بتوجيه اللاعبين بصوت عالٍ.

يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً (أ.ف.ب)

بعد ذلك، يأتي دور ما يُعرف بالمرشد أو الموجّه الذي يقف خلف مرمى الخصم، ماسكاً بجسم معدني يضرب به أطراف المرمى، لجلب انتباه اللاعب وتوجيهه حسب اتجاه الكرة.

ويصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب لئلّا يصطدموا ببعضهم.

وحين يمرّ بائع المرطبات في الشارع المحاذي للملعب مع مكبرات للصوت، تتوقف اللعبة لبضع دقائق لاستحالة التواصل سمعياً لمواصلة المباراة.

تمارين الإحماء لأعضاء الفريق (أ.ف.ب)

وبحسب قواعد ومعايير اللعبة، يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً، بينما يبلغ ارتفاع المرمى 2.14 متر، وعرضه 3.66 متر (مقابل ارتفاع 2.44 متر، وعرض 7.32 متر في كرة القدم العادية).

لا تردّد... ولا خوف

وخصّصت اللجنة البارالمبية العراقية لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة راتباً شهرياً للاعب قدره ما يعادل 230 دولاراً، وللمدرب ما يعادل تقريباً 380 دولاراً.

لكن منذ تأسيس الفريق، لم تصل التخصيصات المالية بعد، إذ لا تزال موازنة العام الحالي قيد الدراسة في مجلس النواب العراقي.

ويشيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين طارق الملا (60 عاماً) بالتزام اللاعبين بالحضور إلى التدريبات «على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهونها».

اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي (أ.ف.ب)

ويوضح: «البعض ليست لديه موارد مالية، لكن مع ذلك سيتحمّلون تكاليف تذاكر السفر والإقامة» في المغرب.

ويضيف: «أرى أن اللاعبين لديهم إمكانات خارقة لأنهم يعملون على مراوغة الكرة وتحقيق توافق عضلي عصبي، ويعتمدون على الصوت».

ويأمل الملّا في أن «تشهد اللعبة انتشاراً في بقية مدن البلاد في إطار التشجيع على ممارستها وتأسيس فرق جديدة أخرى».

ودخل الفريق معسكراً تدريبياً في إيران لمدة 10 أيام، إذ إن «المعسكر الداخلي في بغداد غير كافٍ، والفريق يحتاج إلى تهيئة أفضل» للبطولة في المغرب.

وعلى الرغم من صعوبة مهمته، يُظهر المدرّب علي عباس (46 عاماً) المتخصّص بكرة القدم الخماسية قدراً كبيراً من التفاؤل.

خلال تمارين الإحماء يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم (أ.ف.ب)

ويقول: «اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي، وهذا ما يشجعني أيضاً».

ويشير عباس، الذي يكرس سيارته الخاصة لنقل لاعبين معه من كربلاء إلى بغداد، إلى أن أبرز صعوبات تدريب فريق مثل هذا تتمثل في «جعل اللاعبين متمرّسين بالمهارات الأساسية للعبة لأنها صعبة».

وخلال استراحة قصيرة بعد حصّة تدريبية شاقّة وسط أجواء حارّة، يعرب قائد الفريق حيدر البصير (36 عاماً) عن حماسه للمشاركة الخارجية المقبلة.

ويقول: «لطالما حظيت بمساندة أسرتي وزوجتي لتجاوز الصعوبات» أبرزها «حفظ الطريق للوصول من البيت إلى الملعب، وعدم توفر وسيلة نقل للاعبين، والمخاوف من التعرض لإصابات».

ويطالب البصير الذي يحمل شهادة في علم الاجتماع، المؤسّسات الرياضية العراقية الحكومية «بتأمين سيارات تنقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن التدريب للتخفيف من متاعبهم».

ويضيف: «لم تقف الصعوبات التي نمرّ بها حائلاً أمامنا، ولا مكان هنا للتردد، ولا للخوف».