اضطر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للالتزام بحجر إثر إصابة وزير الصحة ساجد جاويد بكوفيد – 19، عشية رفع القيود الصحيّة المرتبطة بالوباء في إنجلترا، في اليوم الذي أصبح يُعرف في إنجلترا بـ«يوم الحرية»، ما يفاقم المخاوف والارتباك.
وأدى فيروس كورونا إلى وفاة أكثر من 128 ألفاً و600 شخص في بريطانيا حيث يرتفع عدد الإصابات بشكل كبير منذ أسابيع وبلغ أكثر من 585 ألفاً خلال الشهر الجاري. وبريطانيا هي البلد الذي سجل أكبر عدد من الإصابات بكورونا في أوروبا. وقد تجاوز عدد الإصابات الجديدة 54 ألفاً. وأعلن متحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء أمس الأحد أن بوريس جونسون ووزير المالية ريشي سوناك خالطا مصاباً بكورونا، بعد اجتماعهما هذا الأسبوع مع وزير الصحة ساجد جاويد الذي أفاد أول من أمس (السبت) بإصابته بالفيروس.
وكان المتحدث نفسه ذكر أن جونسون وسوناك لن يخضعا لحجر صحي كامل «لأنهما سيشاركان في برنامج تجريبي للفحوصات اليومية لكشف الإصابات» سيسمح «لهما بمواصلة العمل من المكتب». لكن بعد تنديد المعارضة التي اعتبرت أن الحكومة تضع نفسها «فوق القانون»، أعلن مكتب رئيس الوزراء أن الرجلين سيلتزمان بحجر كامل. وبناء على ذلك، فإن بوريس جونسون «سيواصل عقد اجتماعات مع الوزراء عن بعد» من مقره الريفي في شمال غربي لندن.
ورغم ارتفاع الأرقام، أكد جونسون هذا الأسبوع رفع كل القيود المتبقية تقريباً في إنجلترا اعتباراً من اليوم (الاثنين)، بما في ذلك فرض وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، مفضلاً الاعتماد على «المسؤولية الفردية» للوقاية من الفيروس. ويحاول رئيس الوزراء البريطاني البناء على نجاح حملة التطعيم السريعة التي بدأت في يناير (كانون الثاني) وقادت إلى تطعيم ثلثي البالغين بالكامل. وقد خففت الحملة أعداد حالات الاستشفاء والوفيات، ما سمح لنظام الصحة العام بتلقط أنفاسه.
واعتباراً من اليوم لن يكون العمل عن بُعد هو القاعدة. وستفتح قاعات الحفلات والملاعب بكامل طاقتها، وستكون العلب الليلية قادرة مرة أخرى على استقبال الزبائن وسترفع القيود على عدد الأشخاص المسموح لهم بالتجمع. وسيوضع حد لإلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل المشترك والمتاجر، لكن السلطات ستوصي الناس بمواصلة التوقي قدر الإمكان. ويثير تخفيف القيود الصحيّة مخاوف في ظل ارتفاع عدد الإصابات نتيجة انتشار المتحورة دلتا شديدة العدوى. وقد أقر وزير الصحة بأنه من المحتمل أن يصل عدد الإصابات اليومية إلى 100 ألف هذا الصيف.
في هذا السياق، دعت مجموعة من العلماء الدوليين المؤثرين يوم الجمعة الحكومة البريطانية إلى التراجع عن قرارها الذي «يهدد بتقويض جهود السيطرة على الوباء لا فقط في المملكة المتحدة، ولكن أيضاً في بلدان أخرى». وقال وزير الصحة السابق جيريمي هانت إن الوضع «خطر للغاية» مع تزايد عدد حالات الاستشفاء، ما قد يدفع الحكومة إلى إعادة فرض قيود كما حصل في إسرائيل وهولندا مثلاً.
من جهته، وفي تصريحات لقناة «سكاي نيوز»، أقر وزير الإسكان والمجتمعات روبرت جينريك بأنه «ستكون هناك أسابيع صعبة للغاية مقبلة». وبالإضافة إلى المصابين، يُطلب من جميع الأشخاص الذين خالطوهم البقاء في المنزل لعشرة أيام. وتزيد الدوائر الاقتصادية ضغوطها على السلطات الصحية لمراجعة التطبيق الإلكتروني الذي تستخدمه بسبب ارتفاع عدد المخالطين وما يرتبط بذلك من نقص محتمل في عدد الموظفين في بعض القطاعات. وقد اضطرت شركة مترو أنفاق لندن يوم السبت إلى إيقاف أحد خطوطها لعدم وجود عدد كافٍ من الموظفين في غرفة التحكم.
وسيدخل تخفيف للقيود الحدودية على بعض الوجهات حيز التنفيذ اليوم. وبموجب هذا التعديل، لن يحتاج الأشخاص الذين طعموا بالكامل في المملكة المتحدة للالتزام بحجر صحي لدى عودتهم من دول مصنفة على أنها «برتقالية» وبينها العديد من الوجهات السياحية مثل إيطاليا وإسبانيا. وستستثنى فرنسا من تخفيف القيود بسبب «الوجود المستمر» لإصابات بالمتحورة بيتا، وفق ما أفادت الحكومة.
وأكد مستشار علمي بالحكومة البريطانية عشية رفع قيود كورونا في إنجلترا أنه «أمر لا مفر منه تقريباً» أن تصل حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى مائة ألف حالة يومياً، إلى جانب ألف حالة دخول للمستشفيات يوميا. وقالت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» أمس إن البروفسور، نيل فيرجوسون من جامعة «أمبريال كوليدج لندن» وعضو في المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ «ساجا» صرح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأن تلك الأرقام ربما تتضاعف.
ورداً على سؤال: «إلى أين تتجه البلاد، وسط رفع القيود قال فيرجوسون: من الصعب للغاية الجزم، لكن أعتقد أن مائة ألف حالة يومياً أمر لا مفر منه تقريباً». وألقى الضوء على تخفيف الإجراءات، بالتزامن مع بدء عطلات المدارس.
رئيس وزراء بريطانيا في الحجر عشية «يوم الحرية»
الخبراء يتوقعون ارتفاع الإصابات إلى 100 ألف يومياً
رئيس وزراء بريطانيا في الحجر عشية «يوم الحرية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة