مصر: لن نسمح بأزمة مياه... و«سد النهضة» يعاني عيوباً جسيمة

وزير الري قال إن بلاده تدرس السيناريوهات كافة

TT

مصر: لن نسمح بأزمة مياه... و«سد النهضة» يعاني عيوباً جسيمة

في الوقت الذي قال فيه مسؤولون مصريون إن بلادهم «لن تسمح بحدوث أزمة مياه»، حذروا مما وصفوه بـ«عيوب جسيمة (بعضها) تم إعلانها، وأخرى لم تعلن» في «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا وسط اعتراضات من القاهرة والخرطوم.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، خلال لقاء مع صحافيين وإعلاميين، في القاهرة أمس، إن بلاده «جاهزة للتعامل مع أي طارئ فيما يخص قطاع المياه، مشيراً إلى أنه «يتم تأمين المياه للمواطنين وإدارتها حتى وهي قطرة مياه، حيث تقوم الوزارة عن طريق الأقمار الاصطناعية بتحديد أماكن سقوط الأمطار على سبيل المثال وكيف ستتحرك إلى السدود للاستفادة القصوى من كل قطرة مياه».
وتتفاوض مصر والسودان مع إثيوبيا، منذ أكثر من 10 سنوات، بهدف عقد اتفاق قانوني ينظم عمليتي الملء والتشغيل للسد، الذي تبنيه الأخيرة على الرافد الرئيسي لنهر النيل، لتوليد الطاقة الكهربائية، لكن لم يتم التوصل لاتفاق، وشهد مجلس الأمن الدولي نهاية الأسبوع الماضي، جلسة خاصة لمناقشة الأزمة، لكن لم يصدر عنها قرار بعد.
وأفاد وزير الري المصري، بأن مصر «تدرس السيناريوهات كافة في كل التخصصات على مختلف قطاعات وزارة الري»... مشيراً إلى أن «سد النهضة به عيوب جسيمة تم إعلانها وعيوب لم تعلن».
ولم يفصح عبد العاطي بشأن أقرب السيناريوهات للتطبيق للتعامل مع أزمة السد خصوصاً مع تعثر مسار المفاوضات ثلاثياً وأفريقياً، غير أنه قال إن مصر «تعمل بكافة أجهزتها على مدار الساعة وستتخذ القرار في الوقت الذي يناسبها وفقاً لمصالحها، وكل أجهزة الدولة تعمل على مدار الساعة، كل فيما يخصه».
وفنّد الوزير كذلك اعتراضات بلاده على «سد النهضة» مستشهداً بأن مصر «شاركت في بناء العديد من السدود في بعض الدول الأفريقية، لكن المشكلة في سد النهضة هي حجم السد، والإدارة والتشغيل المشترك كما ترغب مصر»، وأضاف «إثيوبيا ليست لديها إرادة سياسية للوصول لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، عكس مصر التي ترغب في ذلك».
وعلى صعيد إدارة المياه داخلياً، شرح عبد العاطي أن وزارته تواصل العمل على «المشروع القومي لتبطين الترع، إذ تم الانتهاء من 2100 كيلومتر على مستوى الجمهورية، بينما سيجري إتمام تبطين 5 آلاف كيلومتر أخرى بنهاية السنة المالية»، وذلك بهدف تقليل هدر وتسرب المياه.
وعلى صعيد ذي صلة، عبر الرئيس السنغالي ماكي سال، خلال لقائه في داكار، مع نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة المصرية، عن «الدعم الكامل لحقوق الشعب المصري الأزلية في مياه نهر النيل، وسعي السنغال للتأكيد على هذا الأمر في كافة المحافل الخاصة بالاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة»، وفق ما نقل بيان حكومي مصري، أمس، عما دار في اللقاء.
وأضاف الرئيس السنغالي، أن بلاده «سوف تترأس الدورة المقبلة للاتحاد الأفريقي خلال فبراير (شباط) المقبل، وستضع على رأس أولوياتها إيجاد حل جذري لهذه الأزمة (سد النهضة)، للحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب المصري لأن هذا هو التوجه الصحيح الذي يجب على جميع الأطراف الالتزام به»، بحسب البيان المصري.
وبدأت وزيرة التجارة والصناعة المصرية، زيارة إلى السنغال لتترأس «أعمال أكبر بعثة تجارية مصرية لدول وسط وغرب أفريقيا وبمشاركة وفد من كبرى الشركات المصرية».
ونقلت جامع رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لماكي سال رئيس دولة السنغال أكد فيها «عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين قيادة وشعباً، وحرص مصر على تطوير مختلف أطر التعاون المشترك، لا سيما النواحي الاقتصادية والتجارية والصناعية».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.