«الخلايا التائية»... سلاح اللقاحات في مواجهة تحورات «كورونا»

فريق بحثي كوري رصد تأثيرها

«الخلايا التائية»... سلاح اللقاحات في مواجهة تحورات «كورونا»
TT

«الخلايا التائية»... سلاح اللقاحات في مواجهة تحورات «كورونا»

«الخلايا التائية»... سلاح اللقاحات في مواجهة تحورات «كورونا»

رغم ما يحدث من تحورات لفيروس «كورونا» المستجد، أشهرها متحورات «بيتا» و«ألفا» و«جاما» و«دلتا»، وأخيراً تحور «ابسيلون» الذي ظهر مؤخراً في كاليفورنيا بأميركا، فإن التقارير الصادرة عن المؤسسات الصحية تؤكد دوماً أن «اللقاحات لا تزال فعالة ضد هذه المتحورات، رغم أن بعضها يفلت من بعض الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات»، لا سيما تحورَي «ابسيلون» و«بيتا» اللذين ظهرا في جنوب أفريقيا.
وبينما يثير ذلك تساؤلات حول أسباب الفاعلية، رغم الضعف الذي حدث بسلاح الأجسام المضادة، جاءت الإجابة من دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن»، حيث أشارت تلك الدراسة التي أجراها فريق بحثي من المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، إلى الدور الذي يلعبه سلاح آخر من أسلحة المناعة، وهي الخلايا التائية.
ووجد فريق أبحاث المناعة التابع للمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، أن معظم مرضى (كوفيد - 19) في فترة النقاهة يطوّرون ويحافظون على ذاكرة الخلايا التائية لأكثر من 10 أشهر بغضّ النظر عن شدة أعراضهم.
وبالإضافة إلى ذلك، تتكاثر خلايا الذاكرة التائية بسرعة بعد مواجهة مستضدها المشابه، وتنجز أدوارها متعددة الوظائف، وبالتالي فإن ما يحدث مع هؤلاء المرضى الذين كوّنوا مناعة عن طريق الإصابة بالفيروس، سيحدث مع الحاصلين على اللقاحات.
و(كوفيد - 19)، هو مرض ناجم عن عدوى فيروس «كورونا» المستجد، وعندما يتعافى المرضى، يتم تطوير ذاكرة مناعية تكيفية خاصة بالفيروس، حيث يتكون جهاز المناعة التكيفي من عنصرين رئيسيين: الخلايا البائية التي تُنتج الأجسام المضادة، والخلايا التائية التي تقضي على الخلايا المصابة، وتشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أن الوظيفة المناعية الوقائية لخلايا الذاكرة التائية سيتم تنفيذها عند إعادة التعرض للفيروس.
وفي الآونة الأخيرة، حظي دور خلايا الذاكرة التائية ضد الفيروس بالاهتمام مع تضاؤل الأجسام المضادة المعادلة بعد الشفاء، وعلى الرغم من أن خلايا الذاكرة التائية لا تستطيع منع العدوى نفسها، فإنها تلعب دوراً رئيسياً في منع التقدم الحاد للمرض.
ويقول تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد الكوري، أول من أمس، أن الباحث الرئيسي بالدراسة الدكتور إيوي تشيول شين، تعاون مع مساعديه بالتحقيق خلال الدراسة في خصائص ووظائف خلايا الذاكرة التائية الشبيهة بالخلايا الجذعية، والتي من المتوقع أن تلعب دوراً مهماً في المناعة طويلة المدى.
وحلل الباحثون توليد خلايا الذاكرة الشبيهة بالخلايا الجذعية والخلايا التائية متعددة السيتوكينات التي تنتج خلايا الذاكرة التائية متعددة الوظائف، باستخدام تقنيات مناعية متطورة. وخلص التقرير إلى أن هذه الدراسة مهمة في الكشف عن أن المناعة طويلة المدى لمرضى نقاهة (كوفيد - 19) توفر مؤشراً بشأن الثبات طويل الأمد لمناعة الخلايا التائية، وهو أحد الأهداف الرئيسية للقاحات (كوفيد - 19).
ويُجري فريق البحث حالياً دراسة متابعة لتحديد تكوين خلايا الذاكرة التائية والخصائص الوظيفية لأولئك الذين تلقوا لقاحات (كوفيد - 19)، وفهم التأثير المناعي للقاحات من خلال مقارنة خصائص خلايا الذاكرة التائية المتولدة من التطعيم، مع تلك المتولدة بسبب الإصابة بالمرض.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».