أميركا تتعهد «مستقبلاً سلمياً» لجميع الليبيين

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة (أ.ب)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة (أ.ب)
TT

أميركا تتعهد «مستقبلاً سلمياً» لجميع الليبيين

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة (أ.ب)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة (أ.ب)

استغلت السفارة الأميركية لدى ليبيا تهنئة وجهتها أمس إلى الليبيين بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بمستقبل «سلمي لجميع الليبيين»، بينما تمنى عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، أن تنعم البلاد بالأمن، وتتوحد كلمة أبنائها للنهوض بها نحو الازدهار والبناء.
وتزامن ذلك مع نشر وزارة الدفاع التركية صورا فوتوغرافية، أمس، لقيام عناصر عسكرية تركية بتدريب قوات تابعة لحكومة «الوحدة» في إطار اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية، مشيرة إلى أن العناصر التركية تقدم «تدريب القناصة» للجنود الليبيين.
إلى ذلك، اشتكى مجددا جهاز النهر الصناعي، أمس، من اعتداءات متكررة طالت مؤخرا عددا من الآبار، من بينها بئر بالحقل الجنوبي، يصل إنتاجها اليومي إلى أكثر من 5 آلاف متر مكعب من المياه يومياً، وانتقد في بيان له ما وصفه بعجز وغياب «كتيبة حماية المشروع» الموجودة بالحقول، رغم الدعم الممنوح لها. لافتا إلى أن منظومة «النهر الصناعي الحساونة - سهل الجفارة» تتعرض لأعمال سرقة وتخريب تطال حقول آبار المياه، ومحذرا من أن هذه الاعتداءات أصبحت تهدد بانهيار المنظومة بالكامل، وانقطاع المياه على أغلب المدن والمشاريع الزراعية، ما لم تتدخل الجهات المعنية لحماية حقول الآبار، وردع المخربين بشكل عاجل.
في شأن آخر، قال السفير محمد ثروت، رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في طرابلس، إن السفارة المصرية نجحت في ترحيل 140 مواطناً، بينهم 17 طفلاً أقل من 18 عاما إلى القاهرة أول من أمس، موضحا أن السفارة المصرية رتبت مع أجهزة الأمم المتحدة، ومنظمة الهجرة الدولية، برامج لإعادة تأهيل العائدين وتسهيل إدماجهم اقتصادياً واجتماعياً.
واستغلت وزارة الخارجية المناسبة لحث المواطنين مجددا على ضرورة توخي الحذر حتى لا تقع ضحية لشبكات «الهجرة غير المشروعة الإجرامية»، التي قد تُعرضهم لفقدان حياتهم في بعض الحالات.
في غضون ذلك، قال مكتب النائب العام الليبي إن النيابة العامة أنجزت جزءاً من إجراءات التحقيق الابتدائي وتقييم المعلومات والأدلة، أثناء مباشرة التحقيق في إطار البحث عن مرتكبي الأفعال المنسوبة إلى عناصر «تنظيم داعش»، عقب انتهاء العمليات الأمنية بمدينة سرت والمناطق المحيطة بها.
وقرر النائب العام رفع دعوى جنائية إلى القضاء، بموجب قرار اتهمت فيه النيابة العامة 54 شخصاً «ارتكبوا وقائع ماسة بأمن الدولة من جهتي الداخل والخارج».
وقالت النيابة إن المتهمين شرعوا في قلب نظام الدولة الدستوري، واستبدال شكل النظم الأساسية بواسطة استعمال وسائل كان العنف فيها ظاهرا، حيث عمدوا إلى اتخاذ سلوك أدى إلى سيطرة التنظيم على عدة مدن ليبية، وذلك باستعمال قوة السلاح، وأسسوا لهم نظاما إدارياً وأمنياً وعسكريا مستقلا عن الإدارة العامة للدولة الليبية.
كما نوهت النيابة إلى أن المتهمين استعملوا بشكل ملحوظ قنابل ومفرقعات ومفخخات لغرض تحقيق غرض التنظيم، وارتكبوا أفعالا كانوا يرمون من خلالها إلى التخريب والقتل بقصد المساس بسلامة الدولة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.