ساوثغيت يخفي «شخصية فولاذية» تحت مظهره الخارجي الأنيق

نجوم لعبوا تحت قيادته قبل 12 عاماً في ميدلزبره يتذكرون صفاته الجوهرية في أولى تجاربه التدريبية

تجربة ساوثغيت في ميدلزبره بحلوها ومرها علمته الكثير (غيتي)
تجربة ساوثغيت في ميدلزبره بحلوها ومرها علمته الكثير (غيتي)
TT

ساوثغيت يخفي «شخصية فولاذية» تحت مظهره الخارجي الأنيق

تجربة ساوثغيت في ميدلزبره بحلوها ومرها علمته الكثير (غيتي)
تجربة ساوثغيت في ميدلزبره بحلوها ومرها علمته الكثير (غيتي)

بعد مرور 12 عاماً، لا يزال المدافع السابق لميدلزبره، جاستن هويت، يحتفظ بالرسالة التي تلقاها من المدير الفني غاريث ساوثغيت، بعد فترة وجيزة من إقالته من قيادة الفريق. يقول هويت عن تلك الرسالة وعن ساوثغيت، الذي كان قد أحضره من آرسنال في العام السابق: «كنت قد تدربت تحت قيادة الكثير من المديرين الفنيين، لكني لم أتلق ملاحظة شخصية بهذا الشكل من أي مدير فني آخر. كان من الرائع أن يفكر ساوثغيت حتى في مجرد القيام بذلك». ويضيف: «لقد قال في هذه الرسالة إنه من الرائع العمل معي وأنه يأمل أن نعمل سوياً مرة أخرى، مؤكداً على أنني سألعب بشكل جيد تحت قيادة المدير الفني التالي».
في الحقيقة، تعكس هذه الرسالة الشخصية الرائعة التي يمتلكها ساوثغيت، ولماذا وصل إلى المكانة التي عليها اليوم. ولم يكن هويت وحده هو الذي تلقى رسالة بهذا الشكل. كان روبرت هوث قد انتقل من ميدلزبره إلى ستوك سيتي قبل بضعة أسابيع، وعاد سريعاً للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بينما كان ناديه السابق لا يزال يستوعب آثار الهبوط لدوري الدرجة الأولى. وقبل انضمامه لميدلزبره قادماً من تشيلسي، كان هوث قد استحوذ على اهتمام ساوثغيت الذي أصر على ضمه؛ وعند رحيله تلقى رسالة مكتوبة بخط اليد من مديره الفني القديم. يقول هوث عن ذلك: «صدقني، هذا أمر نادر ولن تراه يحدث كثيراً في عالم كرة القدم. لقد تمنى لي التوفيق، وحدد بعض النقاط التي يمكنني أن أتحسن بها، وأخبرني بأنني قادر على اللعب لمدة تصل إلى 10 أو 12 عاماً أخرى، وطلب مني الاتصال به على الفور إذا كنت بحاجة إلى أي شيء. كنت في الخامسة والعشرين من عمري، وكان هذا شيئاً رائعاً».
لقد عانى ساوثغيت ولاعبوه من خيبة أمل كبيرة. وكان ميدلزبره، الذي تمكن من البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز في أول موسمين تحت قيادة رئيسه ستيف غيبسون، قد راهن على إسناد مهمة الفريق لقائده البالغ من العمر 35 عاماً ليحل محل ستيف مكلارين، الذي رحل لتولي القيادة الفنية لمنتخب إنجلترا. علاقة ساوثغيت بميدلزبره لم تبدأ بمهمة تدريبه، فقد لعب ساوثغيت في فريق ميدلزبره في الفترة ما بين عامي 2001 و2006. وكان معدل أعمار اللاعبين في ميدلزبره عندما تولى ساوثغيت تدريبه كبيراً، لكن الفريق كان قد نجح في الوصول إلى المباراة النهائية للدوري الأوروبي، وكُلِف ساوثغيت بإعادة بناء الفريق وضخ دماء جديدة. واعترف غيبسون في وقت لاحق بأن الموقف كان «غير مواتٍ له إلى حدٍ كبير».
لكن النادي ضل الطريق في موسم 2008 - 2009. بعدما أنهى الموسم متخلفاً عن مراكز البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز بثلاث نقاط فقط، ليدفع تكلفة باهظة للنتائج الكارثية التي حققها في منتصف الموسم. وكانت كل المؤشرات تشير إلى هبوط الفريق في نهاية الموسم بعد الفشل في تحقيق أي فوز خلال 14 مباراة. ويعتقد هوث، الذي كان من بين أول الصفقات التي أبرمها ساوثغيت، أن السبب في هبوط الفريق لدوري الدرجة الأولى يتمثل في أن إدارة النادي قد طلبت من المدير الفني الشاب إعادة بناء الفريق وضخ دماء جديدة.
يقول هوث: «في العام الأخير لساوثغيت في النادي، لم نعد قادرين على تحمل الصعوبات. في الوقت الذي كان يتم فيه إعادة بناء الفريق، كان لدينا لاعبون أكبر سناً في الفريق وكان النادي يريد السير في طريق مختلف. كان اللاعبون يحصلون على أموال ضخمة في تلك الفترة، حيث كان ميدلزبره يشارك في البطولات الأوروبية وكان يتعين عليه أن يدفع الكثير من الأموال للتعاقد مع لاعبين جيدين. كان يتعين على غاريث أن يتعامل مع تلك التداعيات، وكما ترى في العديد من الأندية الأخرى، عندما تسير في هذا الطريق فإنه يتعين عليك أن تقود عملية إعادة البناء بشكل صحيح».
لقد طُلب من ساوثغيت خفض فاتورة أجور لاعبي ميدلزبره بمقدار سبعة ملايين جنيه إسترليني قبل موسم الهبوط، لكن هوث يتذكر «الأجواء الصعبة» في النادي في تلك الفترة، مشيراً إلى تعرض اللاعبين لصافرات الاستهجان بعد نهاية الشوط الأول أمام توتنهام في المباراة الافتتاحية من الموسم بينما كانت النتيجة لا تزال التعادل دون أهداف. لقد فاز ميدلزبره في تلك المباراة بهدفين مقابل هدف وحيد، لكن النتائج تراجعت بشكل ملحوظ بعد ذلك؛ وبحلول مارس (آذار) 2009 كانت الجماهير تهتف ضد ساوثغيت وتطالب برحيله. ورغم أن هوث وهويت يؤكدان على أن ساوثغيت لم يفقد السيطرة أبداً على غرفة خلع الملابس، فقد وصلت الأمور إلى طريق مسدود.
يقول هوث: «مع تبقي ثلاث أو أربع مباريات من الموسم، كنا نعلم بأننا في طريقنا للهبوط. كانت الروح لا تزال موجودة وشعرت أن غاريث لا يزال يسيطر على الأمور بشكل جيد، ولم أشعر أبداً بأنه يعاني. لكن الأمر لا يكون سهلاً أبداً عندما تعلم أنك في طريقك للهبوط». ويوافق هويت على ذلك، قائلاً: «لقد أثر الهبوط بالفعل على الحالة المزاجية في النادي. لكن كان ساوثغيت لا يزال يتحكم في زمام الأمور ويحظى باحترام الجميع. لقد كان فريقاً شاباً، وكنا نريد أن نحاول ونعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى تحت قيادته. بصراحة، لم نكن جيدين بما يكفي للبقاء، لكنه لم يخرج أبداً ليحملنا المسؤولية على الملأ. لقد كان يعرف من حياته المهنية كيف يتعامل مع الضغوط والصعوبات».
يقول هويت عن ساوثغيت: «إنه نادراً ما يصرخ في اللاعبين، لكن عندما يفعل ذلك يكون محقاً تماماً». أما هوث فيشير إلى أن ساوثغيت يمتلك (شخصية فولاذية) تحت مظهره الخارجي الأنيق. يقول هوث: «لقد كان صارماً وعادلاً. إنه رجل لطيف حقاً، لكن يمكنني أن أتذكر أنه كان ينتقدني بشدة، ولكن بطريقة لطيفة، فهو ينتقد اللاعبين نقداً بناءً يساهم في تطوير مستواهم. تحتاج أحياناً لسماع ذلك كلاعب، وهو بالتأكيد لم يكن يخاف من القيام بذلك. وخلال الاجتماعات لم يكن هناك مكان للاختباء، وكان يخبر اللاعبين بكل شيء بصراحة شديدة، وأعتقد أنه يمتلك مهارة هائلة في هذا الشأن».
أقيل ساوثغيت من منصبه بعد الفوز على ديربي كاونتي بهدفين دون رد، في مباراة كان فيها عدد الحضور الجماهيري على ملعب «ريفرسايد» أقل من نصف عدد مقاعد الملعب، وهو الأمر الذي أصاب غيبسون بالفزع. يقول هويت: «لقد صُدم الجميع. كنا نجلس في غرفة خلع الملابس سعداء لأننا حققنا الفوز. وبينما كان الجميع في طريقهم للخروج من النادي، بعد نهاية المباراة بـ15 أو 20 دقيقة، تلقى البعض مكالمات هاتفية وعلمنا بأنه أقيل من منصبه. لم نكن نستطيع تصديق ذلك. ما زلت أتحدث مع بعض اللاعبين الآن، ونتفق على أنه لو استمر في منصبه فإننا كنا سنصعد للدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى».
لكن ميدلزبره لم يتمكن من العودة للدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوردون ستراشان، الذي يقول هويت إنه كان يعمل بأسلوب مختلف تماماً، ولم يعد ميدلزبره أبداً إلى سابق عهده. ويعتقد هوث أنه لو عاد الزمن بساوثغيت فربما لم يكن ليعمل في مجال التدريب فور اعتزاله اللعب مباشرة، ويقول: «أعتقد أنه كان سيحصل على إجازة لمدة عام أو عامين. من المؤكد أن هبوط أي مدير فني شاب مع الفريق الذي يتولى تدريبه قد يعيقه كثيراً في بداية مسيرته التدريبية، لكن ساوثغيت خاض مسيرة تدريبية هائلة بعد ذلك، وصنع التاريخ مع المنتخب الإنجليزي بوصوله إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 قبل الخسارة أمام إيطاليا بركلات الترجيح. يقول هويت: «كانت هناك أشياء مماثلة في عقليته لتلك التي رأيتها في أرسين فينغر. والآن عندما أنظر إلى الخلف أستطيع أن أرى الأسباب التي جعلته يحقق هذا النجاح، وأنا سعيد للغاية لأن الأمور سارت على هذا النحو بعد خيبة الأمل في ميدلزبره. أشعر بالفخر لأنه أصبح رمزاً كبيراً للمنتخب الإنجليزي».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.