خدمة «الإعاشة»... تفاصيل فندقية تراعي اختيارات ضيوف الرحمن

TT
20

خدمة «الإعاشة»... تفاصيل فندقية تراعي اختيارات ضيوف الرحمن

بخدمات فندقية تلبي رغبات الحجاج وتتلاءم مع احتياجاتهم، حضرت وجبات الإعاشة مسبقة التحضير في حج هذا العام الاستثنائي مصاحبة لتطلعات ضيوف الرحمن خلال رحلتهم الروحانية لأداء الشعيرة، إذ أتيح لهم اختيار وجباتهم اليومية من قائمة الطعام عبر تطبيق بطاقة «شعائر الذكية» ضمن حزمة من الخدمات الرقمية المتعددة والمتنوعة التي سخرت لهم وصولاً إلى حج آمن وصحي.
وقدمت وجبات الإعاشة مسبقة التجهيز بشكل كامل لكافة الحجاج والقائمين على خدمتهم، بعدما قامت وزارة الحج والعمرة وبالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص بتجهيز وجبات الإعاشة بما يوفر الاحتياج الغذائي للحجاج لتأدية مناسكهم ضمن منظومة موثوقة المصدر، في الوقت الذي تخضع عملية التخزين لاشتراطات وأجهزة رقابة عالية المستوى.
وراعت وجبات الإعاشة مسبقة التجهيز القيمة الغذائية بما يتلاءم مع احتياجات الحاج لمن لديه حالات خاصة مثل الحساسية وخلافه، وأن تكون بجودة نوعية مع تطبيق المعايير المعتمدة لأمن وسلامة الغذاء.
وقال عبد الرحمن الحقباني رئيس المجلس التنسيقي لحجاج الداخل إن خدمة الإعاشة مسبقة التجهيز ستطبق هذا العام 100 في المائة بعدما طبقت في السنوات الثلاث الماضية بنسبة مختلفة تدريجياً، مشيراً إلى تعاقد المجلس التنسيقي مع جهة استشارية تولت مهمة تقديم الاستشارات لشركات ومؤسسات الداخل على أسس علمية في هذا المجال.
وأوضح الحقباني أن الشركات والمؤسسات قامت قبل بدء موسم الحج بالتعاقد مع المصانع المعتمدة من هيئة الدواء والغذاء وعن طريق مقاولين يقدمون هذه الخدمة ومؤهلين من الأمانة العامة للعاصمة المقدسة. مشيراً إلى تجهيز أكثر من مليون وجبة (إفطار وغداء وعشاء) مسبقة التحضير ستقدم لحجاج هذا العام خلاف الوجبات الخفيفة «السناك» وجميعها مسبقة التجهيز ووفق أعلى معايير الجودة والسلامة ضمن منظومة إعاشة موثوقة المصدر، بإشراف مباشر من الجهات ذات الاختصاص.
وحرص مسؤولو وزارة الحج والعمرة بالمملكة بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة والجهات ذات الاختصاص بالقيام بجولات ميدانية سبقت بدء موسم الحج للتأكد من جاهزية وجودة وسلامة الغذاء المقدم لضيوف الرحمن في حج هذا العام.
وتشمل خدمات الإعاشة الرئيسية الوجبات: «الإفطار والغداء والعشاء» والضيافة من مشروبات ومأكولات خفيفة، وحددت وزارة الحج والعمرة في وقت سابق تقديم وجبات إعاشة مسبقة التحضير بحيث تقدم كوجبات فردية وحددت 5 اشتراطات بأن تكون آمنة ومنتجة وفقاً للاشتراطات الهيئة العامة للغذاء والدواء وتراعي الاحتياج الغذائي حسب رحلة ضيوف الرحمن، إضافة إلى أن تكون ذات جودة ونوعية تتماشى مع تطلعات الحجاج.
واشترطت أن يكون التعاقد من قبل شركة خدمة الحجاج على تقديم الخدمة مع متعهد إعاشة مؤهل لمعايير واشتراطات وضعتها مع أمانة العاصمة المقدسة لإعاشة الحجاج عبر المسار الإلكتروني والمربوط بمنصة إعاشة.
وعن استقبال الحجاج في المخيمات، قال الحقباني: «كل مخيم مجهز بأفضل الوسائل التي تضمن راحة الحاج، مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية ومنها التباعد الجسدي حفاظاً على سلامة الحجيج وصحتهم إلى جانب توفير الكمامات والمعقمات في مخيمات الحجاج ووجود عيادة صحية وجهاز طبي للرجال وآخر للنساء وقسم عزل صحي»، مشيراً إلى أن عدد الحجاج في الخيمة في الخدمات المميزة 3 حجاج فقط وفي خدمات الضيافة 4 حجاج وفي باقة الأبراج تضم الصالة لـ8 حجاج فقط بعد أن كانت في السابق تتجاوز 14 حاجا. وكشف الحقباني عن تنفيذ شركات ومؤسسات الداخل العديد من البرامج والمبادرات التوعوية، مشيراً إلى تكليف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لـ135 من الدعاة لمرافقة حملات حجاج الداخل ضمن إطار الجهود التي تقدمها الوزارة لتوعية الحجاج بأعمال الحج.
واستقبل 71 مخيماً و6 أبراج الحجاج القادمين لأداء النسك لهذا العام، وفق الإجراءات الاحترازية والاشتراطات والبروتوكولات الصحية الوقائية المعتمدة، حيث سيتم تسكين 5 آلاف حاج في الأبراج، و55 ألف حاج في المخيمات ووضعت الوزارة ضوابط وآليات لتنظيم عملية دخول الحجاج وخروجهم من المخيمات والأبراج، بهدف ضمان تطبيق إجراءات ومنها الفرز البصري والحراري أثناء وجودهم في مشعر «منى» يوم التروية وأيام التشريق، وفق الإجراءات المتبعة لتحقيق سلامة الحجاج.



اعتماد الخطة التنفيذية لـ«وثيقة بناء الجسور» بين المذاهب الإسلامية

مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها ثمَّنوا جهود إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور» (الشرق الأوسط)
مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها ثمَّنوا جهود إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور» (الشرق الأوسط)
TT
20

اعتماد الخطة التنفيذية لـ«وثيقة بناء الجسور» بين المذاهب الإسلامية

مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها ثمَّنوا جهود إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور» (الشرق الأوسط)
مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها ثمَّنوا جهود إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور» (الشرق الأوسط)

تبنَّى كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها من كل المذاهب والمدارس الإسلامية، السبت، «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي»، واعتمدوا الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية».

جاء ذلك في ختام النسخة الثانية من المؤتمر الدولي الذي انعقد يومي 6 و7 مارس (آذار) الحالي في مكة المكرمة (غرب السعودية)، تحت عنوان «نحو مؤتلفٍ إسلاميٍّ فاعِل»، تحت رعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمشاركة واسعة من ممثلي المذاهب والمدارس الإسلامية من نحو 90 دولة.

المؤتمر عزز التآخي والتضامن الإسلامي بين المذاهب كافة (رابطة العالم الإسلامي)
المؤتمر عزز التآخي والتضامن الإسلامي بين المذاهب كافة (رابطة العالم الإسلامي)

وأكّد كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها، في البيان الختامي، على موقفهم الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضِه، ورفْض مشاريع التهجير والتدمير، ومطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وتشكيل وفودٍ من علماء الوثيقة؛ لحشد الجهود العالمية من الشخصيات الدينية والمجتمعية المؤثرة لنصرة قضيته، واستعادة حقوقه.

وشهد المؤتمرونَ تدشين «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي» التي أشرف على إعدادها مركز الحماية الفكرية بوزارة الدفاع بالسعودية، وقام بإعدادها 60 عالماً، في نحو 1800 صفحة، وتم تحكيمها من قِبَل الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية، وعدد من أعضاء الهيئة، ومجمع الفقه الإسلامي، والمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي لتكون خريطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع.

الدكتور محمد العيسى لدى تدشينه «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي» (رابطة العالم الإسلامي)
الدكتور محمد العيسى لدى تدشينه «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي» (رابطة العالم الإسلامي)

«الوثيقة» أساس مسار العمل المشترك

وقرَّرَ المؤتمرون اعتبارَ «وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» ببنودها 28 الأساس والمنطلَق في مسار العمل الإسلامي المشترك «علميّاً» و«فكريّاً»، في أفق تعزيز التآخي والتضامن بين شعوب الأمّة المسلمة.

وأعلنوا تبنّي «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي» التي أعدّها مركز الحماية الفكرية بالسعودية، والعمل على التعريف بها، ونشرها في مختلف الأوساط العلمية والمناسبات الدولية؛ لتكون خريطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية، وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع. كما أعلنوا اعتماد «الخطة الاستراتيجية والتنفيذية» لـ«وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية».

وقرر المؤتمرون تعديل مسمى «اللجنة التنسيقية»، في الوثيقة إلى «المجلس التنسيقي بين المذاهب الإسلامية»، واعتماد نظام المجلس، ومقترح تسمية رئيسه وأعضائه وأمينه، على أن يتولى المجلس العمل على مسارات تفعيل بنود الوثيقة في المجتمعات المسلمة، والإشراف على تنفيذ «الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، ومتابعة البرامج والمبادرات المنبثقة عنها.

جانب من تلاوة البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثاني في مكة المكرمة (رابطة العالم الإسلامي)
جانب من تلاوة البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثاني في مكة المكرمة (رابطة العالم الإسلامي)

جائزة سنوية

وأعلنوا إطلاق جائزة سنوية تُقدَّم للروّاد من المؤسسات والأفراد الذين يُسهمون في تحقيق أهداف الوثيقة، وشدَّد المؤتمرون على اعتزازهم بالهوية الجامعة، وتمسُّكهم بأصول الإسلام ومحكماته، ودعوا إلى أهمية احترام وجود التنوع الإسلامي، والتعامل في مسائل الخلاف ضمن الأُطر الإسلامية المؤسَّسة على أدب الخلاف، وعدم الانجرار إلى مزالق التكفير ومخاطر التناحر والتنابز.

وحذَّر المشاركون من تبعاتِ ما تشهدُهُ بعضُ الوسائط الإعلامية من سِجالاتٍ حادة تُوغر الصدور وتثير النزاع والفرقة بذرائع تجلب من المفاسد أعظم مما تتوهَّمه من المصالح، مثمِّنين الجهود النوعية للرابطة في إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور»، على أُسُسٍ متينة من حكمة الشرع وسعته، وحرصها ألا يكون هذا المسلك مبادرةً آنيةً فحسب، بل برامج عملية، وشراكاتٍ استراتيجية تستثمر المُشتَرك الواسع، نحو مستقبل أكثر تكاملاً وتلاحماً بين أبناء الأمة الإسلامية.

أكد المؤتمر على منجزات وثيقة «بناء الجسور بين المذاهب» الصادرة العام الماضي (رابطة العالم الإسلامي)
أكد المؤتمر على منجزات وثيقة «بناء الجسور بين المذاهب» الصادرة العام الماضي (رابطة العالم الإسلامي)

التأكيد على المسار الوحدوي

وأكَّد المؤتمرون من علماء ومفتين ومفكرين عزمهم على المُضيِّ قدماً نحو الطموح الكبير لوثيقة مؤتمرهم التأسيسي، التي وضعت أسس مسار أخوّتهم وتضامنهم على أصول الإسلام ومشتركاته الكلية، واتخاذ خطوات أبعد في هذا المسار الوحدوي، بوصفها وثيقة عملية تجاوزت مُعادَ الحِوَارات ومُكرَّرها التي استوت على سوقها من سنين، مشددين على أنه لم يبقَ سوى التفعيلِ والعملِ وهو بناء الجسور في مسيرة التضامُن الإسلامي «نحو مؤتلف إسلاميٍّ فاعِل» وفق عملٍ منهجيٍّ تتبلور فيه الوثيقة في مبادراتٍ ومشروعاتٍ تُعزِّز الوعي الإسلامي مرسخةً منهج اعتداله، وداحضةً خطاب الطائفية ومُمارساتِها.

وتقدَّم المشاركون في المؤتمر بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما يضطلعان به من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين، في إطار ما تقدمه السعودية من الجهود الدؤوبة والحثيثة لائتلافهم، وتآخي مكوّناتهم، وتعزيز تضامنهم، في سياق دورها الريادي.

المؤتمر شهد التأكيد على أهمية تجاوز الخلافات والانطلاق نحو آفاق أرحب من التعاون والتضامن (رابطة العالم الإسلامي)
المؤتمر شهد التأكيد على أهمية تجاوز الخلافات والانطلاق نحو آفاق أرحب من التعاون والتضامن (رابطة العالم الإسلامي)

وشارك في الجلسة العلمائية الرفيعة المخصصة لتلاوة البيان الختامي، كُلٌّ من الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين، والشيخ الدكتور صالح بن حميد المستشار في الديوان الملكي السعودي إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس رئيس الشؤون الدينية بالحرمين إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ أحمد مبلغي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، والدكتور مصطفى قطب سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور يوسف بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، والشيخ محمد عسيران مفتي صيدا اللبنانية.