السيسي يشدد على ضرورة التمكين الحقيقي للمرأة في المجالات كافة لتحقيق التنمية

السيسي خلال افتتاح مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي الخاص بالمرأة في القاهرة (من صفحة المتحدث الرئاسي المصري على «فيسبوك»)
السيسي خلال افتتاح مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي الخاص بالمرأة في القاهرة (من صفحة المتحدث الرئاسي المصري على «فيسبوك»)
TT

السيسي يشدد على ضرورة التمكين الحقيقي للمرأة في المجالات كافة لتحقيق التنمية

السيسي خلال افتتاح مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي الخاص بالمرأة في القاهرة (من صفحة المتحدث الرئاسي المصري على «فيسبوك»)
السيسي خلال افتتاح مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي الخاص بالمرأة في القاهرة (من صفحة المتحدث الرئاسي المصري على «فيسبوك»)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «حرص بلاده على الارتقاء بالتعاون بين الدول الإسلامية لتحقيق نقلة نوعية في التعامل مع قضايا المرأة»، مشدداً على أن «مصر لن تدخر جهداً من أجل دعم منظمة تنمية المرأة، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي». وقال السيسي، خلال كلمته أمس في افتتاح فعاليات المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التعاون الإسلامي الخاص بالمرأة، إن «مصر ستسعى على مدار العامين المقبلين خلال رئاستها للمنظمة إلى التركيز على قضيتين من أكثر القضايا إلحاحاً، الأولى التمكين الاقتصادي للمرأة، والثانية مكافحة التداعيات السلبية للإرهاب والتطرف على المرأة»، مضيفاً أن «هناك فرصة تاريخية لطرح الصورة الحقيقية والصحيحة حول وضعية المرأة في الإسلام»، مشدداً على «ضرورة التمكين الحقيقي للمرأة في المجالات كافة لتحقيق التنمية الحقيقية». واستضافت مصر أمس مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي للمرأة، تحت عنوان «المحافظة على مكتسبات المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في ظل جائحة (كورونا) وما بعدها»، بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفي مدبولي، وعدد من المسؤولين والوزراء المصريين، وممثلي منظمات دولية وإقليمية.
وأشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمته، بما تشهده قضايا المرأة في المملكة العربية السعودية من اهتمام منقطع النظير مكّن الكفاءات والكوادر النسائية من الإسهام في قيادة التنمية في جميع المجالات في ظل رؤية المملكة 2030. معرباً عن شكره وتقديره لمصر على استضافتها الدورة، «الأمر الذي يعد دليلاً على حرص مصر على تعزيز الأهداف الشاملة لمنظمة التعاون الإسلامي، وتوطيد دعائم العمل الإسلامي المشترك في مجال تمكين المرأة والنهوض بها في المجالات كافة». وشدد الدكتور العثيمين على أن «منظمة التعاون الإسلامي تسعى لإعطاء رسالة للعالم الإسلامي والعالم أجمع بأن الإسلام الصافي المعتدل يُعلي من شأن المرأة، ويعدها شريكاً فاعلاً في المجالات كافة»، مشيراً إلى أنه «في إطار متابعة تنفيذ قرارات المؤتمر الوزاري السابع حول المرأة الذي عقد في واغادوغو ببوركينا فاسو عام 2018، ورغم ظروف جائحة (كورونا) تمكنت الأمانة العامة بدعم من الدول الأعضاء وبالتنسيق مع أجهزة ومؤسسات المنظمة ذات الصلة من عقد ندوات وورش عمل ودورات تدريبية وإعداد دراسات وتقارير تنفيذاً لتلك القرارات».
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إن «المرأة المصرية في عهد الرئيس السيسي استطاعت الحصول على كثير من الخطوات الإيجابية في مجال التمكين والتنمية»، مشيراً إلى أن «المؤتمر يُعقد في وقت تشكل فيه قضية النهوض بالمرأة وتعزيز مشاركتها في مجال السياسة والاقتصاد ضرورة حتمية؛ حيث تواجه المرأة المسلمة مجموعة من التحديات والقضايا الجسام التي تعرقل عمل المرأة».
وشهد مؤتمر القاهرة لأول مرة قيام فتاه بقراءة القرآن الكريم في افتتاح فعاليات رسمية بحضور رئيس الدولة المصرية. ويشهد المؤتمر إطلاق عمل «منظمة تنمية المرأة» بمقرها الدائم بمصر، وهي «أول منظمة دولية متخصصة في إطار منظومة التعاون الإسلامي لتعزيز، وحماية حقوق المرأة والنهوض بأحوالها في جميع الدول الأعضاء بالمنظمة الإسلامية»، وفق المتحدث الرئاسي المصري.
وأكد السيسي أن «مصر حرصت منذ اللحظة الأولى عند وضع خطط عملها وسياساتها في التعامل مع الجائحة على توجيه اهتمام خاص للحد من تداعياتها على المرأة»، مشدداً على أن «ذلك الاهتمام تجسد في تعزيز خدمات الحماية الاجتماعية للمرأة وتدعيم سبل حمايتها من العنف واستحداث سياسات مالية واقتصادية جديدة وداعمة لسوق العمل، من شأنها تعزيز تمكين المرأة اقتصادياً، وتوفير فرص عمل مناسبة للعناصر النسائية من العمالة غير المنتظمة، إضافة إلى العمل بقوة في المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة المصرية».
وقال الرئيس المصري إن «منظمة التعاون الإسلامي تمثل ساحة مهمة رئيسية لتعزيز دور المرأة في العالم الإسلامي»، لافتاً إلى أننا «لدينا فرصة تاريخية مهمة لطرح الصورة الحقيقية والصحيحة حول وضعية المرأة في الإسلام، وذلك عبر الارتقاء بتعاون دولنا في هذا المجال، وتسليط الضوء على إنجازات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، من حيث معدلات وصول المرأة إلى مواقع القيادة وتمكينها في جميع المجالات، وحمايتها من أوجه العنف والتمييز وغيرها من القضايا الرئيسية، لنوضح للعالم أجمع حقيقة أن ديننا الحنيف أعطى المرأة حقوقها من أكثر 1400 عام».
من جانبها، قالت رئيسة المجلس القومي للمرأة بمصر، الدكتورة مايا مرسي، إن «الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري تناقش الحفاظ على مكتسبات المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في ظل الجائحة وما بعدها». فيما أكدت وزيرة المرأة والتضامن في بوركينا فاسو، هيلين ماري لورانس، أن «الجائحة أدت إلى مشكلات لم تكن موجودة على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية، والأمر يحتاج لبعض الوقت لمواجهة هذه الصعوبات والتحديات».


مقالات ذات صلة

تقرير: السلطات الصينية تمارس ضغوطاً على النساء لحثّهن على الإنجاب

آسيا أمهات مع أطفالهن خارج أحد المحلات في تشنغتشو الصينية 12 أبريل 2021 (رويترز)

تقرير: السلطات الصينية تمارس ضغوطاً على النساء لحثّهن على الإنجاب

في الصين، تواجه النساء ضغوطاً متزايدة من السلطات للإنجاب في ظل أزمة ديموغرافية حادة. واشتكت نساء من التدخّل بخصوصياتهن، وفق ما نقلته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج المبادرة تمثّل تحوّلاً نوعيّاً في الانتصار لتعليم الفتيات (واس)

رابطة العالم الإسلامي تطلق مبادرة دولية لتعليم الفتيات

أطلقت رابطة العالم الإسلامي مبادرتها الدولية لـ«تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة»، التي ترعاها الحكومة الباكستانية، وذلك خلال مؤتمر في إسلام آباد.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

عيّن البابا فرنسيس أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مكتباً يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي محسنة المحيثاوي (متداولة)

محسنة المحيثاوي... أول امرأة ترأس محافظة السويداء السورية

عيّنت الإدارة الجديدة في سوريا محسنة المحيثاوي محافظاً لمحافظة السويداء جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مصرف سوريا المركزي (متداولة)

سوريا: تكليف امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي لأول مرة

أكدت مصادر سورية، اليوم الاثنين، تكليف ميساء صابرين لتكون أول امرأة بمنصب حاكم مصرف سوريا المركزي، في خطوة تُعد سابقة بتاريخ المصرف.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».