مصري يقطع 1250 كيلو متراً تجديفاً في النيل

عبر قارب صغير بداية من أسوان وحتى دمياط

مصري يقطع 1250 كيلو متراً تجديفاً في النيل
TT

مصري يقطع 1250 كيلو متراً تجديفاً في النيل

مصري يقطع 1250 كيلو متراً تجديفاً في النيل

أنهى مهندس مصري، رحلته الممتدة لنحو 1250 كيلومتراً بمياه النيل في مصر، عبر قارب صغير قاده بواسطة التجديف، ليحقق رقماً قياسياً مميزاً قد يؤهله للتسجيل بموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.
حلم قطع نهر النيل من الجنوب المصري وحتى الشمال راود قنديل منذ 11 عاماً، لكن اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، وسفره للعمل في الخارج حالا دون تحقيق حلمه، لكنه بعد عودته مجدداً إلى مصر، شرع في إنجاز حلمه الأثير، وشارك في عدة مسابقات عالمية للتجديف، وحصد مراكز متقدمة بها، قبل خوض مغامرته في بداية شهر يونيو (حزيران) الماضي.
يقول حاتم قنديل، بطل التجديف المصري، البالغ من العمر 53 عاماً لـ«الشرق الأوسط»: «سعدت كثيراً بترحاب وود أبناء الجنوب خلال رحلتي الطويلة، حيث كانوا يلحّون علي لتناول الطعام والشراب في بعض الأحيان، كما أحببت رؤية الصبية الذين كانوا يقودون قوارب الصيد الصغيرة بملامحهم المصرية الأصيلة في مجرى النهر».
وعن أكثر أجزاء النيل التي أبهرته خلال رحلته التي دامت نحو شهر كامل، يقول قنديل (مهندس الاتصالات والصواريخ): «منظر تلاصق النيل مع الجبل في محافظة أسيوط (صعيد مصر) كان بديعاً، حيث أسرني وخطف قلبي، ربما يكون الجبل قريباً من النيل في سوهاج والمنيا، لكنه كان أقرب في أسيوط».
وأكد قنديل أن رحلته من أسوان وحتى القاهرة كانت تسير على ما يرام، إذ ظل في مجرى النيل طوال تلك المسافة، حيث كان ينتهي من تجديفه اليومي ليستريح مساءً على ظهر مركب الدعم الذي لازمه حتى وصوله للقاهرة، لكن لأسباب تقنية من بينها عدم تمكن المركب من عبور جسر قصر النيل المعدني وسط القاهرة بسبب شراع المركب، اضطر للسير من دون مركب دعم حتى وصل إلى مصب نهر النيل في رأس البر بدمياط.
ويشير قنديل إلى أن «رحلته في فرع دمياط كانت مليئة بالصعوبات، إذ اضطر للعودة من مدينة بنها (دلتا مصر)، للمبيت في القاهرة، لعدم توافر فنادق ببنها، والعودة في اليوم التالي لاستكمال الرحلة، وتكرر الأمر لدى وصوله إلى مدينة ميت غمر، حيث قضى ليلته في مدينة المنصورة، حتى وصل أخيراً إلى رأس البر».
ورغم اعتقاد الكثيرين بأن مياه نهر النيل تكون هادئة في معظم الأوقات عكس مياه البحار، فإن قنديل يؤكد أنه «عانى أكثر من مرة بسبب ارتفاع منسوب الأمواج وشدة الرياح، التي أجبرته على تعليق رحلته في بعض المناطق: «واصلت التجديف في بعض الأيام لمدة 8 أو 10 ساعات، خلال النهار، وأحياناً أخرى 3 ساعات فقط بسبب نشاط الرياح والأمواج». لافتاً إلى أن استمتع كثيراً بمناظر النيل الرائعة والمتنوعة، «تجربة عبوري كل تلك المسافة وسط عشرات المدن والقرى، ومقابلة الصيادين من مختلف الأعمار، كانت مثيرة وممتعة».
ويأمل كامل بتسجيل إنجازه بموسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية رغم اشتراطاتهم المتعددة، وغير الثابتة، بمعاونة الاتحادين الدولي والمصري للتجديف، على حد تعبيره.
ومن بين الأمور التي أسعدت قنديل عقب انتهاء الرحلة، تأكيد قدرته على خوض المغامرة رغم سنوات عمره الثلاث والخمسين، لا سيما بعد رفض بعض الجهات المصرية دعمه وتمويل رحلته بسبب عامل السن: «تجاوزت صعوبات عدة وتحملت حرارة الصيف المرتفعة في صعيد مصر، وحققت حلمي بقطع مجرى نهر النيل من عمق جنوب مصر وحتى مصب فرع دمياط شمالاًۜ.
واحتفت الهيئات الحكومية المصرية مساء أول من أمس بوصول المهندس حاتم قنديل إلى محطته الأخيرة وفق الخطة الزمنية المعدة مسبقاً، حيث هاتفه الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، لتهنئته بهذا الإنجاز.
وقال صبحي، في بيان صحافي إن «الوزارة حريصة على رعاية ودعم كافة المبادرات الشبابية في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أنه «تابع رحلة حاتم قنديل من أسوان إلى دمياط كونها إحدى أهم المبادرات الشبابية الرياضية التي جاءت في ضوء الاحتفالات بثورة 30 يونيو المجيدة بهدف الترويج للمبادرات القومية والسياحة المصرية، وتشجيع الشباب على إطلاق مبادراتهم المجتمعية والتنموية والرياضية لخدمة المجتمع المصري ومن المقرر أن يستقبل وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي المهندس حاتم قنديل، بمقر الوزارة لتهنئته بهذا الإنجاز غير المسبوق وبحث كيفية الترويج لتلك المبادرات الشبابية الرياضية على المستوى العالمي بهدف تعظيم الاستفادة منها.
جدير بالذكر أن لاعبة التجديف المصرية آمنة مجدي، سجلت رقماً قياسياً قدره سبع دقائق وأربع عشرة ثانية لمسافة ألفي متر في مسابقة تجديف الصالات المعروفة بالأرغوميتر، في شهر فبراير (شباط) من عام 2018.
وحصلت آمنة على ميدالية ذهبية في أول بطولة عربية للّعبة عام 2017، كما فازت بالعديد من البطولات المحلية.



حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
TT

حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)

لعقود، تولّى حارس الحدائق جورج كريغ رعاية تمساح طوله 5.5 متر، يُدعى «كاسيوس». وبعد تقاعده، توقّف التمساح عن الأكل، ودخل في حالة «تدهور سريع».

ووفق «الغارديان»، يحاول الباحثون تحديد العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم بعد نفوقه في نهاية الأسبوع.

ونفق «كاسيوس»، حامل الرقم القياسي العالمي في موسوعة «غينيس»، لاعتقاد أنه يبلغ 110 أعوام على الأقل، في «مارينلاند ميلانيزيا» بجزيرة غرين الأسترالية، حيث عاش منذ عام 1987.

ولا يزال السبب الدقيق لنفوقه مجهولاً، لكنّ الاحتمال الأكبر يتعلّق بالشيخوخة. وجاء النفوق بعد أسابيع من رحيل أفضل صديق له، مالك «مارينلاند ميلانيزيا»، جورج كريغ، عن الجزيرة، وانتقاله إلى دار للمسنّين.

التمساح العملاق ينفق والعزاء يتدفّق (رويترز)

من جهته، قال حفيد كريغ، تودي سكوت: «يسهُل افتراض أنّ التوتر عجَّل نفوقه، خصوصاً أنّ صلةً وثيقةً تربط جدّي و(كاسيوس)».

وأضاف: «بعد مغادرة كريغ الجزيرة، راح التمساح يرفض الطعام، وبعد أسبوعين وجدناه فاقداً للوعي. 37 عاماً قضياها معاً، وبُعيد أسابيع من الانفصال، فقدنا أحدهما».

كان «كاسيوس» قد وقع في الأسر على أيدي باحثَيْن معنيَيْن بدراسة التماسيح، غراهام ويب وتشارلي مانوليس، في نهر فينيس عام 1987.

وبعد مدّة قضاها في العمل داخل مزرعة للماشية، سافر كريغ آلاف الكيلومترات، ونُقل «كاسيوس» إلى جزيرة غرين، حيث عاش منذ ذلك الحين.

وبتشريح «كاسيوس»، يأمل الباحثون في تحديد عمره الحقيقي الذي لطالما اعتمد على التقديرات.

في هذا السياق، أكد سكوت أنه بمجرّد النظر إلى «كاسيوس»، يمكن إدراك تقدّمه في السنّ.

وأضاف: «بلغ طوله 5.48 متر وتجاوز وزنه الطنّ. كان يبدو أقرب إلى ديناصور حيّ. بدا كأنه حيوان قديم».

ومن المقرَّر عدّ الحلقات الموجودة على عيّنة من عظم فخذه، في محاولة لتحديد عمره، على غرار حلقات الأشجار. كما أُخذت عيّنة من كل عضو رئيسي، وجرى الحفاظ على جلده ورأسه.

عمره الحقيقي حيَّر العلماء (إ.ب.أ)

وعبَّر سكوت عن اعتقاده بأنّ «كاسيوس» لطالما كان «مختلفاً جداً» عن التماسيح الأخرى في جزيرة غرين، بناءً على خبرته بمجال تربية صغار التماسيح طوال 14 عاماً.

وعادةً، يُزال بيض التماسيح من العشّ داخل الحظائر، لئلا تأكلها الذكور. وإنما في التسعينات، ترك كريغ بيضة عن طريق الخطأ.

روى سكوت: «فقست، فوجدنا تمساحاً صغيراً على رأس (كاسيوس) في الصباح». قرّر كريغ ترك التمساح الرضيع الذي أطلق عليه اسم «زينا»، تيمّناً بالأميرة المُحاربة، مع «كاسيوس»، فتولّى تربيتها لـ14 عاماً.

وإذ ذكر أنّ «كاسيوس» كان يحفظ قِطع الطعام في فمه، ثم يمنحها لـ«زينا»، أكّد: «لم يسبق توثيق هذا النوع من السلوك».

من ناحية أخرى، كان «كاسيوس» محبوباً ممَّن زاروه في «مارينلاند ميلانيزيا» لعقود، فتابع سكوت أنّ رسائل التعزية بعد نفوقه تدفّقت من أنحاء العالم، لافتاً إلى أنّ المركز سيركّز على استمرار إرث التمساح العملاق.

اليوم، يعيش أقدم تمساح معروف في العالم، يُدعى «هنري»، في مركز «كروك وورلد» للحفاظ على الحيوانات بجنوب أفريقيا. ومن المقرَّر بلوغه 124 عاماً في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.