«النواب» يرجئ البت برفع الحصانة عن 3 أعضاء مطلوبين للتحقيق

فهمي رفض إعطاء الإذن لملاحقة إبراهيم... وملف صليبا بعهدة رئيس الجمهورية

الرئيس نبيه بري مترئساً اجتماع هيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل في بيروت أمس (الوطنية)
الرئيس نبيه بري مترئساً اجتماع هيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل في بيروت أمس (الوطنية)
TT

«النواب» يرجئ البت برفع الحصانة عن 3 أعضاء مطلوبين للتحقيق

الرئيس نبيه بري مترئساً اجتماع هيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل في بيروت أمس (الوطنية)
الرئيس نبيه بري مترئساً اجتماع هيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل في بيروت أمس (الوطنية)

طالبت هيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل في البرلمان اللبناني أمس، بخلاصة عن الأدلة الواردة في التحقيق بحق ثلاثة نواب ادعى عليهم المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وجميع المستندات والأوراق التي من شأنها إثبات الشبهات، بغية رفع الحصانة النيابية عنهم واستجوابهم من قبل التحقيق، في وقت رفض وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي إعطاء الإذن بملاحقة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
واجتمعت هيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل لدرس طلب رفع الحصانة في تفجير المرفأ، وحضر أعضاء اللجنة ومنهم المطلوب رفع الحصانة عنهم علي حسن خليل وغازي زعيتر وهما من أعضاء لجنة الإدارة والعدل كما حضر النائب نهاد المشنوق وهو المدعى عليه الثالث. وتم التوافق على عدم اتخاذ أي قرار بانتظار المستندات من القاضي طارق البيطار، الأمر الذي اعترضت عليه «القوات اللبنانية».
وقالت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات» جاء «بموقف جاهز خلاصته أنه لا يمكن الوقوف ضد رفع الحصانة»، لكن النواب الآخرين أبلغوا النائب جورج عدوان رئيس لجنة الإدارة والعدل أن «لا أحد يعارض رفع الحصانة»، بحسب ما قالت المصادر مشيرة إلى أنه «لم يقل ذلك أي طرف في داخل الجلسة، لكن قالوا إن المطلوب المزيد من المستندات لاستكمال دراسة الملف»، من غير الإشارة إلى طبيعة المستندات والمعلومات المطلوبة.
وتلا نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي القرار قائلاً: «بعد الاطلاع على طلب إذن ملاحقة النواب زعيتر والمشنوق وخليل من قبل القاضي بيطار ومراجعة المواد الدستورية والنظام الداخلي للمجلس النيابي وبعد نقاش مستفيض ننتهي للقول بوجوب طلب خلاصة عن الأدلة الواردة في التحقيق وجميع المستندات والأوراق التي من شأنها إثبات الشبهات».
وأضاف الفرزلي: «ستعقد الهيئة المشتركة فور تزويدها بالجواب المطلوب فوراً اجتماعا آخر واستكمال البحث وإعداد التقرير للهيئة العامة لمجلس النواب وفقاً للأصول». وأكد الفرزلي أن المجلس النيابي يتعهد بمتابعة هذا الملف بحذافيره وفقاً للدستور وصولاً لتبيان الحقيقة كاملة في موضوع انفجار المرفأ.
وكان رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان قال بعد الجلسة: «نحن فقط من سجّلنا اعتراضاً على تأجيل موضوع رفع الحصانات وكنّا مع اتخاذ القرار اليوم (أمس)».
بدوره، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون إلى أنه «بعد نقاش طويل وبناء على ما توفّر تقرر أنه يجب استكمال الأدلة الإضافية لعقد اجتماع آخر لرفع تقرير نهائي إلى الهيئة العامة لمجلس النواب لتبتّ بموضوع الملاحقة». وتابع: «هناك أحد في الدولة مسؤول حكماً عن انفجار المرفأ ولا تجوز أي حصانة إلا في الإطار السياسي وما جرى هو طلب مراسلة إضافية من القاضي وعلى ضوئها يتم اتخاذ القرار».
وفيما استمهلت هيئة مكتب مجلس النواب وصول المستندات الإضافية لرفع الحصانة عن النواب الثلاثة، أبلغ وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي النيابة العامة التمييزية بعدم إعطاء الإذن للسماح بملاحقة اللواء عباس إبراهيم، وهو التابع إدارياً لوزارة الداخلية وتحتاج ملاحقته إلى إذنها. وقالت مصادر مواكبة إن فهمي «استند إلى الدائرة القانونية في وزارة الداخلية للتوصل إلى هذه النتيجة».
وكان وزير الداخلية قد لمح قبل أن يتسلم الطلب رسمياً إلى استعداده لإعطاء إذن، لكن سرعان ما مهّد لموقفه الصادر أمس بأن الموضوع في عهدة الهيئة القانونية في وزارة الداخلية.
وبحسب الأصول القانونية، يطلب المحقق العدلي الإذن من الوزير المختص، وهي الداخلية في حالة اللواء إبراهيم. وقالت مصادر قانونية إنه «خلال 15 يوماً إذا لم يجب وزير الداخلية على طلب المحقق العدلي، يعتبر طلب الإذن ساري المفعول. أما إذا رفض، فيمكن للمحقق العدلي أن يستأنف أمام النيابة العامة التمييزية التي تجيب بالرفض أو الموافقة خلال مهلة 15 يوماً».
وبعد أن تنحى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات عن الملف في وقت سابق بسبب صلة القرابة مع أحد المدعى عليهم الوزير السابق والنائب الحالي غازي زعيتر، يبتّ بطلبات الاستئناف الآن التي يقدمها المحقق العدلي، المحامي العام التمييزي في بيروت القاضي غسان الخوري.
أما بالنسبة للادعاء على مدير عام أمن الدولة الواء أنطوان صليبا، فإن المحقق العدلي كان قد أرسل طلباً إلى رئاسة الحكومة للحصول على إذن لاستجوابه. وبحسب معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، تطرق الاجتماع الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب لهذا الأمر، وكون مدير عام أمن الدولة يتبع إدارياً لرئاسة الحكومة، ولكن إمرة المديرية تتبع المجلس الأعلى للدفاع، لذلك طلب رئيس الجمهورية من دياب أن يحول الملف الخاص بطلب الإذن للاستماع لصليبا إليه.
وينصّ قانون المجلس الأعلى للدفاع على أنه «تُنشأ لدى المجلس الأعلى للدفاع مديرية عامة تسمى المديرية العامة لأمن الدولة خاضعة لسلطة المجلس وتابعة لرئيسه ونائبه»، أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
وقالت المصادر إن على رئيس الجمهورية أن يجيب ضمن 15 يوماً من تاريخ تسلمه طلب الإذن بملاحقة صليبا بالقبول أو الرفض. وفي حال رفض، يستأنف المحقق العدلي أمام النيابة العامة التمييزية القرار ضمن الآلية نفسها لإعطاء رأي، وعليها أن تجيب خلال 15 يوماً. وقالت المصادر إن الاتجاه العام أن الرئيس عون لن يعطي الإذن بملاحقة صليبا، أسوة باللواء إبراهيم.
إلى ذلك، أشار اللواء إبراهيم إلى اتخاذ تدابير قانونية من أجل توضيح الأمور التي استهدفته من جهة، ومن جهة أخرى ملاحقة الذين حاولوا التأثير على مجريات التحقيق وتشويه صورته أمام الرأي العام اللبناني. وأكد إبراهيم أنه «كما كل لبناني تحت سقف القانون، علينا التضامن والعمل بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة أو الاستثمار السياسي، لمعرفة حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت»، وطلب من محبيه الذين رفعوا صوره إزالتها. وأكد أن «مسار الحق سينتصر إذا تحلينا بالصبر والإصرار على كشف الحقائق».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.