مقتل ضابط شرطة بإطلاق نار جنوب غربي إيران

من الاحتجاجات في محافظة خوزستان (وسائل إعلام إيرانية)
من الاحتجاجات في محافظة خوزستان (وسائل إعلام إيرانية)
TT

مقتل ضابط شرطة بإطلاق نار جنوب غربي إيران

من الاحتجاجات في محافظة خوزستان (وسائل إعلام إيرانية)
من الاحتجاجات في محافظة خوزستان (وسائل إعلام إيرانية)

قُتل ضابط في الشرطة الإيرانية إثر إطلاق «مثيري شغب» النار، وفق الإعلام الرسمي، في محافظة الأحواز (جنوب غرب) التي تشهد منذ نحو أسبوع احتجاجات على خلفية شح المياه ومشروع تحويل مجرى الأنهار، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» بعيد منتصف الليل أن الضابط قُتل «إثر أعمال شغب» وقعت مساء (الثلاثاء) في مدينة بندر ماهشهر بمحافظة الأحواز الحدودية مع العراق.
https://twitter.com/aaa_iran/status/1417558140082606088
ونقلت عن المسؤول المحلي في المدينة فريدون بندري قوله: «إثر أعمال الشغب التي جرت مساء الثلاثاء في بلدة طالقاني (التابعة لبندر ماهشهر)، بوغت كوادر وحدة الإغاثة التابعة لقوى الأمن الداخلي حين أداء الواجب وتعرضوا إلى إطلاق نار من مثيري الشغب من فوق سطح أحد المباني». وأضاف: «إثر هذا الحادث استشهد أحد أفراد وحدة الإغاثة في المدينة فيما جرح آخر في ساقه ونقل على إثر ذلك إلى المستشفى للعلاج»، من دون أن يحدد طبيعة «أعمال الشغب» هذه.
وتشهد محافظة الأحواز منذ ليل (الخميس) الماضي، احتجاجات على خلفية شح المياه، أدت إلى مقتل متظاهر على الأقل.
https://twitter.com/IranIntl_Ar/status/1417536880573300745
وعلى مدى الأيام الماضية، بثت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خارج إيران، مقاطع فيديو قالت إنها تظهر احتجاجات في مناطق عدة من الأحواز، مثل إيذه، سوسنكرد، ماهشهر، الأحواز وحميديه، مشيرة إلى أن قوات الأمن تعاملت بالشدة مع المحتجين. لكن وسائل إعلام محلية قللت من أهمية هذه التقارير.
وأوردت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية عبر قناتها على تطبيق «تلغرام» ليل (الثلاثاء)، عن «قطع الاتصال بالإنترنت» في شادكان، وأن خدمات الإنترنت الخلوية في مدينة الأهواز «متقطعة».
https://twitter.com/aaa_iran/status/1417552564120391683
ونفى محافظ الأحواز قاسم سليماني - دشتكي في تصريحات أوردتها وكالة «إسنا» تقارير تحدثت عن ارتفاع عدد القتلى في الاحتجاجات. وتابع: «أكدنا للقوات الأمنية والعسكرية ضرورة عدم مواجهة الناس بالعنف، خصوصاً عدم إطلاق النار». وتوجه للسكان بالقول: «نتابع مطالبكم».
وتعتبر الأحواز المطلة على الخليج، واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31 للبلاد.



محاولات ترشيح إردوغان لرئاسة تركيا مجدداً تفجر تساؤلات حول مستقبل حزبه

إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)
إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)
TT

محاولات ترشيح إردوغان لرئاسة تركيا مجدداً تفجر تساؤلات حول مستقبل حزبه

إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)
إردوغان يرغب في الترشح مجدداً لرئاسة تركيا (الرئاسة التركية)

أشعلت تصريحات متكررة لكبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول فتح الطريق لترشيحه للرئاسة لولاية جديدة من خلال الدعوة إلى انتخابات مبكرة في البرلمان جدلاً واسعاً.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، أدلى كبير مستشاري إردوغان للشؤون القانونية، محمد أوتشوم، بتصريحات متكررة، أكد فيها أنه «بموجب الدستور، إذا قرر البرلمان تجديد الانتخابات في الولاية الثانية للرئيس، فيمكن للرئيس أن يترشح مرة أخرى».

وذكر أنه إذا قرر البرلمان تجديد الانتخابات بـ360 نائباً (3 أخماس الأعضاء) قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 7 مايو (أيار) 2028، على سبيل المثال في النصف الثاني من عام 2027، فقد يترشح الرئيس إردوغان مرة أخرى، أي للمرة الأخيرة.

وسبق أن ترشح إردوغان للرئاسة 3 مرات الأولى في عام 2014، وكان يحق له الترشح مرة أخرى في 2019 إلى 2024، لكن تعديل الدستور عام 2017 للانتقال إلى النظام الرئاسي، وإجراء الانتخابات الرئاسية بشكل مبكر في 2018 منحه الحق في الترشح للرئاسة مرتين، آخرهما انتخابات مايو 2023 الماضية.

وأعلن إردوغان عقب انتخابه في 2023 أنه سيضع دستوراً جديداً مدنياً ليبيرالياً للبلاد، وقال حليفه دولت بهشلي، رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب»، إن الدستور الجديد سيكون هدفه فتح الطريق أمام إردوغان للترشح للرئاسة من جديد.

وأعلنت المعارضة التركية رفضها المشاركة في أعمال الدستور الجديد، وقال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، إن حزبه لن يشارك في وضع دستور جديد للبلاد مع من لا يلتزمون بالدستور الحالي.

كما أعلنت باقي أحزاب المعارضة أنها لن تشارك في وضع دستور لا يضمن العودة إلى النظام البرلماني وإلغاء النظام الرئاسي، الذي قاد إلى تكريس جميع السلطات في يد إردوغان.

وكشف أحدث استطلاع للرأي عن رفض غالبية الأتراك تعديل الدستور من أجل فتح الباب لترشح إردوغان للرئاسة للمرة الرابعة.

إردوغان متحدثاً أمام حشد من أنصاره في كهرمان ماراش جنوب تركيا السبت الماضي (الرئاسة التركية)

وبحسب الاستطلاع، الذي أجرته شركة «متروبول»، فإن نسبة الذين قالوا «لا» لتعديل الدستور حتى يتمكن إردوغان من الترشح، بلغت 66.3 في المائة، مقابل 28.5 في المائة أيدوا التعديل، فيما لم يحدد 5.2 في المائة من المشاركين في الاستطلاع موقفهم.

وعارض 88.9 في المائة من ناخبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تعديل الدستور من أجل إردوغان، على الرغم من الخطوات الأخيرة لفتح الطريق أمام نواب الحزب للقاء زعيم حزب «العمال الكردستاني»، المحكوم بالسجن مدى الحياة في تركيا عبد الله أوجلان، في محبسه في سجن إيمرالي غرب تركيا؛ لبحث إنهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، بحسب ما اقترح بهشلي وأيد إردوغان.

ورفض 83 في المائة من ناخبي حزب «الشعب الجمهوري»، و87.6 في المائة من ناخبي حزب «الجيد» تعديل الدستور. أما النتيجة المفاجئة التي كشف عنها الاستطلاع، فكانت رفض 55 في المائة من ناخبي حزب «الحركة القومية» و40.2 في المائة من ناخبي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم تعديل الدستور لإفساح المجال لترشيح إردوغان للرئاسة مجدداً.

بهشلي سعى في الفترة الأخيرة للتقارب مع الحزب الكردي بالبرلمان (موقع حزب الحركة القومية)

وتحدثت أروقة السياسة في أنقرة عن محاولات من جانب إردوغان وبهشلي لكسب أصوات نواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» عندما يحين موعد التصويت في البرلمان على إجراء انتخابات مبكرة بطلب من إردوغان؛ لأن أصوات حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» (تحالف الشعب) لا تكفي وحدها للموافقة على الطلب؛ كونهما يملكان 311 مقعداً فقط من مقاعد البرلمان وعددها 600 مقعد.

وقال رئيس حزب «الجيد»، مساوات درويش أوغلو، تعليقاً على اقتراح بهشلي حضور أوجلان إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»؛ لإعلان حل حزب «العمال الكردستاني» ووضع سلاحه وانتهاء الإرهاب في تركيا: «نحن بحاجة إلى التفكير فيما سيحدث بعد إحضار قاتل مدان إلى البرلمان لمخاطبة الأمة، مقابل التمتع بالحق في الأمل في إطلاق سراحه، لن يحدث هذا دون أن يمر فوق جثثنا».

دعوة بهشلي إلى السماح لأوجلان بالحديث في البرلمان فجّرت جدلاً واسعاً (أرشيفية)

ويعتقد مراقبون أن حزب «العدالة والتنمية» يواجه أزمة في اختيار مرشح للرئاسة يتمتع بالقدرات التي يتمتع بها إردوغان من داخل الحزب، وذهب البعض إلى القول إن الحزب يمكن أن ينهار إذا انتهت الحياة السياسية لإردوغان ولم يتمكن من الترشح مجدداً للرئاسة.