صحافي مغربي ينتقد إدراج اسمه ضمن «لائحة التجسس»

مصدر مسؤول: تقرير {قصص ممنوعة} أشار إلى استهداف محيط الملك فكيف يتم اتهام الرباط؟

TT

صحافي مغربي ينتقد إدراج اسمه ضمن «لائحة التجسس»

انتقد صحافي مغربي إدراج اسمه ضمن لائحة الصحافيين، الذين جرى الترويج لتعرض هواتفهم للتجسس باستعمال برنامج «بيغاسوس»، من طرف الائتلاف الدولي للصحافيين المعروف باسم «FORBIDDEN STORIES» (قصص ممنوعة).
وكتب أحمد نجيم، مدير موقع «كود»، أمس، مقالاً قال فيه إن ما وقع «أمر عبثي» لأن هذه المنظمة لم تتصل به، وقال بهذا الخصوص: «لم يسبق لي أن سلمت هاتفي لأحد لمعرفة هل تعرض للتجسس أم لا؟»، مضيفاً: «حتى لو عرفوا أن هاتفي تعرض للتجسس كان عليهم إخباري أولاً».
وكان ائتلاف «قصص ممنوعة»، الذي يضم 36 صحافياً من مختلف وسائل الإعلام الدولية، أعلن الشروع بدءاً من الأحد الماضي في نشر سلسلة من المقالات بشكل متزامن، تستهدف عدة دول، ضمنها المغرب، وتتهم هذا الأخير بأنه يقف وراء حملة التجسس. ويتعلق الأمر بـ«تحقيق» حول استخدام برنامج التجسس «بيغاسوس»، الذي تنتجه شركة إسرائيلية (NSO) لاستهداف هواتف شخصيات عبر العالم.
ومن المثير في تقرير الائتلاف ذكره أن نحو 10 أشخاص من محيط العاهل المغربي الملك محمد السادس، إضافة إلى آخرين مكلفين حراسته، جرى استهدافهم بالتجسس. كما جرى استهداف 35 صحافياً من المغرب والجزائر وفرنسا وإسبانيا، يضيف الائتلاف، وأيضاً استهداف المشتكيات في ملف الصحافي توفيق بوعشرين (المدير السابق لصحيفة «أخبار اليوم» المتوقفة عن الصدور، الذي يقضي عقوبة 15 سنة سجناً بعدة تهم، ضمنها الاتجار في البشر)، و25 محامياً من المغرب وفرنسا، و14 وزيراً حالياً فرنسياً، ونحو 15 من كبار المسؤولين الفرنسيين والبلجيكيين ينتمون لأحزاب أحزاب مختلفة، وأيضاً عدد من رؤساء الوزراء، ووزراء سابقون، ووزراء خارجية سابقون. والعشرات من السفراء والدبلوماسيين في فرنسا والجزائر، ومسؤولون كبار من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وبرلمانيون ووزراء وقادة سياسيون مغاربة، ومواطنون فرنسيون من المجتمع المدني، مقربون من نشطاء صحراويين، ومعارضون جزائريون.
وقال مصدر مغربي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن ائتلاف «قصص ممنوعة» معروف بحقده على المغرب، وهذه ليست الحملة الأولى له ضد المصالح الأمنية المغربية، مشيراً إلى أن استهداف محيط العاهل المغربي والمكلفين حراسته، يبين أن مسؤولين أمنيين مغاربة كانوا موضوع تجسس هذا البرنامج، وتساءل: «من هي الدولة أو الدول التي تقوم منذ أكثر من سنة باستعمال ائتلاف الصحافيين الدوليين ضد المغرب؟».
وشدد المصدر ذاته على أن الدولة تضمن حماية حقوق الأشخاص في المجال الرقمي، بحيث يمكنهم اللجوء إلى القضاء في حالة خضوعهم لمراقبة غير قانونية، كما يمكنهم التشكي لدى «اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي» (مؤسسة عمومية لحماية المعطيات الشخصية)، مثلما يمكن اللجوء إلى التشكي لدى المجلس الوطني لحقوق الإنسان (مؤسسة عمومية مختصة في مجال حقوق الإنسان)، الذي يملك صلاحيات عامة في مجال حماية حقوق الإنسان، كما يمكنه «التنصب» أمام القضاء في مثل هذه القضايا. إضافة إلى وجود «إدارة عامة لمراقبة سلامة أنظمة المعلومات»، التي تنبه المواطنين إلى مختلف المخاطر المتعلقة بالعالم السيبراني.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.