تشكك إسرائيلي في نوايا إردوغان بعد {مكالمة ودية} مع هيرتسوغ

قياديون من اليمين والمعارضة يعترضون على تحسين العلاقات مع تركيا

TT

تشكك إسرائيلي في نوايا إردوغان بعد {مكالمة ودية} مع هيرتسوغ

شكك عدد من قادة اليمين الإسرائيلي من الحكومة وكذلك من المعارضة، في النوايا الإيجابية التي بثها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال مكالمة هاتفية مطولة مع الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوغ، وأبدوا اعتراضهم على تحسين العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة، ووضعوا شروطاً لذلك؛ بينها إغلاق مكاتب «حماس» في المدن التركية، ووقف حملة التحريض ضد السياسة الإسرائيلية.
وقالت مصادر في اليمين، أمس الثلاثاء، إن مبادرة الرئيس التركي لإظهار موقف ودي ليست لها علاقة بإسرائيل؛ إنما هي «محاولة لاستخدامنا مطية للوصول إلى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يوجه انتقادات حادة له، وإلى دول الاتحاد الأوروبي التي تتعامل معه ببرود شديد». ونقل عن مسؤول سياسي كبير في الحكومة الإسرائيلية قوله إن «إردوغان هاجم السياسة الإسرائيلية؛ فقط قبل 3 أيام، عندما استقبل نظيره الفلسطيني محمود عباس، فقال عن إسرائيل إنها (تدير سياسة عنصرية إجرامية ضد الفلسطينيين)».
وكانت إسرائيل قد فوجئت بطلب أنقرة إجراء محادثة هاتفية بين الرئيسين؛ إردوغان وهيرتسوغ، الليلة قبل الماضية. وحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، فإن رئيس السلطة الفلسطينية، عباس، هو الذي دفع إلى إجراء هذه المحادثة، مؤكداً على أنه يعرف جيداً الرئيس الإسرائيلي الجديد، ويثق بمساعيه المخلصة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط وتحسين العلاقات بين إسرائيل والعالمين العربي والإسلامي.
ومع أن الصحيفة، التي تعدّ ناطقة باسم رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، رجحت أن يكون عباس قد نسق الأمر مع هيرتسوغ مسبقاً، وأن غرضه من ذلك هو اختراق الحلف بين إردوغان وخصوم عباس في حركة «حماس»، إلا إنها عدّت مكالمة الرئيس التركي خدعة.
وحتى الرئيس هيرتسوغ عندما تلقى طلب إردوغان طلب إمهاله بضع دقائق للرد، واتصل فوراً برئيس الوزراء نفتالي بنيت، ورئيس الوزراء البديل وزير الخارجية يائير لبيد، ووزير الأمن بيني غانتس، وطلب رأيهم ونصحهم. وبعدها فقط تلقى المكالمة التي استغرقت 40 دقيقة، وعاد هيرتسوغ وتكلم مع بنيت ولبيد وغانتس بعد انتهاء المكالمة. عندها؛ جرى تسريب تصريحات لمسؤول سياسي كبير يشكك في نوايا إردوغان.
وعلم أن الرئيس التركي استهل مكالمته بتهنئة هيرتسوغ على انتخابه رئيساً، وقال إنه يرى أن العلاقات بين بلديهما «ذات أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط». وأن لدى تركيا وإسرائيل إمكانات كبيرة في مختلف المجالات، لا سيما في الطاقة والسياحة والتكنولوجيا. وأبدى موقفاً معتدلاً من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فقال إن «المجتمع الدولي ينشد الوصول إلى حل دائم وشامل على أساس حل الدولتين للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، في إطار قرارات الأمم المتحدة»، وأكد أن أي خطوات إيجابية ستُتخذ لحل الصراع ستسهم أيضاً في سير العلاقات التركية - الإسرائيلية في «منحى إيجابي».
وأصدر ديوان الرئيس الإسرائيلي بياناً جاء فيه أن المحادثة كانت ودية وإيجابية، وأن الرئيسين «يوليان أهمية كبيرة لاستمرار الاتصالات والحوار المستمر رغم كل الخلافات، من أجل تعزيز الخطوات الإيجابية لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني التي من شأنها أن تسهم في تحسين العلاقات الإسرائيلية - التركية».
وحسب مصادر سياسية؛ فإن هيرتسوغ أبلغ إردوغان المطلب الإسرائيلي بأن تغلق تركيا مكاتب «حماس» في مدنها وتمنع نشاط رجالاتها من هناك، وأن تخفف من انتقاداتها للسياسة الإسرائيلية وتوقف لهجتها العدائية في التصريحات.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».