قائمة مطالب للسلطة الفلسطينية تنتظر المبعوث الأميركي

بينها وقف الاستيطان ومطار ومنطقة حرة لاستئناف المفاوضات

اشتية يزور الأسير غضنفر أبو عطوان الذي أطلقت إسرائيل سراحه بعد إضراب طويل عن الطعام (د.ب.أ)
اشتية يزور الأسير غضنفر أبو عطوان الذي أطلقت إسرائيل سراحه بعد إضراب طويل عن الطعام (د.ب.أ)
TT

قائمة مطالب للسلطة الفلسطينية تنتظر المبعوث الأميركي

اشتية يزور الأسير غضنفر أبو عطوان الذي أطلقت إسرائيل سراحه بعد إضراب طويل عن الطعام (د.ب.أ)
اشتية يزور الأسير غضنفر أبو عطوان الذي أطلقت إسرائيل سراحه بعد إضراب طويل عن الطعام (د.ب.أ)

يتوقع أن يسلم الفلسطينيون مجموعة من الطلبات لمساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، هادي عمرو، الذي يصل للمنطقة في زيارة يجتمع خلالها مع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية الجديدة ومع مسؤولين فلسطينيين.
وهذه أول زيارة لمسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وتأتي الزيارة في وقت تمر فيه السلطة الفلسطينية بأزمة سياسية داخلية بعد وفاة الناشط المعارض نزار بنات خلال اعتقاله من قبل رجال الأمن.
وقال الموقع العبري «واللا»، إنه من المتوقع أن يجتمع عمرو بكبار المسؤولين في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية ووزارة الأمن، أما في رام الله فمن المتوقع أن يجتمع مع مستشاري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولين آخرين. وقال مسؤولون إسرائيليون للموقع، إن أحد أسباب زيارة عمرو هو التعرف بشكل شخصي على المسؤولين الجدد في الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى الاستماع إلى سياسة الحكومة الجديدة فيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأحد المواضيع الأساسية التي سيناقشها مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، في إسرائيل، إعادة إعمار قطاع غزة والآلية الجديدة لإدخال المنحة القطرية إلى القطاع عبر الأمم المتحدة.
ويقدر مسؤولون إسرائيليون أن عمرو سيتطرق خلال مباحثاته إلى قضية هدم الجيش الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وذلك بعدما انتقدت إدارة بايدن هدم منزل أسير فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية.
أما في رام الله، فمن المتوقع أن يناقش عمرو الأزمة السياسية الداخلية إلى جانب دفع فرص السلام. وقال تقرير للقناة 12 الإسرائيلية إن السلطة الفلسطينية أعدت قائمة مطالب «لا تزال سرية»، بهدف تقديمها لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل استئناف الحوار مع إسرائيل تحت رعاية أميركية.
وأهم المطالب التي أعدتها السلطة هي إعادة فتح بيت الشرق (كان مقراً لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ما بين 1980 و1990، وأوقفته إسرائيل عن العمل في عام 2001)، ومؤسسات فلسطينية أخرى في القدس الشرقية، وإعادة الوضع الذي كان قائما في الحرم القدسي، فيما يتعلق بحجم انتشار الشرطة الإسرائيلية، وزيارة اليهود إلى المسجد الأقصى وساحاته، وتعزيز مكانة مبعوثي السلطة الفلسطينية.
وشملت القائمة أيضاً وقف إخلاء المقدسيين العرب من منازلهم، وإطلاق سراح «الدفعة الرابعة» من الأسرى الفلسطينيين وفق اتفاق قديم مع إسرائيل لم يستكمل، والإفراج عن النساء والمسنين والقاصرين، واستعادة جثامين الفلسطينيين.
وطلب الفلسطينيون أيضاً وقف توسيع المستوطنات، بما في ذلك في القدس الشرقية، وإخلاء بؤر استيطانية مقامة في أراض فلسطينية في الضفة الغربية، ووقف هدم المنازل في غور الأردن، ووقف عمليات التوغل للجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية، وتسليم قوات الأمن الفلسطينية الأسلحة التي تمت مصادرتها، واستئناف لم شمل العائلات وزيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل للعمال الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك طلبت السلطة إعادة أفراد الشرطة والموظفين وضباط الجمارك إلى معبر اللنبي، كما كان الوضع بعد اتفاقيات أوسلو، وتشغيل معبر البضائع في جسر دامية ودفع إقامة مطار دولي في الضفة الغربية، وإقامة منطقة تجارة حرة قرب أريحا، وتخصيص أراض في المناطق «ج»، (منطقة تخضع للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية)، من أجل إقامة مصانع ومحطة توليد كهرباء ومشاريع سياحية، ونقل صلاحيات التخطيط والترخيص إلى السلطة الفلسطينية وتعزيز نشاطها في المناطق «ب» (تخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية، فيما تسيطر إسرائيل على الجانب الأمني فيها)، ويشمل مد أنابيب وقود لموانئ إسرائيل والأردن ومد سكة حديد للقطارات داخل الضفة الغربية.
كما طلبت السلطة تعديل اتفاقية باريس الاقتصادية، بحيث يتم تحرير البضائع المتجهة إلى الضفة الغربية من الجمارك وألا تجبى الجمارك من قبل إسرائيل، إضافة إلى تطوير شبكات الهواتف الخليوية في الضفة الغربية إلى الجيل الرابع G4.
وهذه الطلبات التي تعدها السلطة التزاما إسرائيليا بموجب الاتفاقات و«إجراءات بناء ثقة»، قد أعدت بعد نقاش فلسطيني أميركي متواصل منذ فترة حول ضرورة استئناف المفاوضات، وهي طلبات ليست جديدة وإنما موجودة على الطاولة منذ سنوات طويلة، لكن إسرائيل لم تستجب. ويأمل الفلسطينيون أنه بعد تغيير الحكومة في إسرائيل، صار يمكن دفع الخطة إلى الأمام، خصوصاً في ظل تعهدات إسرائيلية للولايات المتحدة بأنه سيجري تعزيز السلطة.
ولا يتوقع أن تستجيب إسرائيل للكثير من المطالب. وقال مراقبون هناك بأن الائتلاف سيجد صعوبة في التجاوب مع هذه الطلبات. وقالت القناة 12، بأنه من الواضح للأميركيين والفلسطينيين، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تكون قادرة على تلبية جزء كبير من المطالب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.