مقتل قيادي في «الحرس» الإيراني بانفجار وسط سوريا

«المرصد» رجح أن يكون «داعش» مسؤولاً عن زرع اللغم

TT

مقتل قيادي في «الحرس» الإيراني بانفجار وسط سوريا

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بـ«مقتل قيادي في الحرس الثوري الإيراني وهو إيراني الجنسية أيضاً، جراء انفجار لغم استهدفه ضمن البادية الشرقية لحمص»، مرجحاً أن يكون تنظيم «داعش» هو من قام بزرع اللغم في المنطقة بوصفها ضمن المناطق التي ينشط فيها بشكل كبير.
وأشار «المرصد السوري» إلى مقتل أحد عناصر «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري، «جراء انفجار لغم أرضي خلال محاولة القتيل تفكيكه في منطقة فيضة ابن موينع ضمن بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي».
وفي السادس من الشهر الجاري، أُفيد بمقتل عنصرين على الأقل من قوات النظام وإصابة أكثر من 8 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، نتيجة انفجار لغم زرعته خلايا «داعش» على جانب الطريق شمالي السخنة بريف حمص الشرقي، حيث انفجر اللغم في أثناء مرور حافلة مبيت عسكرية لقوات النظام.
وبذلك بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس (آذار) 2019 نحو 1489 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لـ153 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قُتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم «داعش» في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.
كما وثّق «المرصد» مقتل 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز والعشرات من الرعاة والمدنيين الآخرين بينهم أطفال ونساء في هجمات التنظيم، وكذلك مقتل 968 من التنظيم خلال الفترة ذاتها خلال الهجمات والقصف والاستهدافات.
كان موقع «والا» الإسرائيلي قد نقل عن مسؤول أمني كبير أن الرئيس السوري بشار الأسد «يعيد تنظيم انتشار القوات العسكرية في سوريا، ويقيّد حركة القوات الإيرانية في البلاد»، بالتزامن مع تراجع كثافة الغارات الإسرائيلية على «مواقع إيرانية» في سوريا.
وأضاف المسؤول أن «الإيرانيين حالياً لم يعد بإمكانهم الوصول إلى أي مكان يريدونه في سوريا». وتابع أن «الأسد يقيد جداً حركة الإيرانيين في أنحاء البلاد لمنع الاحتكاك مع المواطنين، بما يحقق الهدوء والاستقرار».
وأضاف أن «الأسد يفهم أنه من أجل إعادة إعمار سوريا وجلب مستثمرين أجانب يجب عليه تحقيق الاستقرار في البلاد. والوجود الإيراني في سوريا ضعُف أيضاً لأسباب أخرى». ولفت إلى أن «إيران مستمرة في تهريب الوسائل القتالية إلى سوريا، لكن بشكل محدود أكثر من الماضي، بسبب المخاوف من الضربات الإسرائيلية وأن تستهدف الضباط الإيرانيين أو أذرعهم». وتابع أنهم «يفكرون مرتين قبل نقل الأشخاص أو الوسائل القتالية».
وعلى صعيد متصل، أفاد موقع «والا» بأن «الجيش الإسرائيلي لا يستبعد احتمال وقوع حادث أمني من الجانب السوري، أو من جهة إسرائيل أو على الحدود بين البلدين، على سبيل المثال من خلال استخدام طائرات مسيّرة أو طائرات من دون طيار».
في 18 من الشهر الماضي، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن دبابات إسرائيلية قصفت نقطة تابعة للجيش السوري قرب الحدود مع إسرائيل، ما أسفر عن تدميرها، في أول عملية منذ تسلم بنيت رئاسة الحكومة.
وفي 9 من الشهر الماضي، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على مناطق عدة في دمشق ومحيطها وفي محافظات حمص وحماة (وسط) واللاذقية (غرب) قُتل فيها عناصر من قوات النظام ومجموعات موالية لها.
وخلال السنوات الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة بشكل خاص مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني.



انقلابيو اليمن متهمون ببيع الكتب المدرسية في السوق السوداء

عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن متهمون ببيع الكتب المدرسية في السوق السوداء

عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)

انقضى الأسبوع الأول منذ بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الحوثيين، من دون حصول عشرات الآلاف من التلاميذ على كتب المنهج الدراسي، بسبب قيام قادة الجماعة في قطاع التربية والتعليم ببيع الكتب في السوق السوداء لجني الأموال والإنفاق على برامج التطييف والمجهود الحربي.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن قادة الحوثيين المسؤولين عن قطاع التعليم حولوا أرصفة الشوارع في العاصمة المختطفة ومدن أخرى إلى سوق سوداء لبيع المناهج في وقت يشكو فيه أولياء الأمور من عدم حصول أبنائهم على الكتب المقررة.

يعجز كثير من الآباء اليمنيين عن توفير الكتب الدراسية من السوق السوداء (الشرق الأوسط)

واتهمت المصادر قيادات انقلابية يتصدرهم يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة الحوثية والمعين وزيراً للتربية والتعليم في الحكومة غير المعترف بها، بالضلوع في عملية المتاجرة العلنية بالعملية التعليمية وبالكتاب المدرسي ومستقبل الطلبة في اليمن.

وأجرت «الشرق الأوسط» جولة في بعض شوارع صنعاء ووثقت بعضا من مظاهر انتشار بيع الكتاب المدرسي، سواء عبر باعة أرصفة أو في نقاط بيع رسمية تابعة للانقلابيين.

تعليم بلا منهج

يؤكد عبد الله، وهو عامل في محل تجاري في صنعاء، أنه اضطر بعد انتظار دام أسبوعاً كاملاً دون أن يحصل ثلاثة من أبنائه على مناهج التعليم، إلى الخروج لأحد الشوارع القريبة من منزله بحي مذبح شمال صنعاء لشراء الكتب لأطفاله.

وعبر عبد الله في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالصدمة أثناء معرفته أن سعر الكتاب الواحد يصل في السوق السوداء إلى 1000 ريال يمني (نحو دولارين)، ما يعني أنه بحاجة إلى مبلغ كبير حتى يتمكن من توفير جميع الكتب لأبنائه الذي يدرسون في الصفوف، الثالث والخامس والسادس الابتدائي.

مناهج دراسية تباع على الأرصفة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (الشرق الأوسط)

وأوضح أن أطفاله لا يزالون يواصلون تعليمهم في مدرسة حكومية بالحي دون كُتب، بعد أن عجز عن توفيرها لهم من السوق السوداء، نظراً لأسعارها المرتفعة، معبراً عن شكواه من استمرار المماطلات من قبل إدارة المدارس الخاضعة للجماعة فيما يخص تأمين الكتب المدرسية للطلبة.

وأثار الإفراغ الحوثي المتعمد لمخازن مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء ومدن أخرى من مناهج التعليم وبيعها في السوق السوداء موجة غضب واسعة في أوساط الناشطين الحقوقيين والمغردين اليمنيين.

وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً تظهر انتشار كميات من الكتب المدرسية على أرصفة كثير من الشوارع في المحتلة صنعاء.

جريمة أخلاقية

اتهم ياسر، وهو اسم مستعار لناشط تربوي في صنعاء، الجماعة الحوثية بتعمد عدم توزيع الكتاب المدرسي على الطلبة في المدارس، في مقابل قيامها بشكل يومي بالتوزيع المجاني لملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي، حيث تجبر الطلبة على قراءتها سعيا لتفخيخ عقولهم.

وطالب ياسر كافة المنظمات الدولية المعنية بدعم التعليم بوقف الدعم المقدم للجماعة الحوثية ووضع حد لعبثها وانتهاكاتها المتكررة بحق العملية التعليمية واستغلالها للكتاب المدرسي وبيعه في الأسواق السوداء.

وفي تعليق له، قال الناشط الإعلامي الموالي للحوثيين مجدي عقبة إن اتخاذ الجماعة من الكتاب المدرسي سلعة تباع على الأرصفة وفي نقاط بيع تم تخصيصها للغرض «جريمة وفضيحة أخلاقية بامتياز». لافتاً إلى إصرار الجماعة على تحويل مؤسسات الدولة الخدمية إلى شركات ربحية.

ومنذ الانقلاب والاستيلاء على مؤسسات الدولة، سعت الجماعة الحوثية جاهدة إلى تحويل كافة المؤسسات في قطاع التربية والتعليم من مؤسسات خدمية مجانية وفقاً للدستور والقوانين النافذة، إلى مؤسسات استثمارية ربحية تصب إيراداتها في جيوب وأرصدة قياداتها، بدءاً من تأجير أسطح وأسوار المدارس، وليس انتهاءً ببيع الكتاب المدرسي في السوق السوداء.