السعودية: إطلاق مشروع السوار الذكي للحاج «نسك»

سيجري توزيع 5 آلاف سوار ذكي على الحجاج خلال موسم هذا العام (الشرق الأوسط)
سيجري توزيع 5 آلاف سوار ذكي على الحجاج خلال موسم هذا العام (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: إطلاق مشروع السوار الذكي للحاج «نسك»

سيجري توزيع 5 آلاف سوار ذكي على الحجاج خلال موسم هذا العام (الشرق الأوسط)
سيجري توزيع 5 آلاف سوار ذكي على الحجاج خلال موسم هذا العام (الشرق الأوسط)

أطلقت السعودية، اليوم (الأربعاء)، مشروع «السوار الذكي للحاج (نسك)» بصفته خدمة تقنية متقدمة تستهلها بتقديمها في موسم حج هذا العام، حيث سيوزَّع 5 آلاف سوار على الحجاج.
وتعتمد هذه الخدمة التي دشنتها «هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)» و«برنامج خدمة ضيوف الرحمن»، بالشراكة مع «مجموعة (STC)»، مفهوم البيانات وإنترنت الأشياء، وتشمل تنفيذ مراحل متكاملة؛ لتطوير نماذج الأعمال والأنظمة التشغيلية والفنية والتقنية للمشروع، في تجربة نوعية لخدمة رحلة الحاج الدينية.
ويقدم «السوار الذكي للحاج»، الذي يطرح لأول مرة على مستوى السعودية في نسخته التجريبية، خدمات رئيسة تشمل توفير كامل المعلومات حول الحاج، وحالته الصحية المتعلقة بالتحصين من «كورونا»، أو بقياس نسبة أكسجين الدم، ونبضات القلب، وخدمات طلب المساعدة الأمنية أو الطبية الطارئة؛ مما يسهم في سرعة الوصول إلى موقعه ومساعدته. كذلك سيجري إرسال رسائل توعوية للحجاج تصل إليهم عبر السوار، وغيرها من الخدمات لتقديم تجربة حج ميسرة لهم.
من جانبه، عدّ رئيس «سدايا»، الدكتور عبد الله الغامدي، أن هذه الخطوة مهمة لخدمة الحجاج التي «تأتي على قائمة أولويات القيادة وتحقيق مستهدفات (رؤية 2030) ذات العلاقة»، مؤكداً أن «الهيئة» تسخّر «جميع إمكاناتها التقنية وكفاءاتها الوطنية لتوفير أفضل الحلول المبتكرة المبنية على البيانات وتقنيات إنترنت الأشياء لخدمة لحجاج والقائمين على خدمتهم من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة»، مبيناً أنه «هذا التعاون منسجم مع توجيهات ولي العهد رئيس مجلس إدارة (سدايا) ودعمه المستمر والسخي الذي أسهم في توفير أفضل الحلول التقنية لدعم مسيرة التنمية في وطننا الغالي».
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي للبرنامج، المهندس بسام بن غشيان، أن «هذا التعاون يأتي نتاجاً للدعم اللامحدود من القيادة للقطاعات كافة لتطوير تجربة ضيف الرحمن، والخدمات المقدمة في رحلة قاصدي الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، كما يترجم لدور (البرنامج) في قيادة التجربة التحولية في منظومة خدمة ضيوف الرحمن للارتقاء بالخدمات المقدمة للحاج والمعتمر بما يحقق مستهدفات (رؤية 2030)».
ولفت إلى أن «(سوار الحاج) من الخطوات التنفيذية لتطوير المنظومة التقنية وتعزيز الابتكار وسعي السعودية الجاد للاهتمام بضيف الرحمن في كامل رحلته الروحانية، إلى جانب تمكين القطاعين الخاص والثالث ليكونا شريكين في عملية التطوير المستمرة»، مثنياً على «دور (STC) في دعم ورعاية المبادرات الرقمية؛ إذ تواصل دورها المتميز في قيادة دور القطاع الخاص لخدمة ضيوف الرحمن وبناء منظومة رقمية تسهم في تسهيل التجربة وتعكس حقيقة تطور المملكة تقنياً».
وأكد الرئيس التنفيذي لـ«STC» أن «خدمة ضيوف الرحمن بالحلول الرقمية المبتكرة ضمن أهداف المجموعة، للإسهام في إثراء تجربتهم بأحدث الوسائل والتقنيات، بالانسجام مع دورها الريادي في تمكين التحول الرقمي وفق (رؤية 2030)»، مفيداً بأن «هذه الشراكة تأتي استكمالاً للتعاون مع (سدايا) ومشاريعها الخلاقة لخدمة الوطن من خلال خدمات رقمية نوعية».
يذكر أن «هذا التعاون يعكس الدور الكبير الذي تقوم به (سدايا) من تطويعٍ للتقنية، معتمدة في ذلك على بنيتها التحتية المتطورة وكفاءاتها الوطنية وقدرتها على تطوير الحلول المبتكرة، كما ستساهم في إثراء تجربة ضيوف الرحمن وتسهيل رحلتهم؛ إذ يعد ذلك هدفاً من الأهداف التي يسعى (برنامج ضيوف الرحمن) إلى تحقيقه، كما تعد مساهمة (STC) إضافة أخرى بتسخير شراكاتها المميزة مع كبرى شركات التقنية العالمية لدعم هذا المشروع التقني الذي سيعكس التطور التقني الذي وصلت إليه السعودية عالمياً».


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
TT

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)

أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.

تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة (صور تانيا صالح)

وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».

غلاف الألبوم المؤلَّف من 11 أغنية (صور تانيا صالح)

وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».

تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».

تعود إلى لبنان لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه للأطفال (صور تانيا صالح)

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».

تريد الموسيقى والرسوم الوصول إلى الجميع (صور تانيا صالح)

سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.

في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».

وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».

من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».