الأفراح تعمّ إيطاليا وخطوة واحدة تفصل المنتخب عن «حلم» التتويج باللقب القاري

مانشيني أعاد إحياء «الأزوري» بعد سنوات الحضيض... وإنريكي فخور بلاعبي إسبانيا رغم توديع «يورو 2020»

لاعبو إيطاليا يحتفلون باجتياز عقبة إسبانيا والوصول لنهائي كأس أوروبا (رويترز)
لاعبو إيطاليا يحتفلون باجتياز عقبة إسبانيا والوصول لنهائي كأس أوروبا (رويترز)
TT

الأفراح تعمّ إيطاليا وخطوة واحدة تفصل المنتخب عن «حلم» التتويج باللقب القاري

لاعبو إيطاليا يحتفلون باجتياز عقبة إسبانيا والوصول لنهائي كأس أوروبا (رويترز)
لاعبو إيطاليا يحتفلون باجتياز عقبة إسبانيا والوصول لنهائي كأس أوروبا (رويترز)

وقف لاعبو إيطاليا المنهكين والمرهقين أمام الكاميرات عقب الفوز المبهج على إسبانيا بركلات الترجيح الذي ضمن لهم التأهل لنهائي كأس أوروبا لكرة القدم (يورو 2020) ورددوا معاً: «عانينا والآن نحن على بُعد سنتيمتر واحد من دخول التاريخ».
وبمجرد انتهاء المباراة اجتاحت الجماهير الإيطالية شوارع العاصمة روما ملوّحة بأعلام البلاد ومطلقة العنان لأبواق السيارات والألعاب النارية، والأمر نفسه في ميلانو وتورينو، حيث تقاطر الجمهور بالآلاف إلى وسط المدينة للاحتفال بتأهل المنتخب إلى النهائي.
وعاشت إيطاليا ليلة ساحرة أخرى في البطولة القارية وخرجت الصحف المحلية أمس، لتُجمع على براعة فريق المدرب روبرتو مانشيني الذي أحيا المنتخب من جديد وجعله مصدر سعادة للبلاد. وكتبت صحيفة «لا ريبوبليكا» اليومية تحت صورة لاعبين إيطاليين يحتفلون في ملعب ويمبلي: «كما عانينا، أصبح الحلم الآن في متناول أيدينا». وبدورها كتبت صحيفة «إل ميسادجيرو»: «يا للروعة، نحن في النهائي». ولم تشذّ أكبر صحيفة إيطالية عن سابقاتها، فكتبت «إل كورييري ديلا سيرا»: «قدّم لنا منتخب إيطاليا أمسية ساحرة، نحن في النهائي». واختارت «غازيتا ديلو سبورت» عنواناً باللغة الإسبانية مع بساطة بليغة «فييستا!» (احتفال)، من أجل تلخيص النشوة التي أحدثها هذا الانتصار في جميع أنحاء البلاد.
وسدد فريق المدرب روبرتو مانشيني سبع كرات على المرمى مقابل 17 تسديدة لإسبانيا على مدار 120 دقيقة، حيث تقدم فيدريكو كييزا بهدف لإيطاليا، قبل أن يدرك ألفارو موراتا التعادل في الدقيقة 80. ولجأ المنتخبان لوقت إضافي لم تتغير فيه النتيجة ليتم الحسم بركلات الترجيح التي انحازت لإيطاليا (4 - 2).
وقال ليوناردو بونوتشي، مدافع إيطاليا: «هذه أصعب مباراة لعبتها في مسيرتي. أهنئ إسبانيا على ما قدمته، لكن مرة أخرى هذه التشكيلة الإيطالية لعبت بحماس كبير وبإصرار وكان لديها القدرة على التقدم في اللحظات الصعبة».
وأضاف: «الآن يتبقى سنتيمتر واحد للحسم. مذهل ما نفعله. سنعود إلى هنا (ملعب ويمبلي) ويجب أن نلعب بنفس القوة من أجل اللقب الذي نفتقده منذ 50 عاماً».
ونال الجناح كييزا، وهو من بين كثير من اللاعبين الواعدين المشاركين لأول مرة في تشكيلة إيطاليا في بطولة كبرى، جائزة أفضل لاعب في المباراة بعدما سجل هدفاً رائعاً لبلاده. وقال كييزا: «لا يمكن وصف مشاعري بالكلمات. كانت مباراة صعبة، ظهرت إسبانيا بشكل رائع، لكننا حسمنا الأمر وسنعود إلى يوم 11 يوليو (تموز) لخوض النهائي». وأضاف: «إسبانيا كانت رائعة. لديها مجموعة من النجوم، لكن قاتلنا حتى النهاية ونجحنا. عندما أهدر (مانويل) لوكاتيلي الركلة الأولى، تحلينا جميعاً بالهدوء وقلنا إن بوسعنا النجاح. إنها واحدة من أجمل أمسيات حياتي بلا شك، اللعب لمنتخب بلدي في مثل هذه المباريات وتمثيل 60 مليون إيطالي، إنه حلم لا يصدَّق لم أكن أتخيله أبداً».
وفازت إيطاليا في كل مبارياتها الست بالبطولة وبطرق مختلفة حيث هيمنت في ثلاث مباريات بدور المجموعات أمام تركيا وسويسرا وويلز بتسجيل سبعة أهداف دون اهتزاز شباكها. لكنها اضطرت لخوض وقت إضافي أمام النمسا في دور 16 قبل أن تحسم الفوز، ثم لعبت بشراسة هجومية في الشوط الأول أمام بلجيكا في دور الثمانية وسجلت هدفين قبل الاستراحة مما كان كافياً للفوز بعد شوط ثانٍ متوتر سجلت فيه الأخيرة هدفاً. لكن أمام إسبانيا كانت المهمة مختلفة تماماً، حيث لم يستطع خط وسط إيطاليا المبهر طوال البطولة مجاراة منافسه الإسباني بقيادة الساحر بيدري، 18 عاماً، الذي استحوذ على الكرة بنسبة 65%. لكن فريق مانشيني تحمل الضغط وأظهر تماسكاً وخطف هدفاً قبل أن يتعادل الإسبان ثم لعب الحظ دوره ليمنحهم الفوز بركلات الترجيح. وأكّد روبرتو مانشيني أنه سعيد بتحدي التوقعات وقيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية بفوز دراماتيكي على إسبانيا الفخورة بلاعبيها، حسب مدربها لويس أنريكي، رغم مرارة الإقصاء.
ويعود الفضل لمانشيني في إعادة إيطاليا إلى قمة المجد بعد ثلاث سنوات على تسلمه مهمة منتخب في الحضيض فشل في بلوغ نهائيات كأس العالم، فقاده حتى الآن إلى سجل خالٍ من الهزائم في 33 مباراة متتالية محققاً رقماً قياسياً وطنياً، وبات على بعد فوز واحد من التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1968.
وقال مانشيني: «قلة من الناس كانوا واثقين من قدرتنا على تحقيق هذا الإنجاز، باستثناء اللاعبين الذين كانوا على ثقة بذلك منذ اليوم الأول لتجمعنا قبل ثلاث سنوات. نحن في النهائي وسعداء بإدخال الفرحة في قلوب الإيطاليين في كل مكان». وأوضح مانشيني: «عندما تلعب في كأس العالم أو في بطولة أوروبية، يكون الأمر شديد الصعوبة، وهناك دائماً مباراة يجب أن تعاني فيها من أجل الفوز. لا يمكن أن يكون كل شيء سلساً. كنا نعلم أن مشوارنا سيكون صعباً، ولهذا السبب أعتقد أن اللاعبين وكل من عمل معنا خلال السنوات الثلاث الماضية يستحق الكثير من التقدير لأن ما تحقق لم يكن سهلاً بأي حال من الأحوال».
وحول عبور إسبانيا القوية قال: «إنها ركلات الترجيح... لقد كانت مباراة صعبة جداً. إسبانيا منتخب رائع جداً، ولعب بشكل جيد جداً. لقد قدمنا مباراة جيدة، ولكن ليس كالمعتاد. كنا نعلم أننا سنعاني في مثل هذه المباراة. لقد صعَّبوا مهمتنا. هم أساتذة الاستحواذ على الكرة. هنيئا لنا ببلوغ النهائي، وهنيئا لإسبانيا لأنها منتخب رائع جداً».
وأردف قائلاً: «لا تزال هناك خطوة واحدة يجب أن نقطعها، وعلينا الآن أن نرتاح بعد عبور هذا التحدي الكبير حقاً. عندما تدخل مباراتك السادسة مع كل الرحلات التي قمنا بها حتى الآن، يصبح الأمر متعباً جدا. لا تزال هناك مباراة واحدة، يتعين علينا أن نفعل الشيء نفسه».
وتولى مانشيني قيادة منتخب إيطالي ممزق بعد الفشل في التأهل لمونديال 2018 في سابقة لم تحدث في تاريخ البلاد الذي لم يغب مطلقاً قبل هذا عن كأس العالم. واستطاع مانشيني في 3 سنوات فقط إعادة بناء الفريق ليصبح منتخباً شاباً ومنتعشاً ونجح في إثبات جدارته في الكأس القارية التي بات على بعد خطوة من التتويج بلقبها ليبدد ظلام واحدة من أحلك الفترات في تاريخ الكرة الإيطالية.
وقبل نحو أربع سنوات، تسبب التعادل السلبي مع نظيره السويدي على استاد «سان سيرو» الشهير بمدينة ميلانو الإيطالية في غياب المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب غامبييرو فينتورا عن مونديال 2018 للمرة الأولى منذ 1958. والقليلون فقط يمكنهم نسيان دموع الحارس المخضرم جانلويجي بوفون وقتها، أو نسيان لاعب خط الوسط دانييلي دي روسي، وهو يسأل الطاقم التدريبي للفريق: «لماذا بحق الجحيم يجب أن أستمر؟» لدى مطالبته بإجراء عملية الإحماء، حيث وصف زميله لورنز إنسيني بأنه خيار أفضل. وكان إنسيني، مثل جورجينهو والمدافع جورجيو كيليني والمهاجم شيرو
إيموبيلي وبعض الأسماء القليلة الأخرى من بين من شاركوا في هذه المباراة الكارثية أمام السويد، ولكن الفرصة سانحة أمامهم الآن للتعويض والتتويج بلقب «يورو 2020» تحت قيادة روبرتو مانشيني.
وقال فيدريكو بيرنارديسكي لاعب خط وسط إيطاليا: «شخص مجنون واحد فقط وثق بنا قبل ثلاث سنوات وكان هذا المدرب».
ويعود الفضل لمانشيني في تغيير فلسفة لعب إيطاليا بالتخلي عن الأسلوب التقليدي المائل للدفاع مع الهجوم المضاد، واستثمر بشكل كبير في لاعبين شباب واعدين مثل كييزا، 23 عاماً، ومانويل لوكاتيللي، 23 عاماً، ونيكولو باريلا، 24 عاماً، فسجل كل من اللاعبين الثلاثة أهدافاً مهمة في طريق الفريق لنهائي الكأس الأوروبية. وقال مانشيني: «أثق دائماً بأن إيطاليا لديها لاعبون موهوبون».
ويقول حارس المرمى جانلويجي دوناروما الذي تصدى للركلة الترجيحية الحاسمة من الإسباني ألفارو موراتا، فقال: «إنه شعور لا يوصف، كنت هادئاً لأنني كنت أعرف أنني أستطيع مساعدة المنتخب. أشكر الجميع. أمامنا خطوة واحدة فقط لتحقيق حلمنا. الإسبان أقوياء جداً جداً ولكن هذه إيطاليا كبيرة أيضاً، لا تستسلم أبداً». في المقابل، أكد مدرب إسبانيا إنريكي، فخرة بلاعبيه وقال: «بذل الفريق كل ما في وسعه من أجل الفوز. إنها ليست أمسية حزينة بالنسبة لنا على الإطلاق، هذا يذكّرنا بأنه في كرة القدم يمكنك الفوز أو الخسارة. لا يمكننا أن نكون يائسين، علينا أن نهنئ خصومنا. قلت قبل انطلاق المنافسات أننا بين ثمانية منتخبات قادرة على الفوز باللقب، لا أعتقد أنني أخطأت، نعود إلى الوطن ونحن نعلم أنه كان بإمكاننا الفوز بالبطولة». وأضاف: «قام اللاعبون بعمل رائع، ليس لديّ أي شيء لأوبّخهم عليه. أظهرنا أننا فريق وسنواصل القيام بذلك. يتعين علينا الراحة الآن وسنلتقي مرة أخرى في المعسكرات المقبلة». وأشاد إنريكي بمهاجمه موراتا رغم إهداره الركلة الترجيحية الحاسم التي أخرجت إسبانيا من البطولة، وقال: «ألفارو رائع، أراد أن ينفذ ركلة الجزاء رغم أنه عاش أوقاتاً صعبة في هذه المسابقة. لقد كان ممتازاً، سجل هدف التعادل لكن لم يحالفه الحظ في الركلات الترجيحية».
ووصف القائد لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس، الإقصاء بالمؤسف، وقال: «كنا نودّ ألا تنتهي بطولتنا عند نصف النهائي، لكن هذه هي كرة القدم. كنا الأفضل خلال معظم المباراة. يمكننا أن نفخر بما قدمناه، وأشعر بالفخر لزملائي في الفريق. الكل كان يرشح إيطاليا، لكننا أظهرنا أننا الأفضل». وأضاف: «اكتسب اللاعبون الشباب الثقة في هذه البطولة، وسيعود هذا المنتخب بقوة. لا يزال هناك عام ونصف قبل كأس العالم، لكننا على الطريق الصحيح، لدينا فريق كبير، حتى لو لم نتوّج مثلما كما نتمنى». وتجنّب بوسكيتس الحديث عن مستقبله الدولي، وقال: «الآن ليس الوقت المناسب للتفكير في شخصي. حان الوقت للحزن والفخر في الوقت ذاته».
أما القائد الثاني جوردي ألبا فقال: «إنها ضربة قاسية. كنا نستحق نتيجة أفضل، لكن هكذا الأمر مع ركلات الترجيح. في يوم سابق فزنا (في ربع النهائي ضد سويسرا)، وهذه المرة خسرنا. أنا فخور جداً بزملائي في الفريق والجهاز الفني... شكلنا مجموعة رائعة، وأثبتنا جاهزيتنا لكأس العالم».


مقالات ذات صلة

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

رياضة عالمية منتخب غينيا بيساو المغمور يأمل الاستفادة من ابناء الجيل الثاني لمواطنيه المغتربين بأوروبا (غيتي)

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

قاد جاك تشارلتون جمهورية آيرلندا للوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم. فعندما تم تعيينه مديرا فنيا للمنتخب في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بدأ يبحث

ريتشارد فوستر (لندن)
رياضة عالمية كين (يمين) يسجل هدفه الثاني من ثلاثية فوز أنجلترا على أيطاليا (ا ب)

9 منتخبات تضمن تأهلها لـ«يورو 2024» وإيطاليا تنتظر معركة مع أوكرانيا

مع ختام الجولة الثامنة لتصفيات كأس أوروبا (يورو 2024) المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، تأكد تأهل 9 منتخبات إلى النهائيات هي إنجلترا والنمسا وبلجيكا وإسبانيا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوق يدفع بورقة من فئة عشرة يوروات بسوق محلية في نيس بفرنسا (رويترز)

اليورو يسجّل أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ 20 عاماً

سجّل اليورو، اليوم (الثلاثاء)، أدنى مستوياته مقابل الدولار الأميركي منذ نحو 20 عاماً وبلغ 1.0306 دولار لليورو متأثراً بالتوترات المرتبطة بالطاقة في أوروبا وقوة العملة الأميركية التي تستفيد من السياسة النقدية المشددة للاحتياطي الفيدرالي. وارتفع الدولار قرابة الساعة 08.50 بتوقيت غرينتش بنسبة 1.03 في المائة مسجّلاً 1.0315 للدولار مقابل اليورو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو (إ.ب.أ)

الروبل الروسي يصعد أمام اليورو إلى أعلى مستوى في 7 سنوات

تواصل العملة الروسية ارتفاعها أمام العملتين الأميركية والأوروبية، وتم تداول الدولار اليوم دون 53 روبلاً، فيما جرى تداول اليورو عند مستوى 55 روبلاً وذلك للمرة الأولى في نحو سبع سنوات. وبحلول الساعة العاشرة و42 دقيقة بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بنسبة 1.52% إلى مستوى 95.‏52 روبل، فيما انخفض سعر صرف اليورو بنسبة 1.92% إلى 18.‏55 روبل، وفقاً لموقع «آر تي عربية» الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الرياضة اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

قالت لويز كيسي «عضو مجلس اللوردات البريطاني» في تقريرها الشامل عن الأحداث التي وقعت خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 على ملعب ويمبلي في 11 يوليو (تموز): «أنا لست بصدد إلقاء اللوم على بعض الأفراد. لذا، إذا كان الناس يبحثون عن تقرير يحاول تحويل بعض الأفراد إلى كبش فداء، فلن تجدوا ذلك. كانت هناك إخفاقات جماعية حددتها وكانت واضحة. وهناك أيضاً عوامل مخففة أصفها في التقرير بأنها (عاصفة كاملة) جعلت من الصعب للغاية إدارة هذه المباراة النهائية». وبعد صدور التقرير الصادر من 129 صفحة، يبدو من غير المحتمل أن كلمات كيسي ستوقف الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحميل فرد ما مسؤولية ما حدث.

بول ماكينيس (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».