بدء إجراءات تشكيل لجنة تحقيق في أكبر قضية فساد بإسرائيل

الائتلاف السياسي الجديد بإسرائيل في مواجهة ملفات فساد نتنياهو (إ.ب.أ)
الائتلاف السياسي الجديد بإسرائيل في مواجهة ملفات فساد نتنياهو (إ.ب.أ)
TT

بدء إجراءات تشكيل لجنة تحقيق في أكبر قضية فساد بإسرائيل

الائتلاف السياسي الجديد بإسرائيل في مواجهة ملفات فساد نتنياهو (إ.ب.أ)
الائتلاف السياسي الجديد بإسرائيل في مواجهة ملفات فساد نتنياهو (إ.ب.أ)

رغم وجود اعتراضات داخل الائتلاف الحكومي، اتفق وزيرا الأمن بيني غانتس، والقضاء غدعون ساعر، على الشروع في النقاش والبدء في عمل طواقم من وزارتيهما، لفحص اقتراح غانتس تشكيل لجنة تحقيق رسمية في قضية الغواصات والقطع البحرية، التي تعدّ أكبر قضية فساد في التاريخ الإسرائيلي.
وقد أعلن الوزيران عن هذا الاتفاق في بيان مشترك لهما، أمس الأحد، مؤكدين أنهما مقتنعان بضرورة إجراء التحقيق لتمتين سلطة القانون ومنع المساس بالجيش أو تلويثه بالفساد.
المعروف أن ما تعرف بـ«قضية الغواصات» وكذلك «الملف 3000»، يعودان إلى أواسط العقد الماضي؛ إذ قرر رئيس الوزراء في حينه، بنيامين نتنياهو، شراء 4 غواصات من شركة بناء السفن الألمانية «تيسنكروب»، للجيش الإسرائيلي من دون الرجوع إلى وزير الأمن في حكومته، موشيه يعلون، ومن دون موافقة الجيش. وتبين أن حجم الصفقة يصل إلى حدود 4 مليارات يورو. وقد أثيرت شبهات بوجود منتفعين تلقوا رشى. وجرى التحقيق فيها مع كل من قائد سلاح البحرية سابقاً الميجور جنرال أليعيزير (تشيني) ماروم، والمحامي ديفيد شيمرون، قريب عائلة نتنياهو، اللذين تقرر لاحقاً عدم تقديمهما إلى العدالة لعدم وجود أدلة إدانة ضدهما. وتجري محاكمة أفريئيل بن يوسيف، الذي كان نائب رئيس مجلس الأمن القومي في حكومة نتنياهو، وديفيد شاران، الذي كان مدير عام ديوان رئاسة الوزراء... وغيرهما. وقرر المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، عدم إجراء تحقيق مع نتنياهو لعدم وجود شبهات مقنعة. لكن الوزير السابق يعلون رفض هذا الاستنتاج، وقال إنه واثق بأن نتنياهو متورط حتى أذنيه بهذه القضية. وراح يطالب بتشكيل لجنة تحقيق قضائية لكشف الحقيقة كاملة. وقال إنه يعدّها «أخطر فضيحة فساد في تاريخ إسرائيل؛ أولاً لحجمها الضخم، وثانياً لأنها تمس عضد الدولة وقدس أقداسها؛ المؤسسة العسكرية».
وقد تبنى هذا المطلب، وزير الأمن غانتس، الذي شغل منصب رئيس أركان الجيش في السنوات من 2011 – 2015، ووضعه على رأس اهتمامه منذ تشكيله حزب «كحول لفان». وعندما أعلن الوزير ساعر رفضه هذا المطلب، اجتمع به غانتس مرات عدة، وأقنعه بأن هناك قضية فساد خطيرة لا بد من الكشف عن أسرارها. وفي الأيام الأخيرة وافق ساعر على إطلاق الاستعدادات لهذا التحقيق، بوصفه وزيراً للقضاء، ولكنه قال إنه يريد أن يبدأ العمل على هذه القضية خلف أبواب موصدة وليس في العلن، مقترحاً أن يتم ذلك بالتعاون مع المستشار القضائي للحكومة مندلبليت.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.