كشف فريق بحثي أسترالي معني بفحص كيفية استجابة نظام المناعة لفيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، أن المصابين بالمتغيرات المبكرة في عام 2020 أنتجوا أجساما مضادة مستدامة، ومع ذلك فإن هذه الأجسام المضادة ليست فعالة ضد المتغيرات المعاصرة للفيروس.
وتعد الدراسة التي أجراها الفريق، الذي يترأسه باحثون من جامعة سيدني، ونشرت الأربعاء في دورية «بلوس ميدسين»، هي الأكثر شمولاً في دراسة الاستجابة المناعية ضد عدوى «كوفيد - 19»، حيث كشفت أيضاً أن التطعيم أكثر فعالية من الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم بعد الإصابة، وهو ما يظهر أهمية الحاجة إلى الاستثمار في تصميمات لقاح جديدة لمواكبة متغيرات «كوفيد - 19» الناشئة.
وقام الفريق البحثي خلال الدراسة بتحليل مصل 233 شخصاً تم تشخيص إصابتهم بـ«كوفيد - 19» على مدار 7 أشهر، واكتشفوا أن مستوى المناعة بمرور الوقت يعتمد على شدة المرض والمتغير الفيروسي، وأظهروا أن الأجسام المضادة التي تم تطويرها خلال الموجة الأولى قلت فعاليتها ضد ستة متغيرات، تتراوح من تلك التي لوحظت في الموجة الثانية في أستراليا إلى ثلاثة متغيرات مثيرة للقلق أدت إلى انتشار الوباء العالمي في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا.
والمصل هو جزء من دمنا، ويحتوي على معلومات مهمة حول جهاز المناعة لدينا، ومن خلال تحليله لدى الأفراد المصابين بـ«كوفيد - 19»، تمكن الباحثون من إنشاء جدول زمني مفصل لمستوى الأجسام المضادة المعادلة المنتجة ضد عدوى «كوفيد - 19»، وبالتالي معرفة ما إذا كانت هناك مناعة طويلة المدى. وتعد الأجسام المضادة المحايدة جزءاً من ترسانة الخط الأمامي لجهاز المناعة لدينا والتي يتم تشغيلها أثناء العدوى والتلقيح، وتتمثل مهمتهم في حماية الخلايا التي عادة ما تكون هدفاً للعامل الممرض، مثل فيروس كورونا المستجد، ويمكن أن يكون مستوى تحييد استجابة الجسم المضاد سمة مميزة لمدى فعالية الجسم في مقاومة المرض.
ومن المثير للاهتمام أنه تم خلال الدراسة تحديد مجموعة نادرة من «المستجيبين الفائقين» أيضاً كاستثناء، وتتمتع هذه المجموعة من «المستجيبين الفائقين» بمستوى ثابت وقوي من الأجسام المضادة ضد جميع متغيرات «كوفيد - 19».
يقول الباحثون في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة سيدني بالتزامن مع نشر الدراسة، إن هذه المجموعة يمكن أن تكون مفيدة في التحقيق في إمكانات بلازما النقاهة (باستخدام دم من الأشخاص الذين تعافوا لعلاج الآخرين) والتي أثبتت حتى الآن عدم فعاليتها ضد مرض «كوفيد - 19» الحاد، بالإضافة إلى ذلك يمكن فحص المتبرعين الرئيسيين عن كثب واستنساخ أجسامهم المضادة للاستخدام العلاجي في المستقبل. وقادت الدراسة الدكتورة فابيان بريلوت من جامعة سيدني وأبحاث الأطفال، وشبكة مستشفيات سيدني للأطفال وفريقها البحثي، وأجروا التحليل، باستخدام أدوات شديدة الحساسية طوروها لدراسة الأجسام المضادة بالتفصيل.
تقول بريلوت «يمكننا أن نتعلم الكثير من هؤلاء الأشخاص الذين أصيبوا في الموجة الأولى في أستراليا لأنهم أصيبوا بنفس النوع الذي تعتمد عليه لقاحاتنا الحالية، وبينما تظهر اللقاحات المعتمدة استجابات جيدة، تسلط دراستنا الضوء على أهمية التطوير المستمر للقاح، لا سيما مع مراعاة الاختلافات في المتغيرات».
من جانبه، يوضح الدكتور ستيوارت تورفيل المؤلف المشارك من معهد كيربي، أن الدراسة أجريت للتحقيق في مستوى واتساع وطول عمر المناعة الناتجة عن عدوى «كوفيد - 19» وما إذا كانت طفرة الفيروس تهدد المناعة.
يقول «ما أظهره لنا هذا العمل هو أن الملاحظات الحالية حول اللقاحات تظهر أنها توفر حماية أوسع بكثير من كوفيد - 19 ومتغيراته من الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم بعد الإصابة، والتي عادةً ما تكون وقائية فقط ضد متغير الفيروس الذي أصاب الشخص، لذلك لا ينبغي أن نعتمد على الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم للسيطرة على هذا الوباء، بل على اللقاحات الواقية المتاحة على نطاق واسع».
الإصابة السابقة بـ«كورونا» لا توفر حماية من متغيرات الفيروس
الإصابة السابقة بـ«كورونا» لا توفر حماية من متغيرات الفيروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة