مع التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة الصدر، شرق بغداد، عشية عيد الأضحى، ينشط الرأي العام العراقي لتفسير مثل هذه الحوادث بوصفها رسائل سياسية ستبقى تتكرر حتى موعد إجراء الانتخابات في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويسود الشارعَ وفعاليات اجتماعية واسعة مزاجٌ سلبي من الاستحقاق الانتخابي، ذلك أن الأخير خرج تماماً من سيطرة ما يعرف بقوى التغيير والإصلاح، وبات ينذر بسيناريوهات مقلقة.
وتصر القوى الأساسية على إجراء الانتخابات في موعدها العام الحالي، مدفوعة بحماسة كبيرة لتحقيق حضور تشريعي واسع، لا سيما الأجنحة السياسية الممثلة للفصائل الشيعية المسلحة، إذ ترى أن الاقتراع المقبل فرصة متاحة لزيادة نفوذها في السلطتين التشريعية والتنفيذية، إضافة إلى رغبة معلنة في إنهاء ولاية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خصمها اللدود.
ويقول ناشطون في الحراك الاحتجاجي إن مقاطعة الانتخابات تهدف لتأجيلها إلى موعد آخر في ظروف آمنة أكثر، في محاولة لتفويت الفرصة على الجماعات المسلحة في الاستحواذ على المقاعد التشريعية.
وتكمن خطورة الانتخابات المقبلة، في نتائجها. ومهما كانت، فإن خسارة أو فوز طرفي النزاع ستترك البلاد أمام بؤر توتر جديدة ومستمرة، ففي حال فوز الممثلين السياسيين للفصائل المسلحة، فإن طليعة اجتماعية ناشئة ستبقى تحرك جبهة المعارضة والاحتجاج، بوصفها غير ممثلة في البرلمان.
أما خسارة الفصائل المسلحة، فإنها تعني تفعيل التوتر إلى درجات غير معهودة، يُمكن أن تبدأ بالطعن في الانتخابات، وقد تنتهي بضرب الحد الأدنى من التهدئة بين الفاعلين الشيعة.
... المزيد
سيناريوهات «مقلقة» لانتخابات العراق
دعوات لتأجيلها وسط مخاوف من سيطرة الميليشيات على الساحة
سيناريوهات «مقلقة» لانتخابات العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة