حورية فرغلي: أرفض تقديم «الإغراء» بأعمالي المقبلة

عبرت عن رغبتها في التمثيل مع السقا

الفنانة المصرية حورية فرغلي
الفنانة المصرية حورية فرغلي
TT

حورية فرغلي: أرفض تقديم «الإغراء» بأعمالي المقبلة

الفنانة المصرية حورية فرغلي
الفنانة المصرية حورية فرغلي

أعربت الفنانة المصرية حورية فرغلي عن سعادتها لعودتها للتمثيل مرة أخرى، عبر مسلسل «أيام بنعيشها» للمنتج اللبناني صادق الصباح، وقالت فرغلي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إنها تلقت عدداً من العروض الفنية للمشاركة بها خلال الفترة المقبلة، وأكدت رفضها لتقديم أدوار الإغراء بأعمالها الفنية المقبلة، معبرة عن رغبتها في التمثيل مع الفنان المصري أحمد السقا.
في البداية، تحدثت حورية عن مستجدات مسلسلها الجديد «أيام بنعيشها»، قائلة، هو عمل مكون من 45 حلقة من إنتاج شركة «سيدرز آرت برودكشن» (الصباح إخوان) تأليف سماح الحريري، وإخراج محمد أسامة وأقدم من خلاله دورا جديدا ومختلفا تماما لم يسبق لي تقديمه من قبل، مشيرة إلى أنها لم تتخوف من العودة بدور «شر»، قائلة: «أنا دائما أحب المغامرة والتجديد في أدواري وقد اعتاد الناس على أدواري المسالمة والطيبة، وعلقت في أذهانهم لذلك قررت خوض تجربة أدوار الشر ولست خائفة من العودة بهذا الشكل بل بالعكس أعرف مدى تقبل الجمهور ومحبتهم واشتياقهم لي».
وكشفت فرغلي عن عرض بعض الأعمال الفنية الجديدة عليها على غرار نص مسرحية «زقاق المدق» التي تقوم بقراءتها حالياً، بجانب عدد آخر من الأعمال التلفزيونية.
وعن اختيارها العودة للفن بعمل تلفزيوني وليس سينمائيا، تقول: «بداياتي الفنية كانت بالسينما، وقبيل ابتعادي عنها بسبب ظروفي الصحية كنت نجمة شباك، كما قدمت البطولة المطلقة في التلفزيون أيضاً، لكن حاليا أفضل التلفزيون بسبب تداعيات جائحة كورونا على صناعة السينما».
وذكرت حورية أنها تعاقدت على فيلم «عودة ريا وسكينة» منذ ثلاث سنوات لكنه يعاني من مشكلات إنتاجية، رغم أنني أبلغت الشركة المنتجة باستعدادي لاستكمال التصوير قبل انشغالي الفترة المقبلة في تصوير مسلسل «أيام بنعيشها» في لبنان.
وعبرت عن رغبتها في التعاون مع الفنان أحمد السقا قائلة: «لعمل معه يعد من بين أبرز أمنياتي، فهو لا يشبه أحدا على المستويين الفني والإنساني».
وبشأن كواليس مشاركتها في عضوية لجنة تحكيم «ميس إيجيبت» تقول: «سبق أن تقلدت عرش الجمال وتنازلت عنه بمحض إرادتي وأشعر بكل متسابقة ومدى رهبتها أثناء التقييم من لجنة التحكيم، والمشاركات يتميزن بلباقة ولياقة عالية ومميزات كثيرة وجميعهن يستحققن اللقب والاختيار بينهن محير ولكن مؤكد أنه سوف يتم اختيار ملكة جمال واحدة».
وأعربت فرغلي عن استيائها من «السوشيال ميديا»: «أكره السوشيال ميديا، فهي جامدة لا تعرف المشاعر، والإشاعات بها مميتة تشبه مروجيها الذين أعلنوا خبر موتي مراراً، في وقت أحتاج فيه للدعم بدلاً من الإحباط ولا بد من وقفة تجاه هؤلاء المتنمرين عبر سن قانون يجرمهم ويعاقبهم على ما يفعلونه».
وذكرت أن الفنانين أحمد السقا، وأمير كرارة، ورانيا محمود ياسين، كانوا من أكثر الممثلين الذين تواصلوا معها خلال محنة مرضها.
وأكدت فرغلي أنها لم تفكر مطلقا في اعتزال الفن قبل الأزمة الصحية أو بعدها: «أنا أحب عملي وأعيش لحظات رائعة أمام الكاميرا التي افتقدتها كثيراَ بسبب ظروفي الصحية، وكذلك الحال مع الفروسية فهي ليست هواية فقط بل موهبة توجت بالبطولات».
وردت على منتقدي ظهورها الإعلامي المتكرر بقولها: «هذا يعد أمراً طبيعياً، ولا أرغب في أي شيء سوى اشتياقي للجمهور ورغبتي في طمأنتهم على صحتي وحالتي النفسية، فأنا تحملت كثيراً والمقربون مني يعلمون جيداً ذلك، فأنا قبل أن أكون فنانة، سيدة قوية ولا أعرف الهزيمة أو التودد لأحد، فقد تعرضت لكثير من المضايقات في الوسط وخارجه، فقط أريد العيش بأريحية وبلا صخب ولا أحب الزج باسمي في أي مناوشات حتى أنني لي كثير من المستحقات المالية عن أعمال قدمتها من قبل مع أسماء شهيرة ولم أحصل عليها حتى الآن».
واختتمت حديثها بالتأكيد على عدم عودتها مجدداً لتقديم أدوار الإغراء في أعمالها المقبلة: «هذا قرار لا رجعة فيه، مهما كان حجم أو قيمة العرض».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».