لبيد يسعى إلى سفارة إسرائيلية في المغرب

بعد إعلانه زيارته الرباط الشهر المقبل

مصافحة بالكوع في الكنيست أمس بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيت ووزير الخارجية لبيد (أ.ب)
مصافحة بالكوع في الكنيست أمس بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيت ووزير الخارجية لبيد (أ.ب)
TT

لبيد يسعى إلى سفارة إسرائيلية في المغرب

مصافحة بالكوع في الكنيست أمس بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيت ووزير الخارجية لبيد (أ.ب)
مصافحة بالكوع في الكنيست أمس بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيت ووزير الخارجية لبيد (أ.ب)

أعلن رئيس الوزراء البديل وزير الخارجية في الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أمس الاثنين، أنه سيطرح على مضيفيه المغاربة خلال زيارته القريبة إلى الرباط، اقتراح تحويل مكتب الارتباط الإسرائيلي إلى سفارة.
وقال لبيد، خلال لقائه نواب كتلته البرلمانية، إنه خلال محادثته الهاتفية الأخيرة مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، مساء الجمعة الماضي، اتفق معه على زيارتين متبادلتين. وسيبدأ لبيد بزيارة المغرب في شهر أغسطس (آب) المقبل، على أن تعقبها زيارة بوريطة لاحقاً إلى تل أبيب. وكتب لبيد، في منشور له على «تويتر»: «في نهاية الأسبوع الماضي، اتفقت مع وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، على أول زيارة رسمية لوزير خارجية إسرائيلي إلى المغرب، في إطار تجديد العلاقات الدبلوماسية الكاملة. وستأتي الزيارة بعد افتتاح الرحلات المباشرة إلى المغرب نهاية الشهر الحالي».
وعدّ لبيد زيارته هذه «حدثاً تاريخياً»، وقال: «أود أن أشكر ملك المغرب، محمد السادس، على دوره في تعزيز الزيارة وتجديد العلاقات. وأؤكد لكم أن هذه الزيارة ستكون نقطة الانطلاق لاتفاقيات السياحة والتجارة والتعاون الاقتصادي والسياسي الشامل، بين البلدين». ولم يعط الوزير لبيد معلومات إضافية عن افتتاح سفارة إسرائيلية في الرباط، أو رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع المغرب. لكنه أكد أن الوزير بوريطة سيأتي إلى إسرائيل لكي يفتتح في تل أبيب مكتباً تمثيلياً لتبادل المصالح؛ الأمر الذي فهم منه أن الحديث عن سفارة ما زال في طور البدايات ولا يوجد فيه حتى اتفاق مبدئي.
وعدّ لبيد العلاقات مع المغرب جزءاً من النشاطات الدبلوماسية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتعزيز مكانة بلاده بين الأمم وتحسين علاقاتها مع دول الجوار، وحل المشكلات العالقة التي عقدتها الحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو. وقدم مثلاً على ذلك بـ«العلاقات مع الأردن، التي شهدت انفراجاً كبيراً في الأسابيع الماضية». وحاول أن يشرح أن «تحسن العلاقات مع الأردن لا يعتمد فقط على زيادة كميات المياه التي تقوم إسرائيل بتزويدها لهم، بل على العلاقات الاستراتيجية برمتها». وأكد أن حكومته «تأخذ في الحسبان مصالح الأردنيين والفلسطينيين في المسجد الأقصى». وضمن ذلك؛ أوضح أن «ما نشر خطأ عن إعلان رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، عن السماح لليهود بالصلاة في رحاب الأقصى يجب أن يفهم بحدوده وعدم تضخيمه». وقال: «ليس هناك أي تغيير في الوضع الراهن الـ(ستاتيكو) فيما يتعلق بالحرم القدسي». وكشف عن أنه تحدث إلى المسؤولين في الأردن، وأبلغهم بأن «الحكومة الإسرائيلية الحالية ستحافظ على الـ(ستاتيكو) الذي اتبعته الحكومات الإسرائيلية السابقة، والذي ينص على أن لليهود الحق في زيارة المسجد الأقصى، ولكن ليس للصلاة، فحرية العبادة في الأقصى هي للمسلمين».
يذكر أن لبيد يخطط لزيارات إلى الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا، وكذلك عدد من الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، علماً بأنه كان قد زار الإمارات والأردن وبروكسل.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».