«الصحة العالمية»: صلة محتملة بين التهاب القلب واللقاحات

تشديد على أن فوائد التطعيم تفوق مخاطره

«الصحة العالمية»: صلة محتملة بين التهاب القلب واللقاحات
TT

«الصحة العالمية»: صلة محتملة بين التهاب القلب واللقاحات

«الصحة العالمية»: صلة محتملة بين التهاب القلب واللقاحات

قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن هناك صلة «محتملة» بين حالات الالتهاب في القلب واللقاحات التي تعتمد تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال نفسه ضد مرض «كوفيد - 19»، لكن فوائد هذه الأمصال تفوق مخاطرها، مؤكدة بذلك تقارير أوردها خبراء أميركيون. وأوضح خبراء من اللجنة الاستشارية لسلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في بيان، أنه تم الإبلاغ عن حالات لالتهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب في كثير من البلدان، لا سيما في الولايات المتحدة.
وأشاروا إلى أن «الحالات التي تم الإبلاغ عنها حدثت بشكل عام في الأيام التي أعقبت التطعيم، وبشكل أكثر عند الشباب، وفي كثير من الأحيان بعد الجرعة الثانية من لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال ضد (كوفيد - 19)». وبعد مراجعة المعلومات المتوفرة حتى الآن، خلص خبراء منظمة الصحة العالمية إلى أن «البيانات الحالية تشير إلى وجود صلة سببية محتملة بين التهاب عضلة القلب ولقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال».

الفوائد
في المقابل، أشاروا إلى أن «فوائد لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال تفوق المخاطر، من الحد من حالات الاستشفاء والوفيات الناجمة عن الإصابة بـ(كوفيد - 19)». أضاف خبراء منظمة الصحة العالمية أن البيانات المتاحة تشير إلى أن الإصابة بالتهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب بعد التطعيم خفيفة بشكل عام، وهي تستجيب للعلاج، مشيرين إلى أن «المتابعة جارية لتحديد التأثيرات على المدى الطويل». وسيواصل خبراء منظمة الصحة العالمية تقييم الوضع لتحديث توصياتهم.
وفي 23 يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت السلطات الصحية الأميركية بالفعل وجود صلة «محتملة» بين لقاحات ضد فيروس كورونا (بايونتيك-فايزر وموديرنا) وحالات نادرة من التهابات في القلب لدى اليافعين والشباب، لكن فوائد هذه العلاجات لا تزال «تفوق بكثير» المخاطر. وفحصت لجنة تقييم المخاطر واليقظة الدوائية التابعة لوكالة الدواء الأوروبية، في اجتماعها المنعقد بين 5 و8 يوليو (تموز) الحالي، أحدث البيانات الواردة من أوروبا، وأكدت وجود علاقة سببية معقولة بين التهاب عضلة القلب واللقاحات المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال، بحسب منظمة الصحة العالمية. والتهاب عضلة القلب مرض نادر يعتقد الخبراء أنه ينتج عادة عن فيروس. ومن أكثر أعراضه شيوعاً ألم الصدر، وغالباً ما يتم علاجه بالعقاقير المضادة للالتهابات، أو بجرعات دعم من الأكسجين إذا لزم الأمر.

«فايزر» و«موديرنا»
من جهة أخرى، يفيد تقرير رسمي تسلمته منظمة الصحة العالمية من السلطات الصحية الأميركية بأن لقاحي «فايزر» و«موديرنا» يحولان دون حدوث 6 وفيات بين كل مليون شخص يتناولون أحد هذين اللقاحين، لكن يتسببان في 43 حالة التهاب في عضلات القلب أو الغشاء الخارجي الذي يغلفه. وكانت السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم قد رصدت خلال الشهرين الماضيين مئات الحالات من الالتهابات الطفيفة في القلب بين الذين يتناولون أحد اللقاحين المذكورين اللذين يعتمدان تقنية مرسال الحمض النووي الريبي. والأوساط العلمية ما زالت تعد أن هذه الاعراض الثانوية نادرة جداً، قياساً بعدد الذين يتناولون اللقاح (الولايات المتحدة سجلت 1200 حالة بعد توزيعها 300 مليون جرعة من هذين اللقاحين)، وأنها تصيب بشكل خاص الذكور دون الثلاثين من العمر بعد تناول الجرعة الثانية. وتأتي نتائج هذا التقرير في الوقت الذي تشدد فيه الأوساط العلمية على تمنيع الشباب الذين تحولوا إلى المحرك الرئيسي لانتشار الوباء في معظم البلدان الغربية، حيث تفيد آخر بيانات المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية أن معدل انتشار الفيروس بين الشباب يضاعف 4 مرات المعدل العام لانتشاره.
وفي حين باشرت بعض الدول تلقيح الشباب دون الثلاثين من العمر، بدأ الجدل حول مخاطر تلقيحهم التي يرى بعضهم أنها -على الرغم من ندرتها- تتجاوز خطورة أعراض المرض لدى هذه الفئة العمرية. لكن الاستنتاج الذي توصل إليه خبراء المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض جاء جازماً، من حيث إن منافع التلقيح تتجاوز بوضوح مخاطر الإصابات بالفيروس التي تؤدي إلى 530 حالة تستدعي العلاج في المستشفى، فضلاً عن 6 وفيات بين كل مليون شخص.
ويستفاد من الدراسات التي يستند إليها التقرير الأميركي، والتي أجرت تحليلات على مدى 4 أشهر لمخاطر لقاحي «فايزر» و«موديرنا» ومنافعهما لدى الذكور والإناث، بمعدل 100 حالة لكل مائة ألف شخص، أن تناول الجرعتين من اللقاح يحول دون 4600 إصابة تستدعي العلاج في المستشفى، ويمنع حدوث 700 حالة وفاة بين كل مليون شخص، فيما لا يزيد على 4 عدد حالات الالتهاب في القلب. ويقول خبراء منظمة الصحة إن هذه الدراسات التي أشرفت عليها عالمة الوبائيات المعروفة الاختصاصية في طب الأطفال سارا أوليفر لم تلحظ اثنين من الأسباب الطبية التي تنصح بتناول اللقاح: تحاشي الآثار الدائمة للمرض، مثل فقدان حاسة الشم، والشعور بضيق التنفس، ومتلازمة الالتهابات المتعددة التي تصيب نسبة ضئيلة من الأطفال.

تطعيم الصغار
يذكر أن اللجنة الاستشارية حول اللقاحات التابعة للمركز الأميركي لمكافحة الأمراض السارية كانت قد أوصت بتلقيح جميع الذين تجاوزوا الثانية عشرة من العمر «في أسرع وقت ممكن». وشددت اللجنة في التعميم على المنافع الجمة لتلقيح الشباب بكثافة، خاصة على صعيد مكافحة الطفرات الفيروسية الجديدة، ومنع انتشارها على نطاق واسع. ومن جهتها، ما زالت الوكالة الأوروبية للأدوية تجري تقييماً للعلاقة المحتملة بين التهابات القلب ولقاحي «فايزر» و«موديرنا»، ومن المنتظر أن تصدر استنتاجاتها النهائية في بحر الأسبوع المقبل. وكانت الوكالة قد أعلنت في الـ11 من الشهر الماضي أنه لا توجد بعد أدلة وبيانات كافية تؤكد العلاقة السببية بين التهابات القلب وهذين اللقاحين. وأشار خبراء اللجنة إلى أن التهابات عضلة القلب يمكن أن تنشأ أيضاً على هامش التلقيح، عن فيروس أو خلل في جهاز المناعة. ويقول خبراء منظمة الصحة إن دراسات عدة بينت أن مرض «كوفيد - 19» ذاته يتسبب أحياناً في التهابات بالقلب.

ومن بين هذه الدراسات واحدة أجريت في الولايات المتحدة على 1600 رياضي، أظهرت أن 2.3 في المائة منهم أصيبوا بالتهابات في القلب بعد تعرضهم لـ«كوفيد - 19».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.