«فيتش» تخفض تصنيف تونس و«المركزي» يدعو لإصلاحات جادة

اعتبرت الاتفاق مع صندوق النقد «ضرورياً»

وسط وضع «متشظٍّ» يمتد من السياسة إلى الاقتصاد وانهيار المنظومة الصحية... خفضت «فيتش» التصنيف التونسي (أ.ف.ب)
وسط وضع «متشظٍّ» يمتد من السياسة إلى الاقتصاد وانهيار المنظومة الصحية... خفضت «فيتش» التصنيف التونسي (أ.ف.ب)
TT

«فيتش» تخفض تصنيف تونس و«المركزي» يدعو لإصلاحات جادة

وسط وضع «متشظٍّ» يمتد من السياسة إلى الاقتصاد وانهيار المنظومة الصحية... خفضت «فيتش» التصنيف التونسي (أ.ف.ب)
وسط وضع «متشظٍّ» يمتد من السياسة إلى الاقتصاد وانهيار المنظومة الصحية... خفضت «فيتش» التصنيف التونسي (أ.ف.ب)

قال محافظ البنك المركزي في تونس، الجمعة، إن خفض وكالة «فيتش» تصنيف ديون البلد الواقع في شمال أفريقيا «خبر سيئ»، وهو ناجم عن عدم الاستقرار السياسي، ودعا إلى قرارات حكومية واضحة بشأن إصلاحات الدعم والأجور... وذلك في أوج أزمة كبرى متعددة الأوجه تمر بها البلاد، تمتد من الشأن السياسي، مروراً بالاقتصاد، إلى انهيار المنظومة الصحية.
وخفضت وكالة فيتش تصنيف تونس إلى (B -) من (B) مع نظرة مستقبلية سلبية. وذكرت أن المشهد السياسي المتشظي والمعارضة الاجتماعية المترسخة يحدان من قدرة الحكومة على سن تدابير لضبط أوضاع المالية العامة.
وقال مروان العباسي، محافظ البنك المركزي: «أدعو إلى التقدم في برامج الإصلاحات مع صندوق النقد الدولي، واتخاذ قرارات واضحة خاصة بشأن كتلة الأجور والدعم»، معتبراً أن الوضعية الاقتصادية اليوم في تونس حرجة «لكنها ليست مستحيلة»، لافتاً إلى ضرورة إقرار «هدنة سياسية واجتماعية» والمضي في التوافق حول الإصلاحات الاقتصادية.
وقال إن عدم وضوح الرؤية أدى إلى الأزمة الاقتصادية، «لا وضوح في الرؤية الاقتصادية ولا ميزانية واضحة ولا يوجد قانون مالية تكميلي واضح»، مؤكداً أن التوافق بين جميع الأطراف سيمكن من إنقاذ تونس من أزمتها الاقتصادية.
وقالت وكالة «فيتش»، في بيانها، إن «خفض التصنيف والتوقعات السلبية، يعكسان زيادة مخاطر السيولة المالية، مع المزيد من التأخير في الاتفاق على برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي». واعتبرت وكالة التصنيف العالمي اتفاق تونس مع صندوق النقد «ضرورياً للوصول إلى دعم الميزانية من قبل الدائنين الرسميين».
وكانت الحكومة التونسية قد أطلقت، في 18 مايو (أيار) الماضي، مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بهدف الحصول على قرض جديد. وأكدت الوكالة أنه «في حالة عدم وجود إصلاحات قوية، قد يعتبر الدائنون الرسميون إعادة هيكلة الديون أمراً ضرورياً قبل تقديم دعم إضافي».
وتوقعت الوكالة أن يظل عجز الموازنة مرتفعاً عند 8.9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي هذا العام، على أن ينخفض إلى 6.7 في المائة في 2022، و5.5 في المائة عام 2023. وتوقعت اتساع عجز الحساب الجاري في عام 2021 ليقترب من 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وأن يظل عند هذا المستوى على المدى المتوسط، من نسبة 6.8 في المائة 2020.
ورجحت «فيتش» نمو الاقتصاد التونسي بنسبة 3.4 في المائة العام الحالي، بعد أن انكمش 8.8 في المائة في 2020. وسجل الاقتصاد التونسي انكماشاً بـ3 في المائة في الربع الأول من العام الحالي. وأظهرت بيانات رسمية ارتفاع معدل التضخم السنوي في تونس إلى 5.7 في المائة في يونيو (حزيران) ، مقارنة بنحو 5 في المائة في مايو.
ورجحت الوكالة توصل الحكومة التونسية إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل نهاية العام الحالي... لكنها حذرت من أنه «في حال استمرار المعارضة الاجتماعية القوية للإصلاحات المالية، وهشاشة الدعم البرلماني للحكومة، قد لا يتم التوصل إلى اتفاق».
وبالإضافة إلى المشاكل التي يواجهها الاقتصاد، تعاني تونس من أزمة سياسية حادة بين الرئيس قيس سعيد ورئيس الوزراء هشام المشيشي، ما يُعقد خطط الإصلاح. وتقول تونس إنها ستقلص فاتورة أجور القطاع العام وستقدم دعماً مباشراً لمن يحتاجون إليه بدلاً من نظام الدعم التقليدي، وفقاً لخطة إصلاح قدمتها الحكومة إلى صندوق النقد الدولي... لكن أكثر نقابات العمال في البلاد نفوذاً رفضت تلك المقترحات الإصلاحية.



«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
TT

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

من المقرر أن يضخّ معرض «سيتي سكيب العالمي»، الذي يفتتح أبوابه للزوار يوم الاثنين المقبل في العاصمة السعودية الرياض، أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، وعروضاً للقروض التمويلية، تبدأ من 2.59 في المائة، إلى جانب خصومات تصل إلى 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار) في عدة مشاريع، كما سيقام أحد أكبر المزادات العقارية في الشرق الأوسط بقيمة تقديرية تتجاوز مليار ريال (266.6 مليون دولار).

جاء ذلك على لسان الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار، المهندس عبد الله الحماد، خلال كلمته في اللقاء التعريفي لـ«سيتي سكيب العالمي»، الخميس في الرياض، مؤكداً أن استضافة المملكة لهذا الحدث العقاري الضخم تعكس النهضة الاقتصادية التي تشهدها السعودية، في إطار «رؤية 2030».

وأضاف أن المعرض يهدف إلى تعزيز التواصل والتعاون بين مختلف المطورين والمستثمرين العقاريين، فضلاً عن تحفيز الابتكار والتطوير في القطاع.

الفرص الاستثمارية

وأوضح الحماد أن المعرض يساهم بشكل كبير في استكشاف الفرص الاستثمارية من خلال تقديم رؤى شاملة حول اتجاهات السوق العقارية، لافتاً إلى أن المملكة تشهد نمواً غير مسبوق في تطوير المشاريع العقارية والاقتصادية.

وبيّن أن المعرض سيركز بشكل رئيسي على المشاريع الكبرى في المملكة، مع مشاركة أكثر من 400 جهة عارضة، و100 مستثمر مؤسسي، وما يزيد عن 500 قائد في القطاع العقاري من مختلف أنحاء العالم.

وأكمل الحماد أن هذا التجمع الكبير يسهم في تسهيل الوصول إلى الفرص الاستثمارية المتنوعة في السوق العقارية السعودية، ما يعزز جذب الاستثمارات الأجنبية، ويسهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.

وأوضح أن النسخة السابقة من معرض «سيتي سكيب» شهد حضور أكثر من 160 ألف زائر، وتوقيع مشاريع واتفاقيات استثمارية تجاوزت قيمتها 110 مليارات ريال (29 مليار دولار)، مع استثمارات أجنبية وخارجية وصلت إلى 19 مليار دولار.

وأكد الحماد أن النسخة الثانية من المعرض ستشهد زيادة ملحوظة بنسبة 50 في المائة في حجم المعاملات والمشاريع والاتفاقيات.

المطورون العقاريون

من جانبه، قال وكيل وزارة البلديات والإسكان لتحفيز المعروض السكني والتطوير العقاري، عبد الرحمن الطويل، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحدث العقاري المرتقب سيشهد حضور عدد من الأسماء الكبيرة على مستوى العالم في مختلف مجالات القطاع العقاري، سواء في التطوير أو التصميم أو التشغيل.

وأضاف: «من المتوقع حضور عدد كبير من المطورين العقاريين الدوليين إلى المملكة، حيث بدأ أكثر من 10 مطورين بالفعل في تنفيذ مشاريعهم داخل السعودية، مع الطموح لجذب مزيد من المطورين، بالتعاون مع المطورين المحليين».

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

استقطاب الشركات العالمية

ويرى الطويل أن بيئة المملكة العقارية والاستثمارية تتمتع بجاذبية كبيرة، حيث توفر فرصاً واعدة وسهلة للمستثمرين، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على خلق بيئة متنوعة، حيث يتم التركيز على استقطاب الشركات العالمية للاستثمار في السعودية.

وكشف عن تنظيم ورشة عمل خاصة خلال المعرض لاستعراض الفرص الاستثمارية العالمية في السعودية، حيث من المتوقع أن يكون الرقم الإجمالي للاستثمارات كبيراً جداً، ما يعكس رغبة قوية من المستثمرين الأجانب في دخول السوق المحلية.

ويشارك في المعرض نخبة من الخبراء والرؤساء التنفيذيين، ويضم في نسخته الحالية منتدى مستثمري العقار، الذي يستضيف 150 مستثمراً من 22 دولة، إذ يأتي الحدث بهدف تعزيز التعاون في المشاريع الاستثمارية، ليمثل مركزاً مهماً للفرص والاستثمار.