شاشة الناقد

سكارلت جوهانسن: «بلاك وِدو»
سكارلت جوهانسن: «بلاك وِدو»
TT

شاشة الناقد

سكارلت جوهانسن: «بلاك وِدو»
سكارلت جوهانسن: «بلاك وِدو»

Black Widow
• إخراج: كايت شورتلاند
• الولايات المتحدة (2021)
• نبذة: «بلاك وِدو» يوفّر خلفيات ومشاعر إنسانية ولكن...

الشغل الشاغل للكثير من صانعي أفلام الكوميكس هو التالي: بعد إطلاق المغامرات الأولى في عدد من الأفلام تبدأ مرحلة حب الحديث عن الخلفيات الخاصة ببعض أبطال تلك الأفلام. هذا من بعد أن تكون الشخصيات البطولية قد ظهرت منفردة أو مجتمعة، ما يعني تخصيصها بأفلام تدور حولها فقط.
حدث هذا في «سبايدر مان: بعيداً عن الوطن Spider‪- ‬ Man‪:‬ Away From Home» (جون ووتس، 2019) حين غاص الفيلم في شخصية «سبايدر- مان» وخلفياتها ودوافعها وما حدث لها من تغيير. في أحيان عدّة تأتي الإضاءة على تاريخ البطل مطلع الفيلم ذاته قبل أن تنطلق في مسارها المطلوب كفيلم أكشن فانتازي مثير.
أفضل فيلم من هذا الفصيل تناول الخلفية بنجاح جاعلاً منها لُحمة صلبة من العمل بأسره كان «باتمان يبدأ Batman Begins» (كريستوفر نولان، 2005). لكن شَغَل نولان، في نهاية المطاف كيان قائم بذاته لذلك تميّز فيلماه عن باتمان عن كل ما أُنتج من أفلام هذه الشخصية من قبل ومن بعد.
«بلاك وِدو» يعاني من أنّ البوح بأوجاع الأمس لا يلتحم جيداً مع باقي الفيلم. يبدأ بتلك الأوجاع: نتاشا (سكارلت جوهانسن) كانت لا تزال فتاة صغيرة سنة 1995، عندما هرع بها والداها (بالتبني) هرباً من السلطات عندما اكتشفت هذه أنّ البابا والماما ما هما إلا جواسيس روس. حطت طائرتهم في كوبا وتسلمهم هناك وفد روسي وقسّموا العائلة. نتاشا وشقيقتها الأصغر (فلورنس بوف) انفصلا عن والدتهما وبعد ذلك انفصل كل منهما عن الآخر. هناك عانت نتاشا من إدراكها أنّ الشرير دريكوف (راي ونستون) يتاجر بالفتيات الصغيرات لجانب كل ما تستطيع مملكته فعله لتقويض حياة البشر على الأرض. رسالتها فيما بعد هي القضاء عليه، لكنه ليس من النوع الذي ينتظر الفعل بل هو من يبادر به.
لاحقاً في الفيلم ستتواجه الشقيقتان وتدخلان في معركة بلا سبب وجيه لها، سوى تأكيد أنّهما متساويتان في قدرات القتال. ثم بعد ذلك، وفي أكثر من مناسبة، يتحادثان ويتناجيان وها هو تاريخهما الشخصي يصبح حديث السهرة. حديث مطلوب منه أن يُثير ولا يفعل.
ليس أنّ مشاهد المعارك والمطاردات والقتل ليست متوفرة، لكن حتى هذه مُعالجة وظيفياً وطموحاتها البصرية منافَسَة أفلام بسيارات أخرى تطير وانفجارات تدمّر ومشاهد هروب مطوّلة. في وسط كل مشهد من هذا النوع تفعيل مستميت لجديد مصطنع.
الفيلم يتجه ببطلته صوب مشاعر إنسانية في مشاهد وصوب حالات لا دخل للمشاعر من أي نوع فيها وكلاهما لا يعمل تماماً مع الآخر بل يبدو منكفئاً عنه. يتمنى المرء لو أن السيناريو (كتبه رجل عن قصة وضعها رجلان) أحسن معالجة هذين الوجهين ضمن الحكاية الواحدة أو لو أنّ المخرجة حققت طموحها النسوي في فيلم آخر (عروض عامّة).

رجل خشب
• إخراج: قتيبة الجنابي
‫• بريطانيا- المجر | (2021)‬
• نبذة: رجل من خشب هارب من البوليس باحثاً عن الأمان
في حديثه المنشور في «الشرق الأوسط» بتاريخ الأول من الشهر الجاري، ذكر المخرج قتيبة الجنابي أنّه حاول «المزج بين الفانتازيا والتشويق والخيال» وهدف لإعطاء المشاهد الإحساس بأنّه يُشاهد فيلماً تسجيلياً من خلال حركة الكاميرا والمونتاج والصوت.
لكن لجانب أنّه هدف كبير، هو هدف صعب خصوصاً أنّ الاتجاه صوب الفانتازيا وذلك الراغب في منح المُشاهد الإحساس بأنّه يتابع فيلماً تسجيلياً متناقضاً في المبدأ. تحويل هذا التناقض إلى ممارسة لا بد له من خط ثالث يخفق هذا الناقد في إيجاده.
«رجل خشب» هو فيلم عن الهروب الطويل من الماضي الذي يتواصل حتى يصبح الهروب إليه. بطل الفيلم (دمية من الخشب تنطوي على رمزية الإنسان الذي حجّمته الحياة وانتزعت منه الطمأنينة)، هرب من بلده منذ سنوات طويلة (شاهدنا ذلك في أول أفلام هذه الثلاثية تحت عنوان «الرحيل من بغداد»)، ثمّ هرب من مطارديه حين وصل إلى أوروبا (في فيلمه الثاني «قصص العابربن»)، والآن وصل إلى أعلى نقطة في الدائرة وعليه أن يبدأ النزول عائداً إلى وطنه أو باحثاً عن أي مكان يستطيع أن يشعر فيه بأنه وطن.
الدلالات رائعة خصوصاً حال دفع بطله إلى منزل امرأة ليختبئ فيه، وتحويل دفّة المتابعة صوب تلك المرأة (هذا الجانب التسجيلي الأبرز إذ يتابع المخرج حياتها ذات الأدوات الروتينية البسيطة) التي لديها ما تبحث عنه أيضاً. ومنها ينتقل الفيلم إلى الرجل الذي سيحرس البيت والذي لديه ما يبحث عنه. مثل الرجل - الخشب، كلاهما يبحث عن ماضٍ انزوى وكلاهما سيخفي سر الرجل - الخشب الذي لا يزال مُطارداً للآن.
فيلما الجنابي السابقين تمتّعا بعنفوان الجمع بين الحركة والمعنى. ما لا نجده هنا هو هذا الجمع.
هنا المعنى لا يأتي من الحركة الدؤوبة (في الهرب أو في فعل الخوف من المطاردين) وهذا ما يجعل الفيلم أصعب تحقيقاً من الفيلمين السابقين. البديل المناسب هو أنّه يضع نهاية صحيحة لوضع لا نهاية له (عرض خاص).

La Traversée
‫• إخراج: فلورنس مياهيلي ‬
‫• فرنسا، جمهورية التشيك، ألمانيا (2021)‬
«العبور» هو فيلم رسوم متحركة مختلف كثيراً عن معظم ما يصل إلينا في هذا الشأن. يتألف من جانب شخصي كمن يسرد حكاية وقعت معه. ومن خيال الروائي عندما ينطلق في رصف الأحداث من دون أن يغادر السمة الواقعية. هو، في شأن ثالث، رسم يتحرّك كما من المفترض به أن يكون، لكنّه ممارس كلوحات رسم طبيعية، ما يزيد من ثرائه وقيمته.
يتولى سرد حكاية عائلة في قرية في مكان ما يغزوها عسكر ما. يقودون الأم والأب بعيداً بينما ينجو من قبضة الغازين (في زمن حديث) الفتاة كايونا وشقيقها، وكلاهما صغير، ينقلهما قطار إلى بلد آخر بلا مال أو مأوى. تلتقطهما مجموعة من الأحداث المنتمية إلى عصبة من النشالين. المشرف على العصبة ينحو معجباً بهذه الفتاة الصغيرة التي تحلم بلقاء والديها من جديد.
من هنا نحن في سيرة تشبه سيرة ألف ليلة وليلة من دون شهرزاد. هناك رئيس لهذه العصبة يرى في الولدين الصغيرين ما تبحث عنه عائلة ثرية لم تنجب. يبيعهما. يهربان إلى الغابة في يوم ثلجي عاصف. يفقد كل منهما الآخر. عجوز تعيش منفردة تجد كايونا وترعاها. كايونا تجد نفسها وسط مجموعة تدير سيركاً. أخوها هناك. من هذه المجموعة إلى سجن عسكري ثم إلى خلاص جديد.
هي خمس مراحل هروب ولجوء لفتاة لا ينقطع الأمل والتمرّد عنها. في كل مرحلة تلتقي بأناس طيّبين عليها أن تغادرهم (أو كما تقول تخسرهم). والنهاية ليست سعيدة وأملها في لقاء والديها لا يتحقق، لكن بعض قيمة الفيلم ناتج عن عدم تحقق الأمل. القيمة الأكبر هي في التشكيل الفني البديع. فلورنس ترسم الفيلم كما ترسم اللوحات ثم تحرك تلك اللوحات حسبما تريد.
الفيلم مزيّن بصوت المخرجة كتعليق. يحمل خامة الشخصي والحكائي بتوازن. يوفر مغامرة لكن من دون طبول تُقرع ويوحي برسالة تعادي الاقتلاع القسري من دون تحديد المكان حتى لا تفقد الرسالة قيمتها (عروض مهرجان «أنيسي للسينما المتحركة»).


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.