الليبيون يفرّون إلى الشواطئ

انقطاع المياه والإنترنت وتوقف أجهزة التكييف في ظل حرارة مفرطة

أطفال يسبحون في بركة على شاطئ البحر بطرابلس (رويترز)
أطفال يسبحون في بركة على شاطئ البحر بطرابلس (رويترز)
TT

الليبيون يفرّون إلى الشواطئ

أطفال يسبحون في بركة على شاطئ البحر بطرابلس (رويترز)
أطفال يسبحون في بركة على شاطئ البحر بطرابلس (رويترز)

على طول الساحل الليبي، وجد بعض المواطنين ضالتهم هناك لقضاء إجازة عيد الأضحى، هرباً من تكرار انقطاع التيار الكهربائي، الذي أحال حياتهم إلى جحيم، وفقاً لوصفهم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير. وعلى كورنيش العاصمة طرابلس حرصت مجموعات من الأطفال وكبار السن، وكثير من العائلات على قضاء يومهم على حافة البحر للاستمتاع بنسمات صيفية تعوّضهم عن معاناتهم طوال الأشهر الماضية، وكلهم أمل في تحقيق استقرار سياسي، وإعادة صيانة شبكة الكهرباء سريعاً.
ويرى الناشط المدني عبد المؤمن القريعي أنه «رغم توقف المعارك المسلحة فإن معاناة الليبيين لم تتوقف مع معركة انقطاع الكهرباء، خلال الأشهر الماضية»، مشيراً إلى أن تعطل مظاهر الحياة بسبب انقطاع المياه، وتوقف أجهزة التكييف والإنترنت، يدفع شباب الطبقات الفقيرة والمتوسطة إلى التوجه إلى الشواطئ العامة كمتنفس وحيد لهم. وتحدث القريعي، المنتمي إلى العاصمة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن نجاح أجهزة الدولة مؤخراً في استعادة عدد من الشواطئ العامة، التي كان بعض التجار والمستثمرين قد سيطروا عليها دون سند قانوني، وفرضوا رسوماً باهظة لدخولها، مما جعل استعادتها حالياً عاملاً مشجعاً للأهالي، خصوصاً من سكاني الأحياء الشعبية للتوافد إليها للاستمتاع بهواء البحر على الأقل. يقول القريعي: «أصحاب الدخل المرتفع يهربون أيضاً من انقطاع الكهرباء، لكن إلى الشواطئ الخاصة المملوكة لبعض المستثمرين، والتي تكون أقل ازدحاماً، وقد يتوجهون إلى الفنادق والقرى والمنتجعات السياحية داخل طرابلس، أو في مدن أخرى، مثل صبراتة والخمس وزوارة وغنيمة وسيلين ومصراتة، وإن كانت الأسعار مرتفعة بعض الشيء، وقد تصل لأكثر من 7 آلاف دينار في الشهر، إلا أن الطلب عليها يتزايد نظراً لكفاءة الخدمات المقدمة من غرف نوم مكيفة وتوافر الإنترنت وحمامات السباحة الواسعة، فضلاً عن رفض تلك المنتجعات استقبال الشباب الذكور دون أسرهم».
ورأت الناشطة المدنية فاطمة التكروي أن «لجوء البعض إلى الشواطئ، خصوصاً السيدات، يظل حلاً مؤقتاً، ومهرباً إجبارياً في ظل انقطاع الكهرباء، وعدم توفر أي وسيلة ترفيهية للأطفال»، مطالبةً الحكومة بالبحث عن حلول سريعة ودائمة لحل هذه الأزمة.
وطالبت التكروي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بزيادة عدد القرى السياحية المقامة على الشواطئ الليبية بعموم البلاد، والتي لا تتناسب إطلاقاً مع امتداد الساحل لأكثر من 1800 كيلومتر، وقالت إن وجود عدد كبير من المنتجعات سيسهم في تخفيض أسعارها، التي لا تزال مرتفعة بدرجة كبيرة بالنسبة إلى المواطن المتوسط.
في المقابل، قال مصطفى المجعي، مالك شركة سياحة بالعاصمة، إن الكثير من المنتجعات والقرى السياحية افتُتحت بالفعل خلال العام الأخير، خصوصاً ما بين شرق طرابلس وغرب مصراتة، وبات كثير من المصطافين يهرعون إليها هرباً من انقطاع الكهرباء ودرجة الحرارة المرتفعة هذا العام، وبخاصة في إجازة عيد الأضحى.
وأوضح المجعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السياحة الداخلية باتت أقل تكلفة من نظيراتها، في ظل ارتفاع سعر الصرف للعملة الأجنبية والإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، ومحدودية الوجهات المتاحة للسفر خارج البلاد لقضاء الإجازات، ما بين مصر وتونس وتركيا، والتي يتصاعد عليها الطلب، مما يجعلها محجوزة بشكل مستقبلي لعدة أشهر».
أما الناشط السياسي طاهر النغنوغي فلفت إلى أن مدن الجنوب تحديداً، والتي ترتفع بها درجات الحرارة مقارنةً بغيرها من المدن الساحلية، تعد الأكثر تضرراً ومعاناةً مع استمرار انقطاع الكهرباء، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد أمام أهل الجنوب أي متنفس سوى التوجه إلى المزارع، وتأجير بعض الفيلات والاستراحات التي يكون بعضها مزوداً بحمامات للسباحة، تتراوح تكلفة إيجارها من 300 إلى 500 دينار في اليوم الواحد». أما فكرة التوجه إلى طرابلس، أو أيٍّ من المدن الساحلية في فصل الصيف، حسب النغنوغي، فتعتمد على الدخل المالي للأسرة، إذ إن الأمر لن يتوقف فقط على تكلفة الإقامة بشقة للإيجار، أو فندق في أي مدينة ساحلية، بل ستشمل أيضاً سعر تكلفة الوقود، الذي سيتم استخدامه خلال الرحلة، علماً بأن أسعار الوقود في الجنوب هي الأعلى في عموم ليبيا»، داعياً أصحاب رؤوس الأموال والدولة إلى التفكير جدياً في «إقامة منتجعات ذات حمامات سباحة واسعة للتخفيف، ولو بشكل بسيط، من معاناة أهالي الجنوب».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.