أندية الدوري الإنجليزي يمكن أن تستفيد من قلة الرحلات الصيفية «المضنية»

الجولات التي تقوم بها استعداداً للموسم الجديد أصبحت ضئيلة بسبب «كورونا»... والمدربون سعداء بذلك

سيتي سيتوقف عن البحث عن الأموال في الشرق الأقصى والولايات المتحدة (أ.ف.ب)
سيتي سيتوقف عن البحث عن الأموال في الشرق الأقصى والولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

أندية الدوري الإنجليزي يمكن أن تستفيد من قلة الرحلات الصيفية «المضنية»

سيتي سيتوقف عن البحث عن الأموال في الشرق الأقصى والولايات المتحدة (أ.ف.ب)
سيتي سيتوقف عن البحث عن الأموال في الشرق الأقصى والولايات المتحدة (أ.ف.ب)

بالعودة إلى الأيام القديمة والذهبية من عام 2019، كان لاعبو كرة القدم البارزون في الدوري الإنجليزي الممتاز يقضون فترة ما قبل انطلاق الموسم الجديد في جمع الأختام على جوازات السفر بالسرعة نفسها التي كان يجمع بها اللاعب السابق لمانشستر يونايتد روي كين البطاقات الصفراء! وقبل عامين، قام مانشستر يونايتد بجولة في أستراليا تغلب خلالها على بطل دوري الدرجة الأولى ليدز يونايتد برباعية نظيفة أمام 55.274 متفرج في بيرث، قبل أن يتبعها بجولات أخرى في كل من سنغافورة وشنغهاي وأوسلو. وقد انتعشت خزائن مانشستر يونايتد بما لا يقل عن 12 مليون جنيه إسترليني بسبب المشاركة في هذه الجولات في 3 قارات مختلفة. وعلاوة على ذلك، حصل مانشستر يونايتد على ملايين أخرى من عقود الرعاية وفرص التسويق. لكن بعد عامين أدت الأضرار الجانبية التي أحدثها فيروس «كورونا» إلى توقف مثل هذه الرحلات والجولات المربحة.
وبالتالي؛ لن يسافر مانشستر يونايتد إلى الخارج هذا الصيف، وبعد أن ألغى خططه لخوض مباراة في مالطا، فإنه لن يغامر بخوض أي مباراة أبعد من لندن (حيث يواجهون كوينز بارك رينجرز) وديربي وبريستون. ورغم أن لاعبي كرة القدم من النخبة في الدوري الإنجليزي الممتاز الذين يلعبون مباريات ودية في الخارج يتمتعون بإعفاء من الحكومة البريطانية بشأن لوائح الحجر الصحي الدولي للسفر، فإن القواعد القياسية في هذا الشأن تنطبق على الفرق التي تتدرب في الخارج فقط.
وعلاوة على ذلك، فإن الخدمات اللوجيستية للجولات الطويلة إلى آسيا والولايات المتحدة تتطلب التخطيط لها قبل نحو 6 أشهر، وهو ما يعني أن معظم الأندية الكبرى قد تخلت عن فكرة الرحلات الاستكشافية عبر القارات منذ يناير (كانون الثاني) أو فبراير (شباط) الماضيين. لكن الناديين اللذين يتخلفان عن هذه القاعدة هما آرسنال وإيفرتون، اللذين سيسافران إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى إنتر ميلان الإيطالي، وميلوناريوس الكولومبي، للمشاركة في «كأس فلوريدا» على ملعب «كامبينغ وورلد» في أورلاندو، في الوقت الذي ستظل فيه معظم الأندية الإنجليزية في المملكة المتحدة. وتشمل المغامرات القليلة إلى أوروبا ليفربول، الذي يستعد حالياً لبداية الموسم الجديد في النمسا وألمانيا، وولفرهامبتون الذي يعسكر في إسبانيا.
وبدلاً من البحث عن الأموال في الشرق الأقصى والولايات المتحدة، من المقرر أن يقوم بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، مانشستر سيتي، بالسفر إلى نادي تروا الفرنسي، والذي يعدّ جزءاً من «مجموعة سيتي» لكرة القدم. في الحقيقة، يبدو كل شيء مختلفاً عن عام 2019 عندما قام مانشستر سيتي بقيادة مديره الفني الإسباني جوسيب غوارديولا بدمج زيارته المنتظمة إلى الصين (يمتلك المستثمرون الصينيون حصة 13 في المائة من أسهم مانشستر سيتي) مع جولة أخرى لليابان. وقبل عامين، كان تشيلسي أيضاً في يوكوهاما، لكن بطل دوري أبطال أوروبا استقر الآن في معسكر تدريبي في آيرلندا.
وفي فترة ما قبل الوباء، كانت دار السلام في تنزانيا تبدو رهاناً تجارياً أفضل إلى حد ما من دبلن، حيث لم تعد أفريقيا مكاناً بعيداً بالنسبة لمسؤولي التسويق في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقبل عامين، زار إيفرتون كينيا، حيث لعب أمام نادي كاريوبانغي شاركس في نيروبي في جزء من اتفاقية الرعاية مع شركة «سبورتبيسا»، وقام برحلات أخرى إلى شرق أفريقيا.
وفي السنوات العشر التي سبقت تفشي فيروس «كورونا» في عام 2020، لعبت الأندية الإنجليزية الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز عدداً أكبر من المباريات الودية استعداداً للموسم الجديد في الخارج أكثر من عدد المباريات الودية التي لعبتها في إنجلترا، وأقيم أقل من ثلث المباريات في المملكة المتحدة. وكانت هذه الأندية تستغل فترة منتصف الصيف للترويج لعلامتها التجارية وتحقيق عائدات مالية كبيرة، في الوقت نفسه الذي كانت تعمل فيه على رفع اللياقة البدنية للاعبين استعداداً للموسم الجديد.
وفي ظل نجاح شركات البث التلفزيوني في نقل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز إلى جميع أنحاء العالم، أصبحت المساعدة في إبرام صفقات البث التلفزيوني المربحة للغاية من الناحية المالية أمراً مهماً للغاية بالنسبة للأندية. وتجب الإشارة إلى أن قيمة أحدث اتفاقية لمدة 3 سنوات وقعها الدوري الإنجليزي الممتاز مع شبكة قنوات «بي إن سبورتس» الرياضية في الدوحة لحقوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد بلغت وحدها 367 مليون جنيه إسترليني.
وينتظر نادي نيوكاسل يونايتد معرفة ما إذا كانت قضية التحكيم بين مالك النادي، مايك آشلي، والدوري الإنجليزي الممتاز ستسهل عملية الاستحواذ على النادي أم لا. وبعد إلغاء المعسكر التدريبي للنادي في البرتغال، انتقل نيوكاسل بدلاً من ذلك إلى مدرسة «سانت إثيلبورغا كوليغيات» في شمال يوركشاير، وهي مدرسة مستقلة مجهزة بمرافق رياضية ممتازة. ويعدّ هذا بعيداً كل البعد عمّا كان عليه الوضع قبل عامين، عندما سافر النادي إلى الصين، ناهيك بالجولة التي قام بها النادي في عام 2014 في نيوزيلندا.
ويغيب بعض لاعبي الفريق الأول حالياً عن معسكر الفريق في «سانت إثيلبورغا» بسبب قواعد العزلة الذاتية، لكن نيوكاسل أبعد ما يكون عن العزلة. ومع استمرار حصول العديد من لاعبي كرة القدم على التطعيم المزدوج ضد فيروس «كورونا»، فإن هناك كثيراً من الأمور الأخرى التي تؤرق الأندية خلال الاستعداد للموسم الجديد، مثل تفشي الفيروسات الصغيرة، والمكالمات غير المرغوب فيها التي تتلقاها الأندية من مسؤولي «هيئة الاختبار والتتبع»، فضلاً عن الحاجة إلى الحجر الصحي بعد قضاء عطلة في الخارج. لكن من المؤكد أن بعض المديرين الفنيين؛ وعلى وجه الخصوص المدير الفني لليفربول يورغن كلوب، يشعرون بالسعادة في قرارة أنفسهم بعد تجنب التنقل بين مناطق زمنية مختلفة نتيجة سعي ملاك الأندية لتحقيق أرباح مالية كبيرة من الجولات التحضيرية في آسيا والولايات المتحدة الأميركية.
ولم يكن المدير الفني لنادي بيرنلي، شون دايك، مطلقاً من المعجبين بالجولات الصيفية من أجل تحقيق عائدات مالية، لكنه يحب معسكرات التدريب الأوروبية، ويشعر بخيبة أمل لأن قواعد الحجر الصحي أجبرته على تغيير معسكر الإعداد من النمسا والبقاء في إنجلترا. وقال عن ذلك: «الخضوع للحجر الصحي بعد العودة من الخارج يبدو أمراً غير إنساني بعض الشيء، لذلك فقد ألغينا الرحلة للخارج. لكننا كنا نخطط لاستغلال معسكر النمسا بوصفه راحةً نفسيةً وسط تدريب مكثف».
وسوف يكتشف معظم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز أن التغيير في حد ذاته يمكن أن يكون جيداً مثله مثل الراحة!



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».