ليبيا تعود للإغلاق مع تفشي الإصابات

رحلات استثنائية لإعادة العالقين في الخارج

وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي (وزارة الصحة)
وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي (وزارة الصحة)
TT

ليبيا تعود للإغلاق مع تفشي الإصابات

وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي (وزارة الصحة)
وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي (وزارة الصحة)

أجبر الارتفاع المتزايد في الإصابات بفيروس «كورونا»، بعض البلديات الليبية إلى رفع حالة الطوارئ القصوى وإغلاق الأسواق والأماكن العامة للحد من تفشي الوباء، في وقت حذرت منظمة «يونيسف» من وطأة هذه الموجة، ودعت المواطنين إلى حماية أنفسهم وأسرهم بحصولهم على التطعيم. وسعياً لضبط المعلومات المتداولة عن الوباء في البلاد، نبهت إدارة الطوارئ بوزارة الصحة على أنها الإدارة المسؤولة عن كافة مركز العزل والفلترة، مطالبة جميع مديريها عدم نشر أي أخبار أو تصريحات عن الوضع الوبائي سواء إعلامية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن قنوات وزارة الصحة الرسمية المتمثلة في المركز الوطني لمكافحة الأمراض، وإدارة الطوارئ الصحية هما الجهتان المسؤولتان عن نشر ما يتعلق بالجائحة، محذرة من يخالف هذه التعليمات بتحمل المسؤولية القانونية. وأمام تزايد الإصابات، قرر المجلس البلدي لمدينة الزاوية في غرب ليبيا، غلق جميع الأماكن العامة بشكل كلي لمدة أسبوعين بداية من مساء الجمعة، وذلك كي تتمكن الأجهزة الطبية من التعامل مع الجائحة.
وقال المجلس البلدي في بيان أمس، إنه تقرر إغلاق الأسواق التجارية العامة والخاصة ذات الوضع المغلق، مثل الأسواق التجارية الكبيرة، والغذائية، والمنزلية، كما تم إغلاق المؤسسات التعليمية العامة والخاصة بجميع مراحلها، وصالات المؤسسات الاجتماعية، والمطاعم والمقاهي بجميع أنشطتها، ومحلات الحلاقة ومراكز الحجامة، والصالات الرياضية والملاعب، والبلاجات والمتنزهات والحدائق العامة.
وطالب المجلس البلدي بأخذ التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية بالجهات العامة والخدمية والإنتاجية، ومن بينها المصارف بجميع فروعها، والصيدليات والمراكز الصحية، ومحال المواد الغذائية الصغيرة، والمخابز، واستبق المجلس البلدي على فتح المساجد لأداء جميع الصلوات مع أخذ التدابير اللازمة. وطالب المستشفيات العامة والمستوصفات والمراكز الصحية رفع حالة الاستعداد القصوى للتعامل مع أي ظروف طارئة، كما أهاب بمصانع الأوكسجين رفع الدرجة القصوى والعمل على مدار الساعة.
والأمر لا يختلف في مدينة الزاوية عن بلديات عدة، إذ أعلن المكتب الإعلامي لبلدية مصراتة أن الوضع الوبائي يشهد زيادة كبيرة في أعداد المصابين بالفيروس، مشيراً إلى أن مراكز العزل تعاني نقص الإمكانيات، إضافة إلى عزوف الفرق الطبية عن العمل، بجانب تجاهل المواطنين للإجراءات الاحترازية في المناسبات الاجتماعية والجمع بعداد كبيرة.
ونوه المكتب الإعلامي إلى إغلاق 8 مدارس بالبلدية بعد اكتشاف حالات مصابة من الطلاب والمعلمين. وتوقع مسؤولون محليون أن تتزايد وتيرة الإغلاق وخصوصاً بين المدن تجنباً لانتشار الفيروس في ظل التخوف من انتشار السلالة الهندية متحور دلتا في دول الجوار. وباتت ليبيا تسجل أرقاماً «ألفية» يومياً في أعداد الإصابات بعدما تراجعت إلى ما دون الثلاثمائة. وانضم معهد النفط للتأهيل والتدريب أمس، إلى المؤسسات التعليمية في ليبيا التي علقت الدراسة، وقالت إدارته: «حفاظاً على سلامة المتدربين وأعضاء هيئة التدريس والموظفين تقرر وقف التدريس بالمعهد، وذلك تماشياً مع تعميم المؤسسة الوطنية للنفط الأخير بشأن رفع درجة التدابير الاحترازية والالتزام بها».
وسيرت شركة الخطوط الجوية الأفريقية رحلة استثنائية إلى مطار قرطاج بتونس مساء أول من أمس، لإعادة المواطنين الليبيين العالقين هناك، بعدما قررت حكومة «الوحدة الوطنية» غلق جميع المنافذ البرية والجوية من الجارة تونس بقصد التصدي لجائحة «كورونا».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.