قبرص: السيطرة على أسوأ حريق تشهده الجزيرة

الحريق اجتاح غابات جبلية ومزارع في قبرص (أ.ف.ب)
الحريق اجتاح غابات جبلية ومزارع في قبرص (أ.ف.ب)
TT

قبرص: السيطرة على أسوأ حريق تشهده الجزيرة

الحريق اجتاح غابات جبلية ومزارع في قبرص (أ.ف.ب)
الحريق اجتاح غابات جبلية ومزارع في قبرص (أ.ف.ب)

أعلنت أجهزة الإطفاء القبرصية، اليوم (الاثنين)، سيطرتها على أسوأ حريق تشهده الجزيرة منذ عقود، اجتاح غابات جبلية ومزارع، مودياً بأربعة مصريين ومدمراً عشرات المنازل، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وشاركت طائرات لمكافحة النيران من اليونان وإسرائيل ومن القواعد البريطانية في الجزيرة المتوسطية، في إخماد الحريق الذي أتى على 55 كيلومتراً مربعاً من غابات جبال ترودوس.
وقالت إدارة الغابات القبرصية، الاثنين، إن «الحريق الذي اندلع السبت بات تحت السيطرة بشكل تام».
ودمّر الحريق الذي اعتُبر الأسوأ منذ تأسيس جمهورية قبرص عام 1960 نحو 50 منزلاً وخطوط كهرباء وأدى إلى إخلاء عشر قرى، وفق السلطات.
وقال آكيس يوريو (45 عاماً) في قرية أراكاباس إن ما شهده «كابوس، وجحيم حقيقي، كان الحريق يحاصر القرية».
والحريق الذي أججته الرياح القوية وفاقمته موجة حر في الجزيرة تجاوزت 40 درجة، أدى إلى تصاعد سحابة من الدخان شوهدت من البحر ومن السفح الآخر لسلسلة جبال ترودوس.
وشارك أكثر من 600 عنصر من أجهزة الطوارئ والجيش في إخماد الحريق إضافة إلى نحو عشر طائرات و70 عربة إطفاء وطائرة استطلاع دون طيار، وفق إدارة الغابات.
وقالت إدارة الغابات إن عناصر الإطفاء لا يزالون منتشرين بكثافة في محيط قرية أراكاباس للتعامل مع أي حرائق إضافية محتملة، وشوهدت أشجار زيتون قديمة تتحول إلى جذوع متفحمة، بينما ملأ الرماد المكان. كذلك شاهدوا منازل محترقة في قرية أورا.
وأوقف مزارع يبلغ من العمر 67 عاماً للاشتباه بتسببه بالحريق عن غير قصد، وهو أمر ينفيه.
وقالت الشرطة إن شهوداً أفادوا بأنهم رأوه يغادر أراكاباس في سيارته تزامناً مع اندلاع الحريق هناك. وقد يواجه اتهامات بالتسبب بسقوط أربع وفيات.
وأكد وزير الداخلية نيكوس نوريس، العثور على جثث العمال المصريين قرب قرية أودوس في منطقة لارنكا (جنوب) وعُثر على سيارتهم المحترقة في قعر وادٍ والجثث على مسافة نحو 600 متر من السيارة.
وأكدت الخارجية المصرية، في بيان، أمس (الأحد)، أن الجهات القبرصية المعنية أعلمت السفارة المصرية في نيقوسيا «بوفاة 4 مواطنين مصريين، كانوا يعملون في قبرص»، فيما تعهدت نيقوسيا بـ«الوقوف إلى جانب عائلات الضحايا وتقديم كل دعم».
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس على «تويتر» الأحد، «إنها مأساة»، ووصف الحريق بأنه أسوأ حدث منذ 1974 عندما انقسمت الجزيرة عقب اجتياح الجيش التركي لثلثها الشمالي.
وفي افتتاح جلسة برلمانية، الاثنين، أعرب رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي عن التضامن مع قبرص، وقال: «عندما نوحد قوانا، نكون أقوى».
وتمتد عادة فترة الجفاف الصيفي في الجزيرة الواقعة في جنوب شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط، من يونيو (حزيران) إلى أكتوبر (تشرين الأول) في ظل درجات حرارة مرتفعة. أما الأمطار فتكاد تنعدم اعتباراً من منتصف أبريل (نيسان).


مقالات ذات صلة

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

أميركا اللاتينية عنصر إطفاء يحاول إخماد الحريق في حقول قصب السكر قرب مدينة دومون البرازيلية (رويترز)

البرازيل تكافح حرائق الغابات... وتحقق في أسبابها (صور)

أعلنت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا، أمس (الأحد)، أن البرازيل «في حالة حرب مع الحرائق والجريمة»، في وقت أُعلِنت فيه حالة الطوارئ في 45 مدينة.

«الشرق الأوسط» (ريبيراو بريتو (البرازيل))
أميركا اللاتينية انخفاض الرطوبة وارتفاع الحرارة متخطية 35 درجة مئوية يفاقم الظروف المواتية للحرائق (رويترز)

استدعت إصدار أعلى درجات التحذير... حرائق غابات تستعر في البرازيل

امتدت حرائق غابات أمس (الجمعة) في أنحاء ولاية ساو باولو، أكثر ولايات البرازيل اكتظاظاً بالسكان، ما استدعى إصدار أعلى درجات التحذير في 30 مدينة.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
شؤون إقليمية حرائق الغابات لا تزال مستمرة في إزمير وسط جهود للسيطرة عليها (إكس)

تركيا تعلن السيطرة على حرائق الغابات بشكل كبير

نجحت السلطات التركية في السيطرة على حرائق الغابات المستمرة منذ أسبوع بصورة كاملة في بعض المناطق، في حين تتواصل الجهود للسيطرة على بقيتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية تُظهر خلايا نحل محترقة بعد حريق الغابات في قرية سنجقلي (أ.ف.ب)

الحرائق تحول قرية سنجقلي الخلابة في إزمير التركية إلى جحيم (صور)

كانت قرية سنجقلي توفر منظراً خلاباً من مرتفعات إزمير على ساحل تركيا الغربي، حتى حوّلت ألسنة اللهب أقساماً واسعة منها إلى أثر بعد عين.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية منظر عام لمنطقتي بايراكلي وكارشياكا بعد الحريق مع استمرار جهود الإطفاء والتبريد في اليوم الثاني من حريق إزمير الكبير (د.ب.أ)

حريق غابات لا يزال يهدد مناطق سكنية في إزمير التركية

يستمر حريق غابات في تشكيل تهديد لمناطق سكنية في إزمير ثالثة مدن تركيا من حيث عدد السكان.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

قادة جزر المحيط الهادئ يحذفون الإشارة إلى تايوان من بيانهم بعد شكوى الصين

جانب من منتدى جزر المحيط الهادئ في 30 أغسطس 2024 في نوكوالوفا بتونغا (أ.ف.ب)
جانب من منتدى جزر المحيط الهادئ في 30 أغسطس 2024 في نوكوالوفا بتونغا (أ.ف.ب)
TT

قادة جزر المحيط الهادئ يحذفون الإشارة إلى تايوان من بيانهم بعد شكوى الصين

جانب من منتدى جزر المحيط الهادئ في 30 أغسطس 2024 في نوكوالوفا بتونغا (أ.ف.ب)
جانب من منتدى جزر المحيط الهادئ في 30 أغسطس 2024 في نوكوالوفا بتونغا (أ.ف.ب)

حذف منتدى جزر المحيط الهادئ الإشارة إلى تايوان من بيان صدر بعد اجتماع زعماء دول المنطقة السنوي بعد تلقي شكاوى من مبعوث الصين.

ونددت حكومة تايبيه بتصرفات الصين بوصفها «تدخلاً وقحاً»، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

ويضم التكتل المؤلف من 18 دولة، ثلاثة أعضاء تربطهم علاقات دبلوماسية مع تايوان و15 عضواً يعترفون بالصين، وهي مقرض رئيسي لمشروعات البنية التحتية الأساسية في دول جزر المحيط الهادئ حيث تسعى بكين إلى زيادة وجودها الأمني.

وتعتبر الصين أن تايوان إقليم تابع لها ليس له حق في إقامة علاقات مع الدول، وهو موقف ترفضه بشدة تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي.

وتضمن بيان صدر أمس (الجمعة) على موقع المنتدى قسماً بعنوان: «العلاقات مع تايوان/جمهورية الصين»، وجاء فيه أن «القادة أكدوا قرار القادة لعام 1992 بشأن العلاقات مع تايوان/جمهورية الصين».

وتم حذف البيان من الموقع الإلكتروني في وقت لاحق مساء أمس بعد رد فعل غاضب من الصين، ونُشرت وثيقة جديدة صباح اليوم (السبت) مع حذف الإشارات إلى تايوان.

وعبّرت وزارة الخارجية التايوانية عن غضبها إزاء تصرفات الصين.

وقالت في بيان: «تندد تايوان بالتدخل الصيني الفظ وغير المعقول والسلوك غير العقلاني الذي يقوض السلام والاستقرار الإقليميين، وتدعو جميع الدول ذات التفكير المماثل إلى الانتباه عن كثب إلى تصرفات الصين». بيد أن الوزارة أشارت إلى أن البيان المشترك كما نُشر لا يقوض موقف تايوان من المنتدى ولا يمنعها من المشاركة به في المستقبل.

وبوصفها شريكاً في المنتدى منذ عام 1993، أرسلت تايوان تيان تشونغ كوانغ نائب وزير خارجيتها إلى تونغا لعقد لقاءات مع حلفائها الثلاثة في المحيط الهادئ بالاو وتوفالو وجزر مارشال.

وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية وصحيفة «نيكي» أن المبعوث الصيني الخاص إلى جزر المحيط الهادئ تشيان بو رد بغضب أمس (الجمعة)، قائلاً للصحافيين في تونغا إن الإشارة إلى تايوان في البيان «كانت بالتأكيد خطأ».

وأظهر موقع السفارة الصينية على الإنترنت أن تشيان مارس ضغوطاً الأسبوع الماضي من أجل استبعاد تايوان من الفعاليات الرسمية للمنتدى.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في إفادة صحافية دورية في بكين أمس: «أي محاولة من سلطات تايوان لتعزيز شعورها بالوجود، من خلال حضور المنتدى، ليست سوى خداع للذات».