واشنطن تبدأ عملية «إجلاء الحلفاء» المترجمين الأفغان

TT

واشنطن تبدأ عملية «إجلاء الحلفاء» المترجمين الأفغان

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن البدء في عمليات إجلاء المترجمين الأفغان والذين ساعدوا الجيش الأميركي في أفغانستان، إلى الخارج خوفاً على حياتهم من انتقام حركة «طالبان». وقالت مصادر بالبيت الأبيض إن الخطة؛ التي تحمل اسم «عملية إجلاء الحلفاء»، ستبدأ نهاية الشهر الحالي؛ حيث تقوم الإدارة الأميركية باستئجار طائرات تجارية لجلب المترجمين الأفغان الذين عملوا وساعدوا القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة عبر عملية «تأشيرة هجرة خاصة». وأوضحت المصادر؛ الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم حتى يتم الإعلان الرسمي، أن عمليات الإجلاء ستتم من معبرين حدوديين رئيسيين على الحدود المشتركة بين إيران وتركمانستان وطاجيكستان. وتتولي قيادة القوات الجوية الأميركية مهام إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان الذين تقدموا للحصول على تأشيرات هجرة خاصة، وتتولى البحرية الأميركية وسلاح مشاة البحرية حماية عمليات الإجلاء. وشدد مسؤول بالبيت الأبيض على أنه لن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه الرحلات الجوية بسبب مخاوف أمنية تشغيلية. ولم يحدد المصدر المسؤول وجهة المترجمين الأفغان؛ حيث لمح مسؤولون في «وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)» في تصريحات سابقة إلى أنه من المحتمل إجلاؤهم إلى دول في منطقة الشرق الأوسط، وأنه تجرى مناقشات مع دولتين بالمنطقة حول استضافتهم. وتشير بعض التسريبات إلى أن الدولتين هما الإمارات وقطر. وقد أشار مسؤول كبير بالإدارة في مكالمة هاتفية مع الصحافيين الأسبوع الماضي إلى أن الولايات المتحدة تبحث خيارات مختلفة؛ منها: إجلاء المترجمين الأفغان إلى منشآت عسكرية أميركية في الخارج، أو الحصول على موافقة دول أخرى على استضافتهم، أو إجلاؤهم إلى الولايات المتحدة... «لكن عمليات المراجعة الأمنية لخلفيات المترجمين قد تستغرق وقتاً كبيراً، خصوصاً مع مخاوف من تسرب موالين ومتطرفين تابعين لـ(داعش) و(القاعدة) إلى صفوف المترجمين راغبي الهجرة إلى الولايات المتحدة». وقد ضغط كثير من المشرعين على إدارة بايدن لحماية المترجمين الذين عملوا مع الجيش الأميركي ويقدر عددهم بنحو 18 ألف أفغاني بعد إعلان الإدارة انسحاب الجيش الأميركي بنهاية أغسطس (آب) المقبل وازدياد نفوذ «طالبان» وإعلانها السيطرة على أكثر من 85 في المائة من الأراضي الأفغانية. وتشير منظمات حقوقية وإنسانية إلى أن ما يقدر بنحو 70 ألف أفغاني وعائلاتهم قد فروا من البلاد خوفاً من القتل على يد حركة «طالبان». وأشار مسؤولون إلى عراقيل لوجيستية وبيروقراطية تواجه الولايات المتحدة في هذه المعركة لإجلاء حلفاء عملوا مع الجيش الأميركي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».