«يورو 2020» نقطة تحول كبرى نحو اللعب الجماعي وعدم الاعتماد على النجوم البارزين

رونالدو وغاريث بيل وبول بوغبا وكيليان مبابي وروبرت ليفاندوفسكي ودعوا البطولة مبكراً

رونالدو أحد النجوم الذين خرجوا من «يورو 2020» مبكراً (أ.ب)
رونالدو أحد النجوم الذين خرجوا من «يورو 2020» مبكراً (أ.ب)
TT

«يورو 2020» نقطة تحول كبرى نحو اللعب الجماعي وعدم الاعتماد على النجوم البارزين

رونالدو أحد النجوم الذين خرجوا من «يورو 2020» مبكراً (أ.ب)
رونالدو أحد النجوم الذين خرجوا من «يورو 2020» مبكراً (أ.ب)

ودع منتخب البرتغال نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 من دور الستة عشر، على الرغم من الجهود التهديفية لنجمه الأبرز كريستيانو رونالدو، الذي أحرز خمسة أهداف. لكن رغم خروج رونالدو من البطولة، فإنه ما زال يحتل المرتبة الأولى في «قائمة الأثرياء على إنستغرام»، وفقًا لشركة تدعى «هوبير إتش كيو»، والتي أصدرت بيانًا مؤخرا أعلنت فيه أن رونالدو قد تم تنصيبه رسميًا باعتباره الأعلى ربحا بين «المشاهير والمؤثرين».
ويُقال إن كل منشور يكتبه رونالدو على حسابه الخاص على إنستغرام يحقق له عائدات مالية تبلغ 1.6 مليون دولار، وهو رقم يبدو، بمعزل عن الأرقام الأخرى، جنونيا للغاية في حقيقة الأمر. ويكفي هذا لأن يجعل رونالدو يتفوق على كثير من النجوم مثل نجمة البوب أريانا غراندي، والممثل دواين جونسون «ذا روك»، اللذين يتخلفان الآن عن اللاعب البرتغالي الذي جاءت أولى خطواته نحو الشهرة العالمية عندما شارك كبديل لنيكي بات أمام نادي بولتون!
وعندما نذكر رونالدو فمن الطبيعي والبدهي أن نتحدث عن منافسه الدائم، النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يأتي في المرتبة السابعة في هذه الإحصائية ويحصل على 1.2 مليون دولار لكل محتوى ينشره على إنستغرام. ويأتي نجم الكريكيت الهندي فيرات كوهلي في المرتبة التاسعة عشرة، قبل المغنية والممثلة ريهانا مباشرة، وهو أمر جيد للغاية بالنسبة للاعب يمارس رياضة يقال إنها لا تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب. وهبط النجم الإنجليزي الوسيم ديفيد بيكهام إلى المركز التاسع والعشرين.
لكن الحقيقة أن كل هذا لا يهم على الإطلاق خارج هذا العالم التجاري الفارغ، لكنه في نفس الوقت يسلط الضوء على شيء آخر مثير للدهشة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الحالية، وهو أن جميع النجوم البارزين قد ودعوا البطولة. ومع الوصول للدور ربع النهائي، كان معظم لاعبي كرة القدم الذين يُنظر إليهم على أنهم نجوم من الدرجة الأولى أو أصحاب نفوذ من الناحية التجارية أو من بين لاعبي النخبة على مستوى الأندية، قد خرجوا من البطولة: رونالدو، وغاريث بيل، وبول بوغبا، وكيليان مبابي، وروبرت ليفاندوفسكي، والعديد من اللاعبين الألمان، وجميع الأشخاص الذين تنافسوا يوما ما على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم أو حصلوا عليها.
وبعد دور الستة عشر، خرج 29 لاعبا من اللاعبين الذين سبق لهم التتويج بدوري أبطال أوروبا، وعادوا إلى أوطانهم. وبقي أربعة عشر لاعبا، معظمهم من المدافعين وغير النجوم البارزين. ربما يكون السبب في ذلك هو المستويات والنتائج القريبة في المباريات، لكن الحقيقة أن هذا أمرا غير مألوف ولم نكن نشاهده في كثير من البطولات الكبرى. وهناك أسباب واضحة تجعل يورو 2020 تبدو مختلفة عن غيرها من البطولات، لكن ربما يكون الشيء الأبرز في هذه المسابقة هو التراجع الواضح في الاعتماد على النجوم البارزين ومعشوقي الجماهير. من السهل أن ننسى أن البطولات الأخيرة قد طغى عليها النجوم والمشاهير البارزون، ففي كأس العالم 2018، تم تزيين مدن روسيا بجداريات تسويقية لكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونيمار، وغيرهم من النجوم.
وبدأت وسائل التواصل الاجتماعي في تأكيد جاذبيتها في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث زعمت شركة «أديداس» بأنها أثرت في حياة خمسة مليارات متابع (كان هناك حوالي 7.25 مليار شخص على هذا الكوكب). وكان فوز ألمانيا على البرازيل بسبعة أهداف مقابل هدف وحيد في مباراة الدور نصف النهائي بمثابة نقطة انطلاق كبرى في صعود موقع تويتر، كما أن الهدف الخامس الذي سجله سامي خضيرة كسر رقما قياسيا فيما يتعلق بعدد التغريدات في الدقيقة الواحدة.
ومنذ ذلك الحين، طغت الأمور التجارية على كل شيء، لكن ربما كان الأمر مختلفا في البطولة الحالية، حيث لم تكن إعلانات المشاهير بالدرجة نفسها ولم تكن العلامات التجارية منتشرة في كل مكان كما كان الأمر في السابق. وبالتزامن مع ذلك، كان الأداء داخل الملعب يتسم باللعب الجماعي والتناغم وبذل أقصى مجهود ممكن، وبالتالي فإن المنتخبات التي تعتمد على اللعب الجماعي تفوقت على تلك التي تعتمد على الأسماء الرنانة أو النجوم البارزين.
وكان هناك رد فعل على هذا، رغم أن الآلة الإعلامية لا تزال تهتم بالنجوم وتلقي عليهم كثيرا من الأضواء. ففي إنجلترا، هناك محاولات لتحويل رحيم سترلينغ إلى نجم لامع بعد الدور الكبير الذي لعبه في صعود منتخب بلاده للدور نصف النهائي. لكن يجب التأكيد على أن سترلينغ من نوعية اللاعبين الذين يعملون في صمت ولا يبحثون عن الأضواء، كما أنه يفكر دائما في مصلحة الفريق ويلعب بشكل جماعي، وبالتالي فهو يجسد تماما التحول الكبير الذي شهدته البطولة الحالية.
ويجب التأكيد في الوقت نفسه على أن رونالدو شخص ملهم للغاية، وربما تشير اللحظة التي أبعد فيها زجاجة الكوكاكولا من أمامه خلال أحد المؤتمرات الصحفية في هذه البطولة إلى تحول في القوة، حيث يتولى اللاعبون مسؤولية العناية بمواهبهم الخاصة، ولم يعودوا مدينين لهذه العلاقات غير الصحيحة بعلامة تجارية أو بمشروب. ربما نمر بمرحلة مفترق طرق بين جيلين، وننتظر ظهور نجوم جديدة لأن النجوم الكبار في السن بدأوا في التراجع ويقتربون من نهاية مسيرتهم.
ومهما كان السبب في ذلك، فإن هذا المشهد الجديد رائع ومثير حقا، فهو يمنحنا استراحة من كرة القدم على مستوى الأندية، ويذكرنا أيضًا بأن اللعب على مستوى المنتخبات يُعد من نواح كثيرة هو أنقى شكل من أشكال هذا المنتج الترفيهي المتضخم، وهو أمر يفعله اللاعبون من أجل الحب والتجربة المشتركة ومن أجل البحث عن المجد مع منتخبات بلادهم.


مقالات ذات صلة

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

رياضة عالمية منتخب غينيا بيساو المغمور يأمل الاستفادة من ابناء الجيل الثاني لمواطنيه المغتربين بأوروبا (غيتي)

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

قاد جاك تشارلتون جمهورية آيرلندا للوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم. فعندما تم تعيينه مديرا فنيا للمنتخب في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بدأ يبحث

ريتشارد فوستر (لندن)
رياضة عالمية كين (يمين) يسجل هدفه الثاني من ثلاثية فوز أنجلترا على أيطاليا (ا ب)

9 منتخبات تضمن تأهلها لـ«يورو 2024» وإيطاليا تنتظر معركة مع أوكرانيا

مع ختام الجولة الثامنة لتصفيات كأس أوروبا (يورو 2024) المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، تأكد تأهل 9 منتخبات إلى النهائيات هي إنجلترا والنمسا وبلجيكا وإسبانيا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوق يدفع بورقة من فئة عشرة يوروات بسوق محلية في نيس بفرنسا (رويترز)

اليورو يسجّل أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ 20 عاماً

سجّل اليورو، اليوم (الثلاثاء)، أدنى مستوياته مقابل الدولار الأميركي منذ نحو 20 عاماً وبلغ 1.0306 دولار لليورو متأثراً بالتوترات المرتبطة بالطاقة في أوروبا وقوة العملة الأميركية التي تستفيد من السياسة النقدية المشددة للاحتياطي الفيدرالي. وارتفع الدولار قرابة الساعة 08.50 بتوقيت غرينتش بنسبة 1.03 في المائة مسجّلاً 1.0315 للدولار مقابل اليورو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو (إ.ب.أ)

الروبل الروسي يصعد أمام اليورو إلى أعلى مستوى في 7 سنوات

تواصل العملة الروسية ارتفاعها أمام العملتين الأميركية والأوروبية، وتم تداول الدولار اليوم دون 53 روبلاً، فيما جرى تداول اليورو عند مستوى 55 روبلاً وذلك للمرة الأولى في نحو سبع سنوات. وبحلول الساعة العاشرة و42 دقيقة بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بنسبة 1.52% إلى مستوى 95.‏52 روبل، فيما انخفض سعر صرف اليورو بنسبة 1.92% إلى 18.‏55 روبل، وفقاً لموقع «آر تي عربية» الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الرياضة اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

قالت لويز كيسي «عضو مجلس اللوردات البريطاني» في تقريرها الشامل عن الأحداث التي وقعت خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 على ملعب ويمبلي في 11 يوليو (تموز): «أنا لست بصدد إلقاء اللوم على بعض الأفراد. لذا، إذا كان الناس يبحثون عن تقرير يحاول تحويل بعض الأفراد إلى كبش فداء، فلن تجدوا ذلك. كانت هناك إخفاقات جماعية حددتها وكانت واضحة. وهناك أيضاً عوامل مخففة أصفها في التقرير بأنها (عاصفة كاملة) جعلت من الصعب للغاية إدارة هذه المباراة النهائية». وبعد صدور التقرير الصادر من 129 صفحة، يبدو من غير المحتمل أن كلمات كيسي ستوقف الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحميل فرد ما مسؤولية ما حدث.

بول ماكينيس (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».