البيئة في مجلات الشهر: مخاطر بيئية على الصحة وتخزين الكربون في صخور عُمان

البيئة في مجلات الشهر: مخاطر بيئية على الصحة وتخزين الكربون في صخور عُمان
TT

البيئة في مجلات الشهر: مخاطر بيئية على الصحة وتخزين الكربون في صخور عُمان

البيئة في مجلات الشهر: مخاطر بيئية على الصحة وتخزين الكربون في صخور عُمان

مخاطر المشاكل البيئية على صحة الإنسان كانت من أبرز اهتمامات الإصدارات الجديدة للمجلات العلمية في مطلع شهر يوليو (تموز) 2021. ومن المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في وفاة الملايين حول العالم نتيجة موجات الحر، كما ستضطر البشرية إلى التعامل مع الضجيج مثلما تفعل مع الطاعون والكوليرا، فيما لا يزال الأثر الصحي للميكروبلاستيك موضوعاً جديداً للدراسة نسبياً. وكشف مقال عن خصائص محددة في جبال سلطنة عمان الصخرية تؤهلها للمساهمة في الحد من تغير المناخ، من طريق تخزين واحتباس كميات كبيرة من الكربون.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
صدر غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) تحت عنوان «مقارعة الطقس الحار». ويتسبب تغير المناخ على نحو متزايد في دفع كثير من الناس للعيش في نطاقات حارة غير مريحة. وبغضون 50 سنة، من المتوقع أن يعيش نحو ثلث سكان العالم في مناطق تماثل الصحراء الكبرى بحرارة تصل إلى 40 درجة مئوية. ولمواجهة تغير المناخ، لا بد من تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير، وفي حال الفشل بذلك قد يصل عدد الوفيات في الولايات المتحدة نتيجة الحر إلى أكثر من 100 ألف شخص سنوياً مع نهاية هذا القرن. ويبلغ الخطر أقصاه في مناطق أخرى حيث ستكون الوفيات في الهند مثلاً نحو 1.5 مليون شخص سنوياً.
- «نيو ساينتست»
أجرت مجلة نيو ساينتست (New Scientist) حواراً مع الباحثة في البنى التحتية الحضرية المستدامة الدكتورة آنو راماسوامي حول مستقبل المدن الخضراء. وتتجاوز راماسوامي النظرة إلى المدن على أنها غابات خرسانية ذات حدود واضحة، فتعتبرها نظماً ديناميكيةً معقدةً يمتد تأثيرها إلى أماكن بعيدة، وهي مثل الكائنات الحية لديها عملية استقلاب للموارد الخاصة بها. وتدرس راماسوامي مع فريقها في جامعة برينستون الأميركية آلية تدفق المواد والطاقة عبر المدن وتأثيرها على رفاهية الإنسان والكوكب، وذلك من خلال تقييم أنظمة الإمداد التي تدعمها، لا سيما المأوى والمياه والغذاء والطاقة والمواصلات والصرف الصحي والمساحات الخضراء، وأثر كل هذا على الصحة.
- «ساينتفك أميركان»
أجرت ساينتفك أميركان (Scientific American) تحقيقاً مصوراً عن جبال الحجر في سلطنة عمان والأبحاث المستمرة حول تكويناتها الصخرية التي قد تساهم في حل مشكلة تغير المناخ العالمي. وتعد المنطقة غنية بتكشفات «البيريدوتيت»، وهو صخر ناري جوفي يتفاعل مع ثاني أوكسيد الكربون والأوكسيجين المذاب في مياه الأمطار، ليشكل عروقاً صلبةً من الكربونات التي تحفر عميقاً في عمق الحجر مثل جذور الأشجار. وتشير التقديرات إلى أن هذه التكشفات الصخرية تمعدن نحو 100 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً. ويمكن تطوير أساليب وعمليات هندسية لجعل الصخور العمانية قادرةً على تحييد مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون لكل كيلومتر مكعب من الصخور سنوياً، علماً أن كمية «البيرودوتيت» في عمان تبلغ نحو 1500 كيلومتر مكعب.
- «ديسكفر»
تناولت ديسكفر (Discover) مسألة الهدر في الموارد نتيجة التطور التقني، مثلما يحدث بسبب الإدمان على التسوق عبر الإنترنت. ويمكن أن يتحول التسوق عبر الإنترنت من ممارسة مريحة للمستهلك إلى سلوك ضار ينطوي على التبذير. وتشير الاستطلاعات إلى أن أغلب الأميركيين يفضلون الشراء عبر الإنترنت، وأن نحو 6 في المائة منهم يكافحون للسيطرة على إنفاقهم عبر العالم الرقمي. وتشير مراجعة بحثية أجريت سنة 2016 إلى أن مدمني الشراء عبر الإنترنت نادراً ما يستخدمون المواد التي اشتروها، وهم يشعرون بالخزي وخيبة الأمل بعد فترة وجيزة من شرائهم منتجات أو خدمات لا يحتاجونها حقاً.
- «ساينس إيلوسترتد»
استعرضت ساينس إيلوسترتد (Science Illustrated) الخيارات المتاحة لجعل التحول نحو الطاقة الخضراء أكثر سهولة وقابلية للتطبيق. ففي مسألة البطالة، سيؤدي التحول الأخضر لخلق فرص عمل تزيد عن الوظائف المفقودة في قطاع الوقود الأحفوري. ويمكن توظيف شبكة توزيع الغاز الطبيعي ضمن المدن باستخدامها في نقل الهيدروجين. وسيساعد تدوير المعادن النادرة، كتلك المستخدمة في بطاريات الليثيوم، في إقلال التلوث الناتج عن التنقيب. كما ستساعد المواصلات الفائقة في الشبكات العامة على إقلال ضياعات نقل الطاقة. ويمكن لمحاكاة شكل وحركة جناح ألبومة في تصميم مراوح توربينات الرياح معالجة مسألة الضجيج.
- «بي بي سي ساينس فوكاس»
ناقشت بي بي سي ساينس فوكاس (BBC Science Focus) مشكلة الجزيئات البلاستيكية الدقيقة «ميكروبلاستيك» ومخاطرها على صحة الإنسان. ويتكون الميكروبلاستيك من تفتت اللدائن نتيجة تعرضها لأشعة الشمس، أو بسبب تلف المواد البلاستيكية واهترائها نتيجة العوامل الفيزيائية، حيث يتسبب غسل كيلوغرام واحد من الملابس بتحرير نحو 1.5 مليون جزء ليفي بلاستيكي، على سبيل المثال. ولا يزال الأثر الصحي للميكروبلاستيك موضوع دراسة جديد نسبياً، وتشير الأدلة التجريبية إلى أن ابتلاع مستويات عالية من خرز البوليسترين يؤثر على الجهاز التناسلي في الجرذان، وتنطوي الجسيمات الأصغر على مخاطر صحية أكبر.
- «ساينس نيوز»
«الحرائق الزومبي» كان أحد المواضيع في العدد الأخير من ساينس نيوز (Science News). والحرائق الزومبي تحدث في غابات القطب الشمالي في ألاسكا وسيبيريا والأقاليم الشمالية الغربية لكندا، وهي تعاود الاشتعال فجأة في الشتاء بعد إخمادها نتيجة غنى التربة بالكربون والميثان. ويتخوف باحثون من أن يؤدي تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة الأرض إلى زيادة عدد الحرائق الزومبي في المستقبل، وما يعنيه ذلك من انبعاث مئات ملايين الأطنان من غاز ثاني أوكسيد الكربون.
- «ذا ساينتست»
مخاطر الضوضاء على صحة الإنسان كان من أبرز المواضيع في مجلة ذا ساينتست (The Scientist). وقبل أكثر من 100 عام، توقع الطبيب الألماني روبرت كوخ، الحائز على جائزة نوبل، أن تضطر البشرية لمكافحة الضوضاء بقوة كما تفعل مع الطاعون والكوليرا. ويمكن للضوضاء أن تسبب اضطرابات النوم، وتثير الغضب، وتنتج عنها حالات مثل طنين الأذن وأمراض القلب التاجية، كما تؤدي إلى ضعف الذاكرة والتعلم لدى الأطفال. وكان تقرير صادر عن وكالة البيئة الأوروبية ربط بين التعرض لضجيج وسائط النقل ونحو 1.7 مليون حالة إضافية من ارتفاع ضغط الدم، و80 ألف حالة دخول إضافية إلى المستشفيات، و18 ألف حالة وفاة مبكرة بسبب أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية في أوروبا كل عام.


مقالات ذات صلة

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة أنثى «الحوت القاتل» الشهيرة «أوركا» أنجبت مجدداً

«أوركا» تنجب مجدداً... والعلماء قلقون

قالت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن أنثى الحوت القاتل (التي يُطلق عليها اسم أوركا)، التي اشتهرت بحملها صغيرها نافقاً لأكثر من 1000 ميل في عام 2018 قد أنجبت أنثى

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)

صعوبة في تفسير الارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)
درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)
TT

صعوبة في تفسير الارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)
درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)

يُعدّ الاحترار الذي يواجهه العالم منذ عقود بسبب غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية مسألة معروفة، لكنّ درجات الحرارة العالمية التي حطّمت الأرقام القياسية سنة 2023 ومرة جديدة عام 2024، تجعل العلماء يواجهون صعوبة في فهم ما يحدث.

وقد أثبتت الأوساط العلمية أنّ حرق الوقود الأحفوري وتدمير المساحات الطبيعية مسؤولان عن احترار المناخ على المدى البعيد، والذي يؤثر تباينه الطبيعي أيضا على درجات الحرارة من عام إلى آخر.

لكنّ أسباب الاحترار الكبير الذي شهدته سنة 2023 وكذلك 2024، تبقى موضع جدل كبير بين علماء المناخ، إذ يتحدث البعض عن احتمال أن يكون الاحترار حصل بشكل مختلف أو أسرع من المتوقع.

ثمة فرضيات عدة تغذي البحوث، منها ما يشير إلى عدد أقل من السحب وبالتالي انعكاس أقل للأشعة الشمسية، وأخرى تلفت إلى انخفاض تلوث الهواء وبالوعات الكربون الطبيعية والمحيطات والغابات التي باتت تمتص كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون.

التغير المناخي تفاقم بسبب ظاهرة النينيو (أ.ب)

تكثر الدراسات لكنّ تحديد التأثير الدقيق لكل عامل يحتاج إلى عام أو عامين.

وفي حديث يعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني)، يقول مدير معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا غافين شميت: «أودّ أن أعرف السبب الكامن وراء» درجات الحرارة القياسية التي شهدها عاما 2023 و2024، مضيفا: «ما زلنا نقيّم ما إذا كنا نشهد تغييرا في كيفية عمل النظام المناخي».

ويؤكد عالم المناخ ريتشارد ألان من جامعة «ريدينغ» البريطانية، في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنّ «الحرارة العالمية القياسية خلال العامين الفائتين دفعت الكوكب إلى ساحة مجهولة».

تعتبر سونيا سينيفيراتني من المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ أنّ ما سُجّل «استثنائي، في حدود ما يمكن توقّعه استنادا إلى النماذج المناخية الحالية».

وتوضح عالمة المناخ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «مع ذلك، إن الاتجاه العام للاحترار على المدى البعيد متوقع، نظرا إلى كمية الوقود الأحفوري التي تُحرق». ولم تبدأ البشرية بعد في خفض الانبعاثات، رغم الاقتراب من مرحلة الذروة.

تفسّر التقلبات المناخية الطبيعية هذه الملاحظة جزئيا. في الواقع، سبق عام 2023 سلسلة نادرة من ثلاث سنوات متتالية شهدت ظاهرة «النينيا» الطبيعية، إذ حجبت جزءا من الاحترار من خلال تكثيف امتصاص المحيطات للحرارة الزائدة.

وعندما سيطرت «النينيو»، الظاهرة المعاكسة، بكثافة قوية جدا عام 2023، عادت هذه الطاقة، مما دفع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة منذ مائة ألف عام، بحسب علماء المناخ القديم.

ومع أنّ الذروة التي وصلت إليها ظاهرة «النينيو» في يناير (كانون الثاني) 2023 قد انتهت، فلا تزال موجات الحرّ مستمرة.

يقول عالم المناخ روبرت فوتار إنّ «التبريد بطيء جدا»، مضيفا: «لا نزال ضمن الهوامش المتوقعة نسبيا» للتنبؤات، لكن إذا «لم تنخفض درجات الحرارة بشكل أكبر سنة 2025، فسيتعين علينا أن نطرح بعض التساؤلات».

من بين التفسيرات المطروحة، الالتزام عام 2020 بالتحوّل إلى الوقود النظيف في النقل البحري. وقد أدى هذا الإجراء إلى خفض انبعاثات الكبريت، ما تسبب في زيادة انعكاس ضوء الشمس عن طريق البحر والسحب وساعد في تبريد المناخ.

في ديسمبر (كانون الأول)، أشارت دراسة إلى أن انحسار السحب على علوّ منخفض سمح بوصول مزيد من الحرارة إلى سطح الأرض.

وقد يكون النشاط البركاني أو الدورات الشمسية أديا دورا كذلك. كل هذه الفرضيات أثارت جدلا خلال مؤتمر نظمه غافين شميت في الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي في ديسمبر.

ويخشى البعض من عدم إيلاء العلماء اهتماما بالعوامل الأخرى.

وتقول سونيا سينيفيراتني: «لا يمكننا استبعاد عوامل أخرى ربما تكون قد تسببت بزيادة درجات الحرارة».

ارتفعت درجات الحرارة جراء التغير المناخي وظاهرة النينيو (أ.ف.ب)

في عام 2023، عانت مصافي الكربون من «ضعف غير مسبوق»، بحسب دراسة أولية كبيرة نشرت في الصيف. وأفادت الوكالة الوطنية الأميركية لمراقبة الغلاف الجوي والمحيطات (NOAA) في ديسمبر الفائت بأنّ منطقة التندرا في القطب الشمالي باتت تحدث انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تخزن.

أما المحيطات التي تشكل مصفاة الكربون الأساسية والمنظم الرئيسي للمناخ، فترتفع حرارتها بمعدل «لا يستطيع العلماء تفسيره بشكل كامل»، بحسب يوهان روكستروم من معهد بوتسدام للأبحاث المتعلقة بتأثير المناخ.

وقال الشهر الفائت: «هل احترار المحيطات مؤشر لخسارة القدرة على الصمود على هذا الكوكب؟ لا يمكننا استبعاد ذلك».