فصائل «الجيل الثاني» في العراق تختار «الحرب المفتوحة» مع الأميركيين

نقل تقنية «المسيّرات المفخخة» بمساعدة لوجستية من «حزب الله» اللبناني

TT

فصائل «الجيل الثاني» في العراق تختار «الحرب المفتوحة» مع الأميركيين

فشلت مفاوضات إعادة الهدنة بين الفصائل المسلحة والقوات الأميركية في العراق، بسبب تقاطعات حادة بين أركان الحشد الشعبي، أفرزت مجموعة نخبوية أطلقت بمفردها عملية «نوعية» ضد مصالح واشنطن في البلاد. وخلال 24 ساعة، استهدفت طائرة مسيرة مفخخة مطار أربيل الدولي، ونحو 14 صاروخاً من نوع «غراد» قاعدة «عين الأسد» العسكرية غرب الأنبار.
ومنذ بداية العام الحالي، استهدفت عشرات الهجمات المصالح الأمريكية في العراق، حيث يوجد 2500 جندي من القوات الأميركية في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للحرب على تنظيم «داعش».
التطور اللافت في هجوم الأنبار، أن قوات التحالف الدولي ردت على هجوم «عين الأسد» باستهداف المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ، لكن الرد خلف إصابات وأضرار مادية في صفوف المدنيين، فيما تصاعدت الأصوات الغاضبة من توريط المدنيين بالنزاع الإقليمي.
ويبدو أن ما وصفته الفصائل الأسبوع الماضي بـ«الثأر» من قصف معسكر تابع للحشد على الحدود مع سوريا، لم يبدأ فعلياً وحسب، بل ينذر بحرب مفتوحة بين الجانبين.
وتعهد زعيم «كتائب سيد الشهداء»، أبو آلاء الولائى، في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس»، بـ«الانتقام» من واشنطن لمقتل أربعة من عناصره في غارة نفذتها قوات أميركية على طول الحدود العراقية السورية، الشهر الماضي. وقال: «الانتقام سيكون بعملية نوعية سيتحدث عنها الجميع».
وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن الخلافات التي حالت دون الاتفاق على الهدنة المشروطة، تركزت على احتمال توريط جميع قادة الفصائل في مواجهة مفتوحة وغير محسوبة مع القوات الأميركية، مشيرة إلى أن «عدداً من القادة تناول تحذيرات من تكرار سيناريو قتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس»، في حال انتقل الصراع إلى حرب مفتوحة.
ومن الواضح، أن الأزمة السياسية والأمنية في العراق، أفرزت تيارين داخل الجماعات المسلحة، الأول تقليدي يميل إلى المناورة والضغط، فيما يوصف التيار الثاني بأنه «مغامر وشرس»، ويضم قادة الجيل الثاني من قادة الحشد، ويميل إلى إظهار قوتهم بتنفيذ هجمات نوعية.
وأضافت المصادر أن «الهجمات الأخيرة نفذتها فصائل لديها تنسيق مباشر مع حزب الله اللبناني، فيما سهل هذا الأخير انتقال الطريقة الحوثية في استعمال المسيرات المفخخة إلى الساحة العراقية عبر تدريب مجموعات نخبوية في لبنان وطهران».
ويثير استخدام الطائرات المسيرة قلق المؤسسات الأمنية والتحالف الدولي على حد سواء، بسبب الصعوبة في التصدي لها والتكاليف الباهظة لتأسيس منظومة دفاعية محدثة، وفيما تتمكن تلك المسيرات من تجاوز الدفاعات الجوية، يقول متخصصون عسكريون إن تفجير طائرة مسيرة واحدة يكلف نحو 3 آلاف دولار.
ولا يعرف إن كانت الفصائل التي تنوي الانتقام ستكتفي بضربتي مطار أربيل و«عين الأسد»، لكن الهجمات «لا يبدو أنها مصممة لإحداث أضرار كبيرة»، كما تقول مصادر مقربة من الفصائل، بل لاستثمارها أمام جمهورها في الرأي العام العراقي.
ويثير موقف الحكومة العراقية، الذي غالباً ما يوصف بالعاجز عن وقف النزاع، كثيرا من الجدل في الأوساط السياسية، رغم دعوات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي واشنطن وطهران بشكل مباشر إلى «نقل نزاعهما خارج البلاد».
لكن مصادر قريبة من الحكومة، تقول إن جزءاً من استراتيجية الحكومة «توريط الفصائل المتشددة بمزيد من الأخطاء»، فيما تواصل تفاهمات التهدئة مع قيادات يمكن إنجاز تسوية «مقبولة» معها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.