رئيس جنوب أفريقيا السابق يبدأ تنفيذ عقوبة السجن 15 شهراً

زوما يستسلم للقضاء ليبدأ عقوبة بالسجن 15 شهراً (أ.ب)
زوما يستسلم للقضاء ليبدأ عقوبة بالسجن 15 شهراً (أ.ب)
TT

رئيس جنوب أفريقيا السابق يبدأ تنفيذ عقوبة السجن 15 شهراً

زوما يستسلم للقضاء ليبدأ عقوبة بالسجن 15 شهراً (أ.ب)
زوما يستسلم للقضاء ليبدأ عقوبة بالسجن 15 شهراً (أ.ب)

في تتويج لمعركة قضائية طويلة اعتبرت اختباراً لقدرة الدولة على فرض حكم القانون، بدأ أمس رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما تنفيذ عقوبة بالسجن لمدة 15 شهراً لإدانته بازدراء المحكمة بعد أن سلم نفسه في اليوم السابق للشرطة، رغم احتجاجات استمرت لأيام من جانب أنصاره. وأعلنت مؤسسة زوما أنه قرر تسليم نفسه للشرطة، بعد أن أفلت السياسي من إلقاء القبض عليه من جانب الشرطة.
وأكد المتحدث باسم الشرطة ليراندزو ثيمبا، في بيان، أن زوما محتجز لدى الشرطة تطبيقاً لحكم المحكمة الدستورية. وقالت إدارة السجون، في بيان منفصل، إنه جرى تسليم زوما لسجن إيستكورت الذي يقع على بعد 175 كيلومتراً تقريبا من بلدته الريفية نكاندلا في شرق البلاد.
وكانت المحكمة الدستورية قد أصدرت، الأسبوع الماضي، حكماً بسجن زوما 15 شهراً بسبب رفضه تعليمات في فبراير (شباط) الماضي بتقديم أدلة لتحقيق في فساد خلال فترة حكمه التي استمرت تسع سنوات حتى عام 2018. وكان يتعين عليه الرد على أسئلة لجنة تحقيق بشأن تهم فساد مختلفة خلال فترة ولايته (2018 - 2009)، لكنه لم يمتثل لاستدعاء المحكمة.
وحاول زوما، 79 عاماً، المقاومة لفترة طويلة، كما هددت جمعيات المحاربين القدامى التي تدعمه بزعزعة استقرار البلاد إذا تم القبض عليه. ووضع العشرات من أنصاره أنفسهم حراساً أمام مقر إقامته في نكاندلا. ووصلت الشرطة ومعها العديد من المركبات أمام مقر إقامة زوما في نكاندلا في شرق جنوب أفريقيا، بمتابعة الكاميرات العاملة لمؤسسة إعلامية كبيرة.
وبعد عدة جولات من المفاوضات مع محاميه، غادرت قافلة سيارات تحمل زوما في النهاية. ووفقاً للشرطة، يوجد زوما الآن في مركز إست كورت الإصلاحي في كوازولو - ناتال، وهي مقاطعة على الساحل الشرقي للبلاد.
وكتبت ابنة زوما، دودو زوما سامبودلا، على «تويتر» أن والدها كان في حالة مزاجية جيدة وكان يضحك وهو في طريقه إلى السجن. وبث التلفزيون لقطات مباشرة لموكبه أثناء دخوله السجن. وشكك زوما بشكل متكرر في شرعية اللجنة، وشدد على أنه يفضل الذهاب إلى السجن على المثول أمامها. وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يصدر فيها حكم بالسجن بحق رئيس سابق للبلاد. وكان محامو السياسي قد تقدموا مساء أمس (الأربعاء) بطلب عاجل لتأجيل بدء تنفيذ الحكم.
ومن المقرر أن تنظر المحكمة الدستورية يوم الاثنين المقبل في طلب قدمه زوما لإلغاء عقوبة سجنه. ومن خلال محاميه، قال زوما للمحكمة إن عقوبة السجن سوف تعرض حياته للخطر نظراً لحالته الصحية المتدهورة. ونقلت قناة «نيوز – 24» الإخبارية عن رسالة المحامي أنه بناء على ذلك، فإن زوما مؤهل لإعادة النظر في قضيته.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.