دراسة: تمارين اليقظة الذهنية تساعد الأطفال على النوم لمدة أطول

التحسن في النوم ظهر بغضون ثلاثة أشهر من بدء تدريبات التركيز (أرشيفية - رويترز)
التحسن في النوم ظهر بغضون ثلاثة أشهر من بدء تدريبات التركيز (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: تمارين اليقظة الذهنية تساعد الأطفال على النوم لمدة أطول

التحسن في النوم ظهر بغضون ثلاثة أشهر من بدء تدريبات التركيز (أرشيفية - رويترز)
التحسن في النوم ظهر بغضون ثلاثة أشهر من بدء تدريبات التركيز (أرشيفية - رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن تلاميذ المدارس الابتدائية الذين مارسوا تدريبات اليقظة الذهنية مرتين في الأسبوع لمدة عامين ينامون بمعدل 74 دقيقة إضافية كل ليلة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
تضمنت هذه الزيادة في إجمالي وقت النوم 24 دقيقة إضافية من حركة العين السريعة، وهي مرحلة الحلم خلال النوم عندما يتم توحيد الذكريات وتخزينها.
وقالت كبيرة مؤلفي الدراسة روث أوهارا، الأستاذة في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة ستانفورد: «إن التحسن في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم رائع حقاً».
وأوضحت أوهارا: «حركة العين السريعة هي مرحلة مهمة جداً من مراحل النوم لتطور الخلايا العصبية ولتنمية الوظيفة الإدراكية والعاطفية... لذلك كان اكتشافاً مذهلاً بالنسبة لنا، وقد فوجئنا إلى حد ما بالمقدار الكبير من الفوائد التي رأيناها في جودة نوم الأطفال».
ووجدت الدراسة، التي نُشرت أمس (الثلاثاء) أن التحسن في النوم بدأ في غضون ثلاثة أشهر من بدء تدريبات التركيز، وزاد مع مشاركة الأطفال بوتيرة مكثفة أكثر.
وأشارت أوهارا إلى أن «الأطفال الذين أبلغوا عن استخدامهم لهذه الأساليب في كثير من الأحيان خارج الفصل، في المنزل مثلاً، حققوا مكاسب أكبر في النوم خلال الفترة الزمنية التي راقبناها».
في تناقض صارخ، فقد الأطفال الذين لم يمارسوا تمارين اليقظة الذهنية أو التركيز ما يقرب من 64 دقيقة من النوم خلال فترة العامين نفسها.
وقالت المؤلفة الرئيسية كريستينا تشيك، وهي باحثة في الطب النفسي والعلوم السلوكية في ستانفورد: «من المنطقي أن الأطفال الذين لم يشاركوا في المناهج هذه لم يتمكنوا من النوم مثلما هو مطلوب، بناءً على ما نعرفه عن الأطفال في هذا العمر».
وأضافت تشيك: «من المحتمل أن يظل الأطفال الأكبر سناً مستيقظين لأداء واجباتهم المدرسية أو التحدث أو إرسال رسائل نصية مع الأصدقاء... النتائج التي توصلنا إليها تعني أن المنهج كان وقائياً، من حيث إنه أعطى الأطفال المهارات التي ساعدت في الحماية من فقدان النوم».
*النوم أمر بالغ الأهمية
من المفترض أن ينام الأطفال والمراهقون الصغار من 9 إلى 12 ساعة كل ليلة، بينما يجب أن ينام المراهقون الكبار من ثماني إلى 10 ساعات، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض، فإن «الأطفال والمراهقين الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم لديهم مخاطر أكبر للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك السمنة ومرض السكري من النوع الثاني وسوء الصحة العقلية».
وتضيف المراكز: «هم أيضاً أكثر عرضة لمشاكل الانتباه والسلوك، التي يمكن أن تسهم في ضعف الأداء الأكاديمي في المدرسة».
ومع ذلك، وجدت دراسة لمراكز السيطرة على الأمراض عام 2015 أن غالبية طلاب المدارس الإعدادية والثانوية أفادوا بأنهم يحصلون على كمية أقل من النوم الموصى بها بالنسبة لأعمارهم.
ووصفت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الحرمان من النوم بين الأطفال بأنه «وباء»، وأوصت في عام 2014 بأن تبدأ المدارس المتوسطة والثانوية إعطاء الدروس في قرابة الساعة 8:30 صباحاً، وذلك للسماح للمراهقين بالحصول على كمية النوم التي يحتاجونها.


مقالات ذات صلة

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
TT

هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)

تحمس وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو الذي تولى حقيبة الثقافة قبل 6 أشهر، لعقد «يوم الثقافة» بُغية تكريم المبدعين في مختلف مجالات الإبداع، من منطلق أن «التكريم يعكس إحساساً بالتقدير وشعوراً بالامتنان»، لكن كثرة عدد المكرمين وبعض الأسماء أثارت تساؤلات حول مدى أحقية البعض في التكريم، وسقوط الاحتفالية الجديدة في فخ «التكريمات غير المستحقة».

وأقيم الاحتفال الأربعاء برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدمه الفنان فتحي عبد الوهاب، وكان الوزير قد عهد إلى جهات ثقافية ونقابات فنية باختيار من يستحق التكريم من الأحياء، كما كرم أيضاً الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضي، وقد ازدحم بهم وبذويهم المسرح الكبير في دار الأوبرا.

ورأى فنانون من بينهم يحيى الفخراني أن «الاحتفالية تمثل عودة للاهتمام بالرموز الثقافية»، وأضاف الفخراني خلال تكريمه بدار الأوبرا المصرية: «سعادتي غير عادية اليوم».

الفنان يحيى الفخراني يلقي كلمة عقب تكريمه في يوم الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)

وشهد الاحتفال تكريم عدد كبير من الفنانين والأدباء والمثقفين على غرار يحيى الفخراني، والروائي إبراهيم عبد المجيد، والمايسترو ناير ناجي، والشاعر سامح محجوب، والدكتور أحمد درويش، والمخرجين هاني خليفة، ومروان حامد، والسينارست عبد الرحيم كمال، والفنان محمد منير الذي تغيب عن الحضور لظروف صحية، وتوجه الوزير لزيارته في منزله عقب انتهاء الحفل قائلاً له إن «مصر كلها تشكرك على فنك وإبداعك».

كما تم تكريم المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا، وقد بلغ عددهم 35 فناناً ومثقفاً، من بينهم مصطفى فهمي، وحسن يوسف، ونبيل الحلفاوي، والملحن حلمي بكر، وشيرين سيف النصر، وصلاح السعدني، وعاطف بشاي، والفنان التشكيلي حلمي التوني، والملحن محمد رحيم، والمطرب أحمد عدوية.

وزير الثقافة يرحب بحفيد وابنة السينارست الراحل بشير الديك (وزارة الثقافة المصرية)

وانتقد الكاتب والناقد المصري طارق الشناوي تكريم نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو اختاره مجلس النقابة كان عليه أن ينأى بنفسه عن ذلك»، مشيراً إلى أن الاختيارات جاءت على عُجالة، ولم يتم وضع خطوط عريضة لمواصفات المكرمين، كما أنه لا يجوز أن يُرشح نقيب الموسيقيين ورئيس اتحاد الكتّاب نفسيهما للتكريم، وأنه كان على الوزير أن يتدخل «ما دام أن هناك خطأ». لكن الشناوي، أحد أعضاء لجنة الاختيار، يلفت إلى أهمية هذا الاحتفال الذي عدّه «عودة حميدة للاهتمام بالإبداع والمبدعين»، مشدداً على أهمية «إتاحة الوقت للترتيب له، وتحديد من يحصل على الجوائز، واختيار تاريخ له دلالة لهذا الاحتفال السنوي، كذكرى ميلاد فنان أو مثقف كبير، أو حدث ثقافي مهم»، ضارباً المثل بـ«اختيار الرئيس السادات 8 أكتوبر (تشرين الأول) لإقامة عيد الفن ليعكس أهمية دور الفن في نصر أكتوبر».

الوزير ذهب ليكرم محمد منير في بيته (وزارة الثقافة المصرية)

ووفق الكاتبة الصحافية أنس الوجود رضوان، عضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، فإن «الاحتفال حقق حالة جميلة تنطوي على بهجة وحراك ثقافي؛ ما يمثل عيداً شاملاً للثقافة بفروعها المتعددة»، متطلعة لإضافة «تكريم مبدعي الأقاليم في العام المقبل».

وتؤكد رضوان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تكريم نقيب الموسيقيين لا تُحاسب عليه وزارة الثقافة؛ لأنه اختيار مجلس نقابته، وهي مسؤولة عن اختياراتها».

ورداً على اعتراض البعض على تكريم اسم أحمد عدوية، تؤكد أن «عدوية يُعد حالة فنية في الغناء الشعبي المصري وله جمهور، فلماذا نقلل من عطائه؟!».

ولفتت الناقدة ماجدة موريس إلى أهمية وجود لجنة تختص بالترتيب الجيد لهذا اليوم المهم للثقافة المصرية، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه من الطبيعي أن تكون هناك لجنة مختصة لمراجعة الأسماء والتأكد من جدارتها بالتكريم، ووضع معايير محددة لتلك الاختيارات، قائلة: «لقد اعتاد البعض على المجاملة في اختياراته، وهذا لا يجوز في احتفال الثقافة المصرية، كما أن العدد الكبير للمكرمين يفقد التكريم قدراً من أهميته، ومن المهم أن يتم التنسيق له بشكل مختلف في دورته المقبلة بتشكيل لجنة تعمل على مدى العام وترصد الأسماء المستحقة التي لعبت دوراً أصيلاً في تأكيد الهوية المصرية».

المخرج مروان حامد يتسلم تكريمه من وزير الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

وتعليقاً على ما أثير بشأن انتقاد تكريم المطرب الشعبي أحمد عدوية، قال الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، على «فيسبوك»، إن «أحمد عدوية ظاهرة غنائية غيرت في نمط الأغنية الذي ظل سائداً في مصر منذ الخمسينات حتى بداية السبعينات»، معتبراً تكريم وزير الثقافة له «اعترافاً بالفنون الجماهيرية التي يطرب لها الناس حتى ولو كانت فاقدة للمعايير الموسيقية السائدة».