اغتيال نجل زعيم إمارة بني كعب بجنوب العراق

محتجون في بغداد يحملون صور ناشطين تعرضوا للاغتيال خلال مسيرة في مايو الماضي (أ.ب)
محتجون في بغداد يحملون صور ناشطين تعرضوا للاغتيال خلال مسيرة في مايو الماضي (أ.ب)
TT

اغتيال نجل زعيم إمارة بني كعب بجنوب العراق

محتجون في بغداد يحملون صور ناشطين تعرضوا للاغتيال خلال مسيرة في مايو الماضي (أ.ب)
محتجون في بغداد يحملون صور ناشطين تعرضوا للاغتيال خلال مسيرة في مايو الماضي (أ.ب)

اغتال مجهولون، أمس، الشيخ تحسين خالد جبر العلي، نجل أمير قبيلة بني كعب في محافظة ميسان جنوب العراق. وفي حين لم يصدر عن شرطة ميسان بيان عن تفاصيل ودوافع الحادث، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر أمني قوله إن «مجهولين أطلقوا النار على المركبة التي كان يستقلها الشيخ تحسين، على الطريق الرابط بين مدينة العمارة مركز المحافظة وقضاء المشّرح، مما تسبب بانحرافها عن مسارها». وأضاف أن «الجثمان نقل إلى دائرة الطب العدلي، فيما فتحت الشرطة تحقيقاً في الحادث».
بدوره؛ طالب النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي (ينتمي إلى عشيرة الفقيد نفسها) بتحقيق عاجل في الحادث ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة. وقال الكعبي في بيان التعزية الذي قدمه لأسرة الفقيد: «ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ اغتيال الشيخ تحسين نجل أمير قبيلة بني كعب الشيخ خالد جبر العلي. وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم لجميع أبناء قبيلة بني كعب ولعائلة الأمير خالد العلي بأصدق عبارات التعازي والمواساة القلبية». ودعا الأجهزة الأمنية إلى «التحقيق العاجل بهذه الحادثة ومعرفة من يقف خلفها وإلقاء القبض عليهم بأسرع وقت ممكن، وكذلك بوجوب فتح تحقيق عاجل مع الجهات الأمنية المكلفة بتأمين مداخل ومخارج مدينة المشّرح». وعدّ أن الحادث «يدل على وجود تقصير وضعف أمني».
وغالباً من توجه انتقادات لاذعة للسلطات الحكومية في ملف عمليات القتل والاغتيال والخطف التي تطال ناشطين ووجهاء محليين، بالنظر لعجزها عن تقديم الجناة إلى العدالة. يأتي حادث الاغتيال بعد يوم واحد من حادث اختطاف طال الناشط المدني في بغداد علي المكدام، وأطلق سراحه من قبل خاطفيه. ويقول مصدر مطلع في محافظة ميسان لـ«الشرق الأوسط» إن «أسرة إمارة بني كعب لها سمعة طيبة في محافظة ميسان، وحتى الآن لا يعرف أحد على وجه التحديد دوافع الاغتيال».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.