أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن سحب القوات الأميركية من أفغانستان سينتهي بحلول 31 أغسطس (آب) المقبل مؤكدا أن إدارته قد حققت كل الأهداف في مكافحة التهديدات الإرهابية. وتعهد بإجلاء آلاف المترجمين الفوريين الذين خدموا إلى جانب القوات في أفغانستان وعائلاتهم.
ودافع بايدن في كلمة استمرت 14 دقيقة في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض مساء اليوم الخميس عن قراره سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر (أيلول)، منهيا أطول حرب في البلاد منذ عقدين ومؤكدا أن بلاده حققت أهدافها في أفغانستان. وتزامن الرحيل السريع مع مكاسب كبيرة على الأرض لحركة طالبان وتزايد المخاوف بشأن حرب أهلية شاملة. وجدد بايدن - الذي التقى صباح الخميس مع فريقه للأمن القومي - دعوته لحل دبلوماسي بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
وقال: «لقد أبرمت الإدارة السابقة اتفاقا مع طالبان على الانسحاب في مايو (أيار) 2021. وطالبان كانت لتهاجم قواتنا لو بقينا. والولايات المتحدة لا يمكنها تحمل ما تحملته على مدى عشرين عاما ولدينا مخاطر أبعد من أفغانستان في جنوب آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وعلينا هزيمة كوفيد 19 ومكافحة التغير المناخي». وشدد على أن العملية الأميركية ستنتهي في أغسطس، وقال «لم نذهب إلى أفغانستان لبناء دولة». وأكد بايدن أن حركة طالبان وصلت إلى أقوى مستوى لها عسكريا منذ العام 2001.
وتحدث عن وجود مستويات عالية من الفساد لدى جميع الأطراف في أفغانستان، وشدد على أن للشعب الأفغاني وحده حق تقرير الحكومة التي يريدها. وأشار في إجابته على أسئلة الصحافيين إلى أن المهمة تم إنجازها حين قتل أسامة بن لادن ولم يعد هناك تهديدات لهجمات إرهابية أخرى ضد الولايات المتحدة.
وشدد على استمرار الدعم الأميركي للقوات الحكومية الأفغانية قائلا إن سيطرة طالبان على أفغانستان ليست أمرا محتوما. كما تعهد بحماية المترجمين ونقلهم إلى خارج أفغانستا.ن وقال «سنواصل التأكد من أننا نتعهد المواطنين الأفغان الذين يعملون جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية، بمن في ذلك المترجمون الفوريون والمترجمون».
في وقت سابق من هذا العام، تعهد بايدن بسحب جميع القوات الأميركية تقريباً من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر، لكن العملية كانت أسرع. ومن المتوقع أن يظل 650 إلى 1000 جندي في البلاد لحراسة السفارة الأميركية والمطار في كابل.
وتزايدت المخاوف بعد تحركات عسكرية متسارعة من حركة طالبان وسيطرتها على مدن رئيسية في جميع أنحاء أفغانستان هذا الأسبوع. واشتبك المقاتلون مع القوات الحكومية في عاصمة إقليم بادغيس، في أحدث تقدم في سلسلة من الهجمات على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ أن بدأت القوات الأجنبية الانسحاب في مايو. وفي أواخر الشهر الماضي، أعرب الجنرال أوستن «سكوت» ميللر القائد العسكري الأعلى للولايات المتحدة في أفغانستان، عن قلقه العميق من أن البلاد قد تنزلق إلى حرب أهلية فوضوية. وقال إن البلاد يمكن أن تواجه «أوقاتاً عصيبة للغاية» ما لم تتوحد قيادتها المدنية المنقسمة ويتم التحكم في الجماعات المسلحة المختلفة التي تنضم إلى القتال ضد طالبان.
من جانبها أكدت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض خلال المؤتمر الصحافي ظهر الخميس أن بايدن كان على علم باحتمال زيادة العنف عندما اتخذ قرار سحب القوات الأميركية. وقالت: «كان الرئيس واضحاً جداً بشأن هذا الأمر عندما ألقى خطابه في أبريل (نيسان)، بأنه سيكون هناك تصاعد في أعمال العنف والاضطرابات على الأرض. كنا نعلم ذلك، ونعرف أن الوضع الأمني سيصبح أكثر صعوبة». لكنها جادلت بأن هناك عوامل أخرى فاقت تلك المخاوف. وقالت: «طالب البعض بضرورة البقاء لسنة أخرى، لكن القيام بذلك كان سيعني سقوط المزيد من الضحايا لأن طالبان كانت ستكثف استهدافها للقوات الأميركية». وأضافت في إجابتها على أسئلة الصحافيين «لو لم نتخذ القرار الذي اتخذناه، لكانت هناك عواقب وخيمة».
وأشارت ساكي إلى أن بايدن لم يعلن النصر رغم خروجه من حرب استمرت 20 عاماً. وقالت: «لن نحظى بلحظة إنجاز المهمة في هذا الصدد. إنها حرب استمرت 20 عاماً ولم يتم الانتصار فيها عسكرياً. وسنواصل الضغط من أجل نتيجة سياسية وحل سياسي».