أهالي «ضحايا المرفأ» يستعدون للتصعيد ويدفعون إلى تعاون دولي بالتحقيقات

TT

أهالي «ضحايا المرفأ» يستعدون للتصعيد ويدفعون إلى تعاون دولي بالتحقيقات

لا تزال النقمة والغضب يسيطران على أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت بعد رفض وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، إعطاء الإذن بملاحقة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم وإرجاء البت برفع الحصانات عن 3 نواب بناءً على طلبات المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.
ويبدو أن التحركات والاعتصامات والاحتجاجات التي اندلعت على خلفية هذه التطورات ستتواصل في ظل تهديد الأهالي بخطوات تصعيدية في الأيام المقبلة خصوصاً في حال قرار مجلس النواب عدم رفع الحصانات.
وترى ميراي خوري، والدة الضحية الياس خوري، أن «البريء لا يتمسك بحصانة أو بغيرها لأنه أصلاً يجب ألا يخشى العدالة»، لافتةً إلى أنه «في حال رفض الأشخاص الذين استدعاهم القاضي البيطار المثول أمامه فذلك يُثبت التهم عليهم». وتقول خوري لـ«الشرق الأوسط»: «يخطئون كثيراً إذا اعتقدوا أن جريمة بحجم جريمة المرفأ التي ذهب ضحيتها المئات، لأن كل عائلة خسرت فرداً منها كأن كل أفرادها ماتوا والتي أدت لإعاقات ودمار غير مسبوق، يمكن أن تمر مرور الكرام»، مؤكدة استمرار التحركات على الأرض «لممارسة الضغوط اللازمة لمثول المتهمين أمام العدالة، وبالتوازي المساعي للوصول إلى تحقيق دولي».
من جهته، لا يستغرب ويليام نون، شقيق الضحية جو نون، قرار وزير الداخلية رفض استدعاء اللواء إبراهيم، لافتاً إلى أنهم يتوقعون حتى عدم رفع الحصانات عن النواب، «لأن هذه الطبقة لن تحاكم نفسها، لذلك ندفع للسير بلجنة تقصي حقائق دولية تدعم القضاء اللبناني». ويشير نون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن وفداً من الأهالي سيلتقي القاضي البيطار ونقابة المحامين هذا الأسبوع «لنبني على الشيء مقتضاه ونحدد خطواتنا المقبلة»، مضيفاً: «سنستنفد كل الخطوات والإجراءات القانونية لإجبار المتهمين على المثول أمام قاضي التحقيق وفي حال لم نحقق هدفنا عندها لن يبقى لنا إلا الشارع والدخول إلى منازل المتهمين لجرهم إلى التحقيق».
ويشدد نون على «وجوب أن يكون كل الشعب اللبناني إلى جانب أهالي الضحايا في معركتهم هذه لأنها معركة كل لبنان، وبالتالي مساندتنا في الشارع متى طلبنا ذلك في ذكرى 4 أغسطس (آب) وحتى قبل ذلك».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.